آخر تحديث :الإثنين - 21 أبريل 2025 - 02:30 م

قصص تفاعلية


تحركات غامضة في حضرموت.. ماذا يخطط الانتقالي؟

الإثنين - 21 أبريل 2025 - 08:50 ص بتوقيت عدن

تحركات غامضة في حضرموت.. ماذا يخطط الانتقالي؟

العين الثالثة/ تقرير خاص

في تحرك لافت وذي دلالات سياسية عميقة، باشر اللواء الركن أحمد سعيد بن بريك، نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، سلسلة لقاءات مكثفة مع شخصيات قبلية وسياسية وأمنية في محافظة حضرموت، وذلك في توقيت بالغ الحساسية، يعكس تصاعد الدور الحضرمي ضمن معادلات الجنوب الراهنة.

اللواء بن بريك، الذي عاد مؤخراً إلى المكلا، بدا وكأنه يقود مهمة دقيقة لإعادة ترتيب البيت الحضرمي من الداخل، محاولاً تجسير الهوة بين المكونات المجتمعية المختلفة، ومؤكداً من خلال لقاءاته المتنوعة أن المرحلة القادمة تتطلب اصطفافاً حضرمياً موحداً، يتجاوز الانقسامات التقليدية ويواجه التحديات المشتركة.

اللقاءات التي عقدها بن بريك خلال اليومين الماضيين شملت رموزاً من الهبة الحضرمية الثانية، وزعامات اجتماعية، بالإضافة إلى قيادات عسكرية وأمنية بارزة، ما يوحي بأن الهدف أبعد من مجرد الاستماع لآراء المكونات، ويتجه نحو تشكيل جبهة داخلية قوية قادرة على فرض رؤيتها في أي ترتيبات قادمة تخص المحافظة والوادي على وجه التحديد.

في السياق ذاته، تُقرأ هذه التحركات على أنها جزء من استراتيجية المجلس الانتقالي لتوسيع حضوره في وادي حضرموت، حيث لا تزال قوات المنطقة العسكرية الأولى متمركزة هناك، وتثير جدلاً واسعاً بين أوساط الجنوبيين، ويُفهم من رسائل اللواء بن بريك الضمنية أن حضرموت ليست هامشاً في المشروع الجنوبي، بل ركيزة أساسية في معادلة التوازن القادمة.

اللافت أن جولة اللواء تزامنت مع الاستعدادات لإحياء ذكرى تحرير المكلا من تنظيم القاعدة في 2016، وهي مناسبة تستدعي ذاكرة الانتصار، وتُوظف اليوم للتأكيد على أهمية استمرار الدور الريادي لقوات النخبة الحضرمية، ليس فقط في مكافحة الإرهاب، وإنما أيضاً في تثبيت الأمن وحماية مكتسبات حضرموت.

ويبدو أن المجلس الانتقالي يراهن على هذا الإرث النضالي لتعزيز خطابه السياسي في الداخل الحضرمي، وتكريس النخبة الحضرمية كأداة سيادية تمثل إرادة أبناء المحافظة، بعيداً عن ما يصفه مسؤولوه بـ"النفوذ الخارجي والجماعات المتطرفة".

وفي بعد رمزي آخر، فإن عودة بن بريك من رحلة علاجية وظهوره مجدداً في قلب الحدث السياسي الحضرمي، يعكس رغبة واضحة في استعادة زمام المبادرة، وتأكيد حضوره كأحد أبرز الفاعلين في معادلة الجنوب. فالرجل الذي لعب دوراً محورياً في تحرير الساحل، يبدو اليوم كمن يعيد قراءة المشهد بأدوات جديدة، تمزج بين السياسة والمجتمع والسلاح.

التحدي القادم، وفقاً لمراقبين، يكمن في قدرة المجلس الانتقالي على تحويل هذا الزخم إلى نتائج ملموسة، سواء من خلال تعزيز الوجود في وادي حضرموت، أو عبر بلورة مشروع جامع يحظى بقبول واسع، ويتجنب الانزلاق نحو صراع داخلي جديد قد يعصف بفرص الاستقرار والتماسك.

إن ما تشهده حضرموت اليوم هو ما يشبه "لحظة مفصلية"، قد تعيد تشكيل ملامح الجنوب بأكمله، وتحركات اللواء بن بريك ليست إلا البداية في مشهد تتسارع فيه التحولات، ويُعاد فيه رسم خرائط النفوذ بهدوء، ولكن بعزيمة لا تخطئها العين.

هل سيستطيع الانتقالي كسب رهان حضرموت؟ وهل ينجح بن بريك في توحيد الصف الحضرمي قبل أي تحرك عسكري أو سياسي؟ الأيام القادمة وحدها كفيلة بالإجابة.


شاهد أيضًا

بين الإنكار والاعتراف.. من يُنقذ عدن من وباء الحُميات؟ ...

الإثنين/21/أبريل/2025 - 09:10 ص

عدن، المدينة المنهكة بالأزمات، لا تقتل الحُميات فقط، بل يقتل معها التضارب الرسمي والإنكار المؤسسي، ففي الوقت الذي يخرج فيه مدير مكتب الصحة لينفي وجود


جدلية الخطاب السياسي لقوى الشمال اليمني بين شعارات الوطنية و ...

الإثنين/21/أبريل/2025 - 09:00 ص

في مشهد سياسي يمني معقّد، تتوارى خلف الشعارات البراقة معارك خفية تُدار بأدوات النفوذ والصراع على السلطة، حيث يتحول الخطاب السياسي للقوى الشمالية، سواء


تحركات غامضة في حضرموت.. ماذا يخطط الانتقالي؟ ...

الإثنين/21/أبريل/2025 - 08:50 ص

في تحرك لافت وذي دلالات سياسية عميقة، باشر اللواء الركن أحمد سعيد بن بريك، نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، سلسلة لقاءات مكثفة مع شخصيات قبلية وسيا


الريال اليمني يترنح مجددًا.. وعدن تتصدر مشهد الانهيار وسط غي ...

الإثنين/21/أبريل/2025 - 08:20 ص

شهد الريال اليمني، صباح اليوم الإثنين 21 أبريل 2025، تراجعًا جديدًا في قيمته أمام العملات الأجنبية في عدن وحضرموت، حيث سجل الدولار الأمريكي أسعارًا تر