آخر تحديث :الخميس - 19 سبتمبر 2024 - 04:50 م

قصص تفاعلية


خالد بحاح: مأرب.. القلعة التي صدت الانقلاب الحوثي وستبقى صمام أمان اليمن

الإثنين - 16 سبتمبر 2024 - 11:48 م بتوقيت عدن

خالد بحاح: مأرب.. القلعة التي صدت الانقلاب الحوثي وستبقى صمام أمان اليمن
صورة أرشيفية

العين الثالثة/ برّان برس

قال سفير اليمن لدى مصر، خالد محفوظ بحاح، إنه في الوقت الذي اعتقدت جماعة الحوثي المصنفة دولياً في قوائم الإرهاب أن مشروعها سيتحقق بإكمال السيطرة على المحافظات الشمالية، وأن مأرب ستكون بوابة عبورها إلى المحافظات الشرقية، “قالت مأرب بكافة مكوناتها كلمتها الفصل وأعلنت التصدي لهذا المشروع”.


وأضاف “خالد بحاح”، في حوار خاص مع “برّان برس”، تزامنًا مع الذكرى العاشرة لمطارح مأرب، إن محافظة مأرب (شمالي شرق اليمن)، “إحدى قلاع الجمهورية”، مؤكدًا ثقته بأن “مأرب التي تصدت للمشروع الانقلابي الحوثي ستكون واحدة من لبنات مشروع الدولة الوطنية اليمنية”.


وفي 18 سبتمبر/أيلول 2014، أقامت “قبائل مأرب” معسكرات شعبية مسلّحة عرفت بـ“المطارح” بمنطقتي “نخلا والسحيل” شمالي غرب المحافظة، ومن ثم في الأطراف الغربية والجنوبية، للتصدّي لهجوم الحوثيين المتصاعدة بهدف السيطرة على المحافظة النفطية بقوّة السلاح.


جاءت هذه الخطوة، التي تعد عرفًا قبليًا متوارثًا لمواجهة الأخطار، بعد نحو شهرين من تحشيدات الجماعة، واعتداءاتها على أبناء القبائل في المناطق الحدودية مع محافظتي الجوف وصنعاء، وذلك عقب سيطرتها على مدينة عمران في يوليو/تموز 2014، وتزامنًا مع زحفها نحو العاصمة صنعاء وحتى إسقاطها في 21 سبتمبر/أيلول 2014.


وفي الذكرى العاشرة للمطارح المأربية، لفت “خالد بحاح”، وهو نائب الرئيس اليمني الأسبق، ورئيس حكومة الشراكة الوطنية بين عامي (2014-2016)، إلى موقف السلطة المحلية بمأرب حينذاك، ووصفه بأنه كان “سباقًا في التصدي لمشروع الانقلاب الحوثي”.


وتطرق إلى موقف المكونات السياسية والمجتمعية بمحافظة مأرب، وقال إن “موقف قبائل مأرب المؤازر لقيادة السلطة المحلية والتعاضد الذي حدث بينهما والمكونات السياسية كان له أثراً بالغاً على مجريات الأحداث”.


وتحدث عن زيارته إلى محافظة مأرب أواخر العام 2015، التي كانت حينها قد أصبحت منطلقًا للعمليات العسكرية لتحرير المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، بدعم وإسناد التحالف العربي لدعم الحكومة اليمنية، متحدثًا عن انطباعه خلال الزيارة، وعن قيادة المحافظة وقادة الجيش حينها بما فيهم الشهيد اللواء الركن عبدالرب الشدادي.


وأشار السياسي والدبلوماسي اليمني البارز،“بحاح”، في الحوار مع “برّان برس”، إلى تجارب السلام التي وصفها بـ“المريرة” مع جماعة الحوثي، منذ مفاوضات “جنيف ١” وحتى “خارطة الطريق” التي يجري الحديث عنه اليوم، مؤكدًا أن “الحرب هي أفضل خيار لفرض السلام مع هذه الميليشيا التي لا تجيد سوى لغة الحرب ولا تعيش إلا في ظلها”.


