آخر تحديث :الإثنين - 07 أبريل 2025 - 09:05 م

منوعات


بعد عاصفة الرسوم الجمركية.. ماذا حلّ بسوق العملات الرقمية؟

الإثنين - 07 أبريل 2025 - 05:20 م بتوقيت عدن

بعد عاصفة الرسوم الجمركية.. ماذا حلّ بسوق العملات الرقمية؟

العين الثالثة/ متابعات

هوت الأسواق المالية العالمية بشدة في أعقاب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية واسعة النطاق على الواردات، مما أثار مخاوف واسعة من اندلاع حرب تجارية وركود اقتصادي عالمي محتمل.

وفي البداية، أظهرت سوق العملات المشفرة قدرا من الصمود، خلال الأسبوع الماضي، حيث راهن المتداولون على إمكانية أن يشكل البيتكوين وغيره من العملات ملاذاً للتحوط في ظل الخسائر التي عصفت بأسواق الأسهم "وول ستريت".

غير أن هذا السيناريو انقلب تماماً بحلول مساء الأحد، حيث سجّلت أيضا هبوطا قوياً، لتنضم إلى قائمة الأصول المالية المتضررة من الاضطراب العالمي.

وبعد أن سجّلت أرقاما قياسية مدفوعة بوصوله إلى البيت الأبيض، تبخرت مكاسب العملات المشفرة بالكامل تقريباً منذ فوز ترامب في انتخابات نوفمبر الماضي، إذ تسببت تداعيات حملة الرسوم الجمركية التي أطلقها بموجة بيع حادة طالت فئة الأصول التي وعد بتعزيزها ودعمها.

وتراجعت القيمة السوقية الإجمالية للعملات المشفرة بحوالي 10 بالمئة لتصل إلى 2.54 تريليون دولار، حسب بيانات "CoinGecko"، وهي منصة متخصصة في تتبع بيانات العملات الرقمية.

وهبط سعر البيتكوين بأكثر من 7 بالمئة، بين مساء الأحد وصباح الإثنين في لندن، ليسجل مستوى متدنياً دون 77 ألف دولار.

كما هوت عملة إيثريوم، ثاني أكبر العملات المشفرة، بنسبة 14 بالمئة إلى 1,521 دولارا، وهو أدنى مستوى يومي لها منذ أكتوبر 2023.

وعانت العملات المشفرة الرئيسية الأخرى، مثل سولانا التي انخفضت إلى ما يصل إلى 107 دولارات.
ماذا حدث؟
وجاء هذا الهبوط، مع إقرار ترامب رسوم جمركية واسعة النطاق على عدد من دول العالم، أدت بالفعل إلى تبخر تريليونات الدولارات من قيمة الأسهم الأميركية.

وتفرض الاستراتيجية الاقتصادية الجديدة لترامب ضرائب جمركية بنسبة 10 بالمئة على معظم السلع المستوردة، مع تطبيق معدلات أكثر حدة على دول بعينها، حيث تصل إلى 34 بالمئة على البضائع الصينية و20 بالمئة على المنتجات الأوروبية.

وأثارت هذه السياسة الحمائية حالة من القلق العميق في الأسواق المالية، مما دفع المستثمرين للتحضير لفترة طويلة من الاضطراب الاقتصادي.

وفي قراءته للانخفاض الأخير في أسعار العملات الرقمية وانعكاس قرارات ترامب على سوقها، يوضح خبير العملات الرقمية، ياسر الطباع، أن "فلسفة البيتكوين الأساسية تقوم على كونه ملاذاً جديدا يُستخدم للتحوط تماماً مثل الذهب".

ويضيف في تصريح لموقع "الحرة"، أن "حتى الذهب انخفض بنسبة 3 بالمئة تقريبا في آخر تداول، وهي نسبة ليست قليلة بالنسبة لهذا الأصل المادي"، مشيرا إلى أنه "عندما تنخفض الأسواق العالمية، كل شيء يتحرك معها، من العقارات إلى السلع الأساسية وحتى النفط".

وهبطت أسعار الذهب، الإثنين، إلى أدنى مستوى لها في أكثر من 3 أسابيع، مواصلة التراجع في ظل إقدام المستثمرين على عمليات بيع واسعة للمعدن النفيس لتغطية خسائر في تعاملات أخرى.

وفي ظل هذه الاضطرابات في الأسواق العالمية، تراجع بيتكوين إلى ما دون عتبة 77 ألف دولار، مسجلا انحدارا حادا عن المستويات القياسية التي حققها هذا العام.

