آخر تحديث :الخميس - 14 نوفمبر 2024 - 04:10 م

اخبار العالم


تصدير الخردة .. حل لاستقرار العملة أم تغطية لتهريبها؟

الأربعاء - 13 نوفمبر 2024 - 10:30 م بتوقيت عدن

تصدير الخردة .. حل لاستقرار العملة أم تغطية لتهريبها؟

العين الثالثة/ متابعات

في وقت حساس تمر به البلاد بأزمات اقتصادية خانقة وانهيار مستمر للعملة الوطنية إلى مستويات غير مسبوقة، تتصاعد التحذيرات من نشاطات اقتصادية تهدد الاقتصاد الوطني، أبرزها تصدير الخردة.

هذه التجارة المثيرة للجدل، والتي يتم الترويج لها أحيانًا باعتبارها حلاً لاستقرار سوق الصرف، تُواجه انتقادات واسعة واتهامات بكونها غطاءً لتهريب العملة الصعبة إلى الخارج وخدمة لأجندات مهربين يسعون لتحقيق مكاسب شخصية على حساب الاقتصاد الوطني.



*تهريب العملة تحت ذريعة "حقوق تجار الخردة"*


يشير البعض إلى أن المطالبات التي تروج لفكرة تصدير الخردة على أنها "حق" لتجار الخردة، هي محاولات مكشوفة للتغطية على تهريب العملة الصعبة، فبدلاً من دعم الاقتصاد الوطني، ينتهي المطاف بالعائدات المالية لهذه التجارة إلى الخارج، وهو ما يزيد من أزمة العملة المحلية ويؤدي إلى إفقار الاقتصاد.


الترويج لفكرة أن تجار الخردة يحققون ربحًا ضئيلًا بشرائهم الطن بـ1100 ريال سعودي وبيعه بـ1350 ريالاً سعوديًا يهدف إلى تضليل الرأي العام وتجاهل حقيقة أن بعض هؤلاء التجار يضاربون على أسعار الخردة ويرفعونها لمستويات مرتفعة جدًا قبل تصديرها إلى دول مثل الهند وباكستان، التي تمنع تصدير الخردة حفاظًا على اقتصادها.

وهو ما يطرح تساؤلات حول السماح بتصدير هذا المورد الاستراتيجي من بلد يعاني من انهيار اقتصادي ونقص في الموارد.


*الصناعة المحلية تدفع الثمن*


الادعاءات التي تحاول تشويه صورة المصانع المحلية وتتهمها بمحاولة شراء الخردة "بأقل من قيمتها"، تكشف عن فهم متعمد لتجاهل الدور الإيجابي لهذه المصانع. فالمستثمرون الذين أنشأوا هذه المصانع في ظروف صعبة أسهموا بتوفير آلاف الوظائف لليمنيين، وساهموا في تقليل فاتورة الاستيراد، مما يجعلهم جزءًا من الحل وليس المشكلة.

كما أن تصدير الخردة يتسبب في تقليل قدرة هذه المصانع على العمل، مما يضعف من فرص الاستثمار المستقبلي في قطاع إعادة التدوير.


*استقرار سوق الصرف.. تضليل واضح*


تصريحات تدعي أن تصدير الخردة "يساهم في استقرار سوق الصرف" هي تصريحات مغلوطة، إذ من المستحيل أن يؤدي تهريب العملة إلى استقرار اقتصادي، فالعائدات المالية لتصدير الخردة تُحوّل إلى الخارج، مما يزيد الضغط على العملة الوطنية ويُفاقم أزمة الاقتصاد.


*دعوات لإيقاف استنزاف الموارد المحلية*


البلد اليوم أصبح بحاجة ماسة إلى حماية موارده ومقدراته من الاستنزاف، فبدلًا من دعم تصدير الخردة، يجب تشجيع التجار على المساهمة في إنشاء مصانع لإعادة التدوير داخل البلاد، وتحويل الخردة إلى منتجات ذات قيمة مضافة تسهم في دعم الاقتصاد الوطني وتوفر فرص عمل للشباب.


والتصدير تحت أي ذريعة هو خيانة للاقتصاد الوطني وخدمة لمصالح المهربين والمضاربين الذين يرون في الوضع الحالي فرصة لتحقيق مكاسب شخصية على حساب المواطن.

وعلى الإعلام أن يلعب دوره في كشف هذه الحقائق والتوعية بخطورة استنزاف موارد البلاد.

شاهد أيضًا

تصعيد عسكري بين إسرائيل وحزب الله: غارات على بيروت وهجوم صار ...

الخميس/14/نوفمبر/2024 - 02:45 ص

عاد سلاح الجو الإسرائيلي لتكثيف الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، مستهدفًا مناطق في لبنان، فيما وسع حزب الله نطاق قصفه، معلنًا لأول مرة استهدافه لم


نهاية الأنشطة غير المرخصة.. الشؤون الاجتماعية تتدخل لحماية ا ...

الخميس/14/نوفمبر/2024 - 01:23 ص

أصدرت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل قرارًا يقضي بإيقاف نشاط جميع الاتحادات النقابية التي لم تحصل على ترخيص رسمي لمزاولة أنشطتها من الوزارة. ووجه مكتب


من الكرم الكويتي إلى الفساد اليمني.. كيف دُفنت 60 مليون دولا ...

الأربعاء/13/نوفمبر/2024 - 09:05 م

في فضيحة مالية جديدة تعصف بالثقة في المؤسسات الحكومية، أظهرت وثيقة رسمية مسربة عن وزارة المالية في عدن تجاوزات كبيرة في إدارة قرض كويتي بقيمة 60 مليون


محطات الوزن المحوري.. بين حماية البنية التحتية وشراء الولاءا ...

الأربعاء/13/نوفمبر/2024 - 07:00 م

تمثل محطات الوزن المحوري في اليمن خط الدفاع الأول ضد الأضرار التي قد تلحق بالبنية التحتية بسبب الأوزان الزائدة على الطرق، وتقع على عاتق هذه المحطات مس