في أجواء مشبعة بالطمأنينة الوطنية والتلاحم الشعبي، شهدت مدينة المكلا تنظيم فعالية "حضرموت أولًا"، بالتزامن مع الذكرى السنوية لتحرير ساحل حضرموت من الإرهاب، جاءت الفعالية لتؤكد أن حضرموت، بما تمثله من عمق تاريخي واستراتيجي، ستظل جزءًا أصيلًا ولا يتجزأ من مشروع استعادة الدولة الجنوبية.
رسائل المكلا: لا جنوب بدون حضرموت
الرسالة الأبرز التي خرجت بها الحشود الهائلة في المكلا تمثلت في التأكيد الصارم أن حضرموت مكون جوهري في نسيج الجنوب العربي، وأن أي مشروع تحرري أو مستقبلي للجنوبيين لا يمكن أن يكتمل بدونها، وبعث هذا الموقف الجماهيري الحاسم برسائل قوية لكل من يحاول زرع بذور الفرقة أو التآمر على هوية حضرموت الجنوبية.
حضرموت ترفض مشاريع التفتيت
موقف أبناء حضرموت في هذه المناسبة الوطنية حمل دلالات واضحة؛ إذ عبّر الحضور الضخم عن التمسك بالانتماء الجنوبي الكامل ورفض المخططات الخارجية التي تسعى إلى سلخ المحافظة عن جسد الجنوب، ورغم كل محاولات التشويش، ظل أبناء حضرموت صامدين في الدفاع عن حقهم في إدارة أرضهم وثرواتهم، ضمن إطار مشروع الدولة الجنوبية العادلة.
صمود أمام المؤامرات ومخططات التقسيم
على مدار الأعوام الماضية، كانت حضرموت هدفًا لمحاولات متكررة من قوى معادية، في مقدمتها تنظيم الإخوان، الذي سعى لخلق واقع جديد عبر مشروع "الإقليم الشرقي" الذي كان يهدف إلى ضم حضرموت والمهرة وأجزاء من شبوة تحت سلطة جديدة تُبعدها عن المسار الجنوبي التحرري، لكن وعي أبناء الجنوب وخصوصًا الحضارم أحبط تلك المحاولات، وأفشل كل رهانات تفتيت الصف الجنوبي، مما شكل انتصارًا جديدًا لإرادة الشعب في الحفاظ على وحدة الأرض والهدف والمصير.
الانتقالي الجنوبي: حاضنة النضال وحامي المسار
في هذا السياق، جدد أبناء حضرموت دعمهم الكامل للمجلس الانتقالي الجنوبي باعتباره الممثل السياسي لقضية الجنوب، وهو ما يمثل انتصارًا آخر أمام حملات التشويه التي استهدفت الانتقالي من أطراف معادية عدة، ويعكس التمسك بالانتقالي إيمان أبناء حضرموت بضرورة وجود قيادة موحدة تعبّر عن تطلعات الجنوبيين في الحرية والسيادة.
معركة الوعي.. والانتصار الدائم
إن النجاح المتكرر لأبناء الجنوب، خاصة في حضرموت، في مواجهة المؤامرات، يعود إلى ارتفاع مستوى الوعي الشعبي، وإدراكهم لخطورة المشاريع التي تحاك في الظل لضرب وحدة الصف الجنوبي، وتسير حضرموت بخطى واثقة نحو المستقبل، متسلحة بإرادة لا تلين، وعزيمة لا تنكسر أمام محاولات النيل من هويتها ومشروعها الوطني.
المكلا تنتصر للجنوب
فعالية المكلا شكلت محطة فارقة في مسيرة النضال الجنوبي، وأكدت أن حضرموت ستبقى الحصن الحصين لمشروع الاستقلال والسيادة.
في ظل ما يحاك من مؤامرات، برهن أبناء حضرموت أنهم الرقم الصعب في المعادلة، وأن الجنوب، بكل محافظاته، يتجه بثقة نحو استعادة دولته المنشودة، بدعم كامل من حضرموت التي كانت وستظل القلب النابض للجنوب العربي.