وفي 13 أكتوبر/ تشرين الأول 2014، كُلّف “خالد بحاح”، بتشكيل حكومة شراكة وطنية بعد نحو ثلاثة أسابيع من اجتياح جماعة الحوثي للعاصمة اليمنية، وتوقيعها اتفاق “السلم والشراكة” مع كافة الأحزاب والقوى السياسية في البلاد. 


وبعد نحو 3 أشهر من توليه رئاسة الحكومة، قدم استقالته احتجاجًا على ممارسات الحوثيين وتدخلهم بعمل الحكومة. وفي 12 أبريل/نيسان 2015، عُين نائباً لرئيس الجمهورية، إلى جانب عمله كرئيس للحكومة التي استأنفت مهامها من الخارج، قبل أن يعود إلى مدينة عدن مطلع آب/ أغسطس من العام ذاته، بعد إعلانها عاصمة مؤقتة للبلاد.


نص الحوار:

- تقيّيم السياسي والدبلوماسي، خالد بحاح، لموقف السلطة المحلية بمحافظة مأرب أثناء تصدّيها للعدوان الحوثي على المحافظة عام 2014، ودورها في توحيد الجهود المحلية لحماية المؤسسات السيادية والمنشآت الحيوية بالمحافظة، وما الذي مثّله هذا الموقف والدور في تلك المرحلة من تاريخ اليمن؟

لا شك أن موقف السلطة المحلية بمحافظة مأرب، كان سباقاً في التصدي لمشروع الانقلاب الحوثي على مؤسسات الدولة الشرعية، المشروع الذي تماهت معه بعض القوى السياسية والاجتماعية في ذلك الوقت للأسف الشديد، وهاهم اليمنيون كافة يدفعون اليوم ثمن هذا التماهي من حاضرهم ومستقبل أبناءهم.


- ما دلالات موقف قبائل مأرب الرافض لانقلاب مليشيا الحوثي على الحكومة الشرعية؟ وكيف أعطى هذا الموقف الأمل لليمنيين، وألهمهم المقاومة؟ 

كان لموقف قبائل مأرب المؤازر لقيادة السلطة المحلية والتعاضد الذي حدث بينهما والمكونات السياسية أثراً بالغاً على مجريات الأحداث.


في الوقت الذي اعتقدت ميليشيا الحوثي الانقلابية أن مشروعها سيتحقق بإكمال السيطرة على المحافظات الشمالية، وأن مأرب ستكون بوابة عبورها إلى المحافظات الشرقية، قالت مأرب بكافة مكوناتها كلمتها الفصل وأعلنت التصدي لهذا المشروع، الذي كان لمأرب وقبائلها دوراً بارزاً في التصدي لمشروع أسلافهم الأئمة الملكيين، والجميع يتذكر الشهيد الكبير علي ناصر القردعي، كما نتذكر دور مأرب في ثورة الـ26 من سبتمبر.


- تقييمك لموقف أحزاب مأرب التي اختلفت مع قياداتها المركزية في صنعاء، واختارت مواجهة الانقلاب الحوثي والدفاع عن المحافظة والدولة إلى جانب القبائل والسلطة المحلية؟

كان موقفاً متقدماً جداً وقد تجسد ذلك في موقف العديد من الأحزاب وفي مقدمتها المؤتمر الشعبي العام الذي اختارت قيادته المحلية قرار مقاومة مشروع الانقلاب مع بقية مكونات مأرب السياسية والقبلية.


في مثل هذه المواقف تبرز أهمية الحكمة والتقدير لدى القائد الحزبي سواءً على المستوى المركزي أو المحلي، وفي الوقت الذي اختارت الكثير من القيادات الحزبية في أعلى الهرم خيار المشاركة بطريقة أو بأخرى أو مهادنة الانقلاب كانت القيادات المحلية في مأرب تعلن موقفها الواضح إلى جانب الدولة ومؤسساتها.


