آخر تحديث :الخميس - 09 يناير 2025 - 06:00 ص

معركة ضد الفساد أم تصفية حسابات بين الفاسدين

الأربعاء - 08 يناير 2025 - الساعة 01:17 م

صالح علي الدويل
الكاتب: صالح علي الدويل - ارشيف الكاتب


هل "العليمي" جادٌ في محاربة الفساد أم يناور كشعارات "قادمون يا صنعاء" و"سنجعل عدن مثل دبي"، التي لم تحرر صنعاء ولم تحول عدن إلا إلى حرب خدمات؟

الثابت: أن الغارقين في الفساد لن يحاربوه، رغم أن محاربته ضرورة وطنية لضمان خدمات المواطن، وصحته، ومرتباته، وللحفاظ على الحد الأدنى من شروط الكرامة الإنسانية التي تضمن حياة معقولة في ظل حرب مستمرة.

الحرب لم تشتعل بشكل كافٍ ليعتاد الناس على آثارها، ولم يتحول السلم إلى حفاظ على مقدرات الدولة. بل أصبحت المرحلة الحالية مرتعًا للفساد في كل المجالات، حيث تأسست شبكات فساد ومافيا أموال تضرب الاقتصاد والخدمات، وتُهدد النسيج المجتمعي.

محاربة الفساد ضرورة استراتيجية لدحر مليشيا الحوثي، إذ إن القضاء عليه يعيد ثقة الشعب بمؤسساته، ويقوي الجبهة الداخلية، ويعزز معركة كسر الانقلاب الحوثي. لكن ما نُشر في التقرير الأخير يثير علامات استفهام كبيرة:

هل نحن أمام معركة ضد الفساد، أم معركة تصفية حسابات بين الفاسدين واستخدام الملف بانتقائية؟

موارد الدولة:
موارد الدولة أصبحت، كما يقول أهل الشام: "كلن إيدو إلو". كل من ينهب يفعل ذلك دون حسيب أو رقيب، في ظل مبدأ "كلنا لصوص، واحمني وباحميك". أقصى عقوبة هي "الإحالة للتحقيق"، والتي غالبًا ما تنتهي بإعادة تأهيل الفاسد.

التقرير الأخير:
لست مدافعًا عن الملفات التي تم تسريبها - إن وُجدت - لكن ما كشفه تقرير الجهاز المركزي للرقابة عن فساد بمليارات الدولارات ليس إلا "غيض من فيض"، وما ظهر للرأي العام "من الجمل إلا أذنه".

لتحقيق حملة حقيقية ضد الفساد وليست مجرد تصفية حسابات بين الفاسدين، يجب وضع الحقائق التالية أمام الجميع:
- أين الفساد في مجلس القيادة الرئاسي ورئاسة الوزراء؟
- أين فساد وزارة الدفاع والجيش والداخلية، وخاصة حول "أخونة" وزارة الداخلية والترقيات بالمئات لعسكريين من "لون واحد" دون استحقاق؟
- أين فساد الوزارات؟
- أين فساد حقول إنتاج النفط وعوائدها؟
- أين فساد صافر والشركات النفطية الأخرى؟
- أين الفساد في شركة النفط؟
- أين فساد الازدواج الوظيفي؟
- أين فساد القيادات والهبات الخاصة؟
- أين فساد دعم منظمات المجتمع المدني المرتبطة بالكبار؟
- أين فساد الموانئ البحرية والمنافذ البرية؟
- أين فساد البنك المركزي وطباعة المليارات وتوزيعها على القيادات؟

المنح الدراسية والهبات:
- أين الفساد في المنح الدراسية المقدمة من المملكة وكيف تبتلعها بؤر الفساد؟

المصافي والموارد المحلية:
- لماذا لا تُفتح ملفات فساد مأرب وتعز والحديدة؟
- لماذا تُعرقل مشاريع مصافي عدن بينما يُسمح بمشاريع في مأرب؟

التعيينات والهبات:
- صرف ملايين الدولارات تحت بند إعاشة لمن هم بالخارج، وعشرات الملايين لمن يسمونهم محافظي المحافظات التي تخضع لسلطة الحوثي.
- أين التحقيق في التعيينات منذ الانقلاب، في السفارات ووكلاء الوزارات ودوائر الرئاسة ورئاسة الوزراء؟
- ما معايير ابتعاث أولاد وأقارب المسؤولين في الخارج؟
- أين التحقيق مع القادة الذين هربوا ولم يقوموا بواجباتهم أمام انقلاب المليشيات وسقوط الجبهات؟
- أين التحقيق في أموال التحالف وأسلحته، وكيف وصلت كميات كبيرة منها إلى الحوثيين؟

ختامًا:
تساؤلات كثيرة، والإجابة عنها هي المفتاح لمحاربة الفساد بلا انتقائية أو مجاملة.




شاهد أيضًا

جريمة تهز لحج: معلم يواجه اتهامات بالتحرش بطالبات داخل الفصل ...

الخميس/09/يناير/2025 - 05:18 ص

أثارت قضية معلم في إحدى مدارس مديرية القبيطة بمحافظة لحج موجة من الغضب والجدل بعد الكشف عن اتهامه بالتحرش الجنسي بطالبات في الصفوف الدراسية الصغيرة عل


بين الطموح السياسي والجشع المالي.. من يعبث بثروات حضرموت؟ ...

الخميس/09/يناير/2025 - 12:21 ص

تعد شركة بترومسيلة رمزاً وطنياً لليمن، فهي أكبر شركة نفطية وطنية تعمل على استغلال وإدارة أحد أهم موارد البلاد الاقتصادية، لكن في الآونة الأخيرة، طفت ع


الجنوب يواجه أزماته وحيداً.. فساد الحكومة وعجز المجلس الرئاس ...

الأربعاء/08/يناير/2025 - 07:41 م

منذ تحرير المحافظات الجنوبية، يعيش الجنوب على وقع أزمات مركبة تُضعف فرص تحقيق الاستقرار والتنمية، فبين صراع القوى السياسية، فساد المؤسسات، وتجاهل احتي


فضائح التعليم العالي.. كيف تحول الوصابي من متهم بالفساد إلى ...

الأربعاء/08/يناير/2025 - 07:00 ص

أثار منشور صحفي لرئيس تحرير صحيفة "الأمناء"، عدنان الأعجم، على صفحته بموقع فيسبوك جدلًا واسعًا في الأوساط الإعلامية والسياسية، بعد اتهامه المباشر لوزي