عدن، المدينة التي كانت ولا تزال رمزاً للتاريخ والحضارة، تشهد ظاهرة مقلقة، أصبحت تؤرق سكانها وزوارها على حد سواء، حيث بلغ عدد المتسولين والشحاذين، من نساء وأطفال، في شوارع المدينة رقماً غير مسبوق، ما ينذر بتدهور الوضع الاجتماعي والاقتصادي في العاصمة المؤقتة.
هذه الظاهرة لم تقتصر على فئة معينة، إذ يتواجد المتسولون في كل زاوية من زوايا عدن، من الأسواق والمحال التجارية إلى المستشفيات والصيدليات، وصولاً إلى المساجد، الجامعات، وحتى المدارس الابتدائية ورياض الأطفال، ولعل الأكثر إثارة للقلق هو استخدام هؤلاء المتسولين لأطفال براءة، حيث يستغلونهم لسرقة مصروفاتهم المدرسية مستغلين براءتهم وطفولتهم.
الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل شمل أيضاً محطات الوقود، النوادي، الملاهي، قاعات الأفراح، والفنادق، بما يعكس اتساع الظاهرة وتغلغلها في كل مناحي الحياة اليومية.
إن هذا الوضع يطرح العديد من الأسئلة حول دور الجهات المعنية في مكافحة هذه الظاهرة، والتي أصبحت تؤثر على صورة المدينة وأمنها الاجتماعي، فأين هي الجهات الحكومية والأمنية؟ وماذا عن دور المثقفين، الخطباء، والقادة المحليين في الوقوف أمام هذا البلاء؟
إن عدن، التي كانت وما زالت رمزاً للشموخ والكرامة، بحاجة إلى تحرك عاجل للحد من هذا التدهور، فعدن ليست مكاناً للتسول والشحاذة، بل هي مدينة يجب أن تستعيد مكانتها، وتعكس الوجه المشرق الذي طالما تميزت به، لتعود كما كانت، مدينة فخر لكل اليمنيين.
لقد آن الأوان للكل أن يتكاتف من أجل عدن وأهلها، لنعيد لها عزتها وشموخها الذي يليق بها.