آخر تحديث :الأربعاء - 23 أكتوبر 2024 - 07:25 ص

آراء

الأدوات السياسية المناسبة هي نصف النجاح السياسي لاي مرحلة

الأربعاء - 23 أكتوبر 2024 - الساعة 06:21 ص

الكاتب: م. مسعود أحمد زين - ارشيف الكاتب

اعتقد ان مرحلة الحشد الجماهيري للحصول على اعتراف بالقضية الجنوبية والشرعية القانونية لحاملها السياسي قد تم إنجازها قبل سنوات باتفاق رسمي بالرياض بين حكومة الجمهورية اليمنية والمجلس الانتقالي برعاية دول الإقليم ومباركة مجلس الامن الدولي.
وتم تعزيز ذلك لاحقا في اتفاق الرياض 2 ولم يعد الانتقالي شريكا في السلطة التنفيذية ( الحكومة) فقط بل وشريك في السلطة السيادية للدولة ( مؤسسة رئاسة الدولة) بما يعني ذلك اعطاء الانتقالي كل أدوات العمل السياسي في ادارة الدولة سياسيا وعسكريا وامنيا واقتصاديا ولايمكن ان يتجاوز اي طرف في دولة الجمهورية اليمنية رأي وموقف المجلس الانتقالي في اي قرار من قرارات ادارة الدولة.
# الان وبعد كل هذه المعطيات، هل ما زلنا جنوبا بحاجة لاستخدام أدوات العمل السياسي الخاصة بمرحلة الثورة والتحشيد ؟ ام ان الامور قد تطورت وحصد الانتقالي ثمار المرحلة السابقة وأصبح يمتلك كل مقومات الشرعية السياسية لوجوده ولقضيته وتم تمكينه من كل أدوات ادارة الدولة كشريك أصيل ومحوري فيها .
# الا يتفق معي القارئ بأن النضال والتضحيات التي قدمها الجنوبي منذ ١٩٩٤ مرورا ب ٢٠٠٧ و ٢٠١٥ وصولا لمايو ٢٠١٧ قد اتت أُكلها وتمكن الجنوب مرة ثانية من الوصول للقرار السياسي والسيادي للدولة باسم المجلس الانتقالي الجنوبي صاحب المشروع السياسي الجنوبي الواضح وليس باسم الحزب الاشتراكي اليمني صاحب المشروع الوحدوي المعروف.
# باختصار شديد ، هل تغيرت المرحلة سياسيا بعد اتفاق الرياض 1 والمشاركة في القرار الحكومي ثم مشاورات الرياض 2 والمشاركة في القرار الرئاسي ؟
وهل يقتضي هذا التغير والانتقال بالمراحل إلى مراجعة أدوات العمل السياسي لدينا وابتدار أدوات سياسية متطورة تتناسب مع متطلبات ادارة الدولة باحترافية سياسية وليس أدوات ادارة الثورة والفرق بين المرحلتين كبير،
وبالمقابل فأن الخطاء في اختيار الأدوات السياسية المناسبة لكل مرحلة سوف يجعل تحقيق الأهداف المنشودة أمرا متعذرا.

# من المؤسف للغاية انه بعد سنوات من تحقيقنا نحن الجنوبيون هذا الانتصار السياسي الكبير باستعادة جزء مهم من القرار السيادي للدولة مازلنا نحل بعض القضايا الصغيرة في بعض محافظات الجنوب عن طريق المواجهة وليس عن طريق العمل السياسي والإداري المحترف والاحتواء السياسي لمعظم الطيف السياسي بالجنوب.

# الخلاصة :
لقد وفرت الظرف الموضوعية محليا واقليميا ودوليا كل الشروط المناسبة للعودة إلى مركز القرار السيادي للدولة وبالتالي العمل من هذا الموقع المهم لتحقيق أهداف القضية الجنوبية بشكل متدرج وسلس وبما يضمن العدالة المنصفة لنا وللاخرين وبما يضمن الاستقرار للمنطقة، ولم يبق امام الجنوب الا الفهم السياسي ( كيف يؤكل الكتف) واستثمار هذه الظروف بشكل محترف بادوات تتناسب مع هذه المرحلة وعدم الاتكال على الغير في اهداف هي من صميم واجبنا الوطني.