- أواخر 2015 زرت مأرب ودعوت منها للتصدي للانقلاب الحوثي، كيف وجدت المحافظة بعد نجاحها في كسر الزحف الحوثي، واحتضانها معركة التحرير ومشروع استعادة الدولة؟

اتذكر زيارتي إلى مأرب، وأتذكر الروح المعنوية الكبيرة لدى قيادة المحافظة ممثلة في الشيخ سلطان العرادة، عضو مجلس القيادة الرئاسي، والقيادات العسكرية التي كانت موجوده وقتها وفي مقدمتهم القائد الشهيد اللواء عبدالرب الشدادي، ورفاقه الذين استشهد العديد منهم، نسأل الله لهم الرحمة، 


كانت تلك الروح المعنوية عاملاً مساعداً لنا في قيادة الدولة، منحتنا العزم والإصرار على استكمال مشروع استعادة الدولة، وإنهاء الانقلاب بكافة الوسائل المتاحة، 


صحيح أن بعض العوامل والظروف ساهمت في تأخر مشروع الحسم، لكنه سيظل مشروعاً لكل اليمنيين وسيأتي اليوم الذي ينتهي فيه مشروع الميليشيات ليعود مشروع الدولة الوطنية الحامية لحقوق كافة أبناء الوطن،


وعلينا أن لا ننسى اليوم تضحيات ودعم أشقاءنا في التحالف العربي لدعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، التي قدمت عدداً من خيرة ضباطها وجنودها شهداءً في مشروع التصدي للانقلاب الحوثي.


- من مقولاتك الخالدة في خطابك بمأرب قولك: رفعنا راية الحرب من أجل السلام، إلى أي مدى يؤكد هذا صوابية موقف قبائل مأرب وأحزابها وسلطتها المحلية وقرار المواجهة؟

اعتقد أن هذه المقولة تتجسد بشكل مستمر منذ ذلك اليوم وحتى يومنا هذا،


بعد كل محاولات ومبادرات وجهود السلام منذ جنيف ١ وحتى ستوكهولم وما يجري الحديث عنه اليوم من خارطة طريق كل هذه الجهود أثبتت أن الحوثي غير جاد في عملية السلام،


تجاربنا المريرة معه تثبت لنا أن الحرب هي أفضل خيار لفرض السلام مع هذه الميليشيا التي لا تجيد سوى لغة الحرب ولا تعيش إلا في ظلها..


- ما رسالتك إلى مأرب وقبائلها وأحزابها وسلطتها المحلية في الذكرى الـ10 لموقفها البطولي دفاعًا عن الدولة والنظام الجمهوري، والهويّة الوطنية، وقيم التعايش والسلام؟

مأرب إحدى قلاع الجمهورية، وأنا على ثقة بأن مأرب التي تصدت للمشروع الانقلابي الحوثي ستكون واحدة من لبنات مشروع الدولة الوطنية اليمنية.. 


تحية لمأرب وكافة أبناءها الشرفاء وفي مقدمتهم الشيخ سلطان العرادة.


شاهد أيضًا

الانتقالي الجنوبي يشدد على ضرورة معالجة أوضاع النازحين ...

الخميس/19/سبتمبر/2024 - 02:48 م

عقدت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، اجتماعها الدوري، اليوم الخميس، برئاسة الأستاذ علي عبدالله الكثيري القائم بأعمال رئيس المجلس، رئيس الجمعية ال


اليمن بين خنق الحوثي وإقناع السعودية.. هل ينقذ الجنوب المنطق ...

الخميس/19/سبتمبر/2024 - 02:15 م

في تحليل سياسي، أكد الكاتب والمحلل السياسي هاني سالم مسهور أن الأزمة اليمنية وأمن المنطقة لن يتم حلهما إلا عبر خطوات جذرية، أبرزها عودة دولة الجنوب وإ


إعادة هيكلة مجلس القيادة الرئاسي.. أحمد علي يتقدم المشهد "من ...

الأربعاء/18/سبتمبر/2024 - 11:30 م

كشفت مصادر خاصة عن توافق وتوجه كبير يتوقع الإعلان عنه في الأيام القليلة المقبلة، يتعلق بإعادة هيكلة مجلس القيادة الرئاسي وتغييرات كبيرة في الحكومة الي


الإخوان والحوثيون يختطفون الدولة اليمنية من داخل رئاسة الوزر ...

الأربعاء/18/سبتمبر/2024 - 05:29 م

في تحول لافت يعكس عمق الانقسام السياسي والاختراقات الأمنية، تمكنت المليشيات الحوثية من السيطرة على مكتب رئاسة الوزراء، مما أثر بشكل كبير على سير العمل