فبعد أن حلّق فوق حاجز الـ 80 ألف دولار لأشهر، يواجه البيتكوين الآن تصحيحا سعريا كبيرا يبعده بأكثر من 30 بالمئة عن ذروته التاريخية المسجلة في يناير الماضي، عندما اقترب من 110 آلاف دولار.

في هذا الجانب، يضيف الطباع أن "الاعتقاد بأن العملات الرقمية في معزل تام عن الأصول الأخرى غير دقيق، لكنه يبقى أداة للتحوط"، مشيرا إلى انخفاض قيمته بنحو 30 بالمئة، فقط بينما تراجعت شركة تسلا مثلا بنحو 50 بالمئة من قيمتها القصوى".

وينوه بأن "تقلبات البيتكوين تبقى أيضاً أقل حدة من العملات البديلة الأخرى مثل إيثيريوم، مما يجعله أكثر استقرارا نسبيا".

وعن سبب هذه التقلبات الأخيرة، يوضح الطباع أن "جزءًا كبيرا من البيتكوين أصبح مملوكاً لشركات استثمارية كبيرة تتعامل معه كسلعة استثمارية تتحرك وفق حركة الأسواق العالمية، خاصة بعد إدراجه في صناديق المؤشرات المتداولة EFT خلال السنوات الثلاث أو الأربع الماضية".

ويلفت إلى ظاهرة "البيتكوين ماكسيماليست"، موضحا أنهم "مجموعة من المؤمنين بشدة بالبيتكوين الذين يبالغون في توقعاتهم، معتبرين إياه بديلا عن الدولار وملاذا آمنا مطلقاً، وهي رؤية لا تعكس واقع السوق الحالي".

وتطرق الخبير إلى التحول الجيوسياسي في صناعة البيتكوين، موضحا أن "الصين كانت لفترة طويلة موطناً لأكبر عمليات تعدين البيتكوين قبل انتقال معظمها إلى الولايات المتحدة. ومع ذلك، لا تزال الصين تضم عددا كبيرا من مالكي البيتكوين".

ويستطرد موضحا: "مع تأثر السوق هناك، من المرجح أن يقوم هؤلاء ببيع جزء من مقتنياتهم للاستفادة من شراء أسهم بأسعار مخفضة".

غير أن الطباع يشير إلى "ميزة" في البيتكوين، وهي "الشفافية"، موضحا أن "محفظة البيتكوين شفافة تماما، مما يتيح لشركات مثل Glass Node وChain Analysis إجراء إحصاءات دقيقة حول حركة الأموال".

ويتابع: "أن الإحصاءات تظهر أن ما بين 75 إلى 80 بالمئة من البيتكوين لم يتم بيعه أو تحريكه خلال الستة أشهر الماضية".

وعن آلية تحديد الأسعار، يوضح الطباع أن "سعر السوق يتحدد بالعرض والطلب، وما نراه من تقلبات يومية ناتج عن نشاط شريحة صغيرة لا تتجاوز 10 بالمئة من المتداولين، بينما غالبية المالكين يحتفظون باستثماراتهم لفترات طويلة".

مستقبل سوق الكريبتو
وكان مستثمرو العملات الرقمية قد أبدوا تفاؤلاً كبيراً بعد وصول ترامب إلى البيت الأبيض، إذ ارتفعت أسعار البيتكوين بشكل كبير لتصل إلى مستويات غير مسبوقة بلغت 110 آلاف دولار يوم تنصيبه في يناير.

واستندت موجة التفاؤل هذه إلى تصريحات ترامب المتكررة الداعمة للعملات المشفرة خلال حملته الانتخابية، ووعوده بتحويل الولايات المتحدة إلى "عاصمة العملات الرقمية في العالم"، فضلاً عن تعهده بوضع إطار تنظيمي صديق للابتكار في هذا المجال.

وخلال الأسابيع الماضية، اتخذ ترامب خطوات ملموسة لدعم العملات الرقمية، شملت تعيين منظمين مؤيدين للعملات المشفرة في مناصب رقابية رئيسية، إضافة إلى توقيع أمر تنفيذي يوجه بإنشاء مخزون حكومي من البيتكوين.

وبشأن مستقبل السوق، يشير الطباع إلى أن "دورات البيتكوين بين السوق الهابطة والصاعدة تستغرق عادة من سنتين إلى 4 سنوات، وقد تكون هذه الدورة أطول في ظل الاضطراب العالمي الحالي".

ويوضح المتحدث ذاته، أن "التقلبات الحالية لا تثير قلق السواد الأعظم من مالكي البيتكوين، فهم يؤمنون بالقيمة طويلة الأجل لاستثماراتهم ولا تهزهم حركة السوق السريعة، إذ ينظرون إلى العملة المشفرة كاستثمار للمستقبل البعيد".

ويضيف أن البيانات تؤكد هذا التوجه، وتُظهر "أن حوالي 15 مليون بيتكوين من أصل 16 مليون متداولة حالياً، لم تتحرك لأكثر من 6 أشهر، وهذا مؤشر واضح على ثقة المستثمرين على المدى الطويل بهذا الأصل".

ويعتبر الطباع أن "الهلع الحالي مرحلي ومؤقت"، مع تأكيده على أن حديثه "ليس نصيحة استثمارية، وأن البيتكوين يبقى أداة عالية المخاطر، تشبه الأسهم أو أكثر".

"استثمار عالي المخاطر"
من جانبه، يؤكد الخبير في المجال الرقمي، رولان أبي نجم، أن انهيار أسعار العملات المشفرة "كان متوقعاً في ظل الاضطرابات الاقتصادية الحالية".

ويقول أبي نجم في تصريح لموقع "الحرة"، إن العملات الرقمية "لم تكن يوماً ملاذاً آمناً، بل هي استثمار عالي المخاطر بطبيعتها، معرض للصعود والهبوط بشكل حاد وسريع".

ويستطرد بأنه "مع أي تذبذب في الأسواق العالمية، يتضح أن العملات الرقمية تفتقر إلى القيمة الجوهرية، فقيمتها مستمدة فقط من ثقة المستثمرين فيها، وهذه الثقة هشة وقابلة للاهتزاز بسهولة".

ويشير إلى أن ما نشهده اليوم هو "موجة بيع كبيرة للعملات المشفرة، حيث يتجه المستثمرون نحو ملاذات آمنة حقيقية مثل الذهب والفضة، وهي أصول ملموسة تمتلك قيمة ذاتية واستخدامات متعددة".

وعن مستقبل العملات الرقمية، يتوقع أبي نجم استمرار التراجع، موضحاً: "القيمة التي وصل إليها البيتكوين عندما تجاوز حاجز المئة ألف دولار كانت عبارة عن فقاعة كبيرة، وهذا ينطبق أيضاً على باقي العملات المشفرة".

ويرى الخبير أن "معظم العملات، خاصة عملات الميم (Meme Coins)، ليس لديها قيمة حقيقية. حتى العملات الأقوى بما فيها البيتكوين، معرضة للانخفاض الحاد، وهذا هو السياق الطبيعي للأمور".

واسترسل المتحدث موضحاً أنه "قد تستعيد العملات المشفرة قيمتها عندما يعود الاستقرار الاقتصادي، لكن مع استمرار التوترات الحالية، خاصة مع إصرار ترامب على المضي قدماً في سياساته التجارية، أتوقع أن تشهد العملات المشفرة مزيداً من التراجع الحاد في قيمتها".




شاهد أيضًا

هل تتحول عاصمة الدولة إلى مقبرة للتعليم؟ ...

الإثنين/07/أبريل/2025 - 05:00 م

عادت الحياة المدرسية إلى طبيعتها في عدد من المحافظات الجنوبية، بينما لا تزال العاصمة عدن تئن تحت وطأة إضرابٍ تعليمي دخل شهره الرابع دون بارقة أمل، وسط


صحفي يحذر الفتيات: صورك الرقمية قد تحمل مخاطر غير مرئية ...

الإثنين/07/أبريل/2025 - 12:32 م

وجه الصحفي ياسر اليافعي، رئيس تحرير موقع "يافع نيوز"، نصيحة هامة للفتيات عبر منشور على صفحته في الفيسبوك، حيث حذر من مخاطر استخدام مواقع الذكاء الاصطن


الريال اليمني يتراجع مجددًا أمام العملات الأجنبية بعد عطلة ع ...

الإثنين/07/أبريل/2025 - 08:40 ص

شهد الريال اليمني تراجعًا جديدًا أمام العملات الأجنبية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة المعترف بها دوليًا، بعد تحسن طفيف سجلته العملة المحلية خلال ع


الضغوط الأمريكية تحول الحوثيين إلى ورقة محترقة في يد طهران ...

الأحد/06/أبريل/2025 - 08:20 م

تدفع الضغوط الأميركية الشديدة جماعة الحوثي نحو التحوّل إلى ورقة محترقة بيد طهران وعبء عليها، ما قد يجبر الأخيرة على التفكير في التخلّي عن الجماعة وترك