آخر تحديث :الأربعاء - 23 أكتوبر 2024 - 07:25 ص

عندما تكون الفتنة وسيلة للوصول للسلطة أو للاحتفاظ بها

الأربعاء - 23 أكتوبر 2024 - الساعة 05:26 ص

صالح شائف حسين
الكاتب: صالح شائف حسين - ارشيف الكاتب



الصراع على السلطة ومؤسساتها النافذة ومرجعياتها الحاكمة؛ صراع موغل في القدم؛ وتختلف أدواته ووسائله من عصر لآخر ومن بلد لآخر كذلك؛ وتتجدد تلك الأدوات والوسائل مع تقدم وتطور الحياة؛ وبمعايير وقواعد تلبي الواقع المعاش وتضمن الاستقرار العام؛ وتؤمن مسيرة النمو والازدهار.

غير أن الأمر مختلف في كثير من البلدان النامية؛ وهي الحديثة العهد بالممارسة الديمقراطية؛ وتحضر فيها الكثير من العوامل الكابحة لهذا التوجه في الحكم؛ ومثل هذا الأمر حاضر بقوة في حياتنا السياسية؛ فكثيرون مع الأسف هم أولئك الذين يبحثون عن مكانة لهم في السلطة أو للاحتفاظ بها؛ أو لتحقيق مكاسب ومنافع خاصة بهم حتى وإن كان ذلك عن طريق المواجهة مع الآخر الجنوبي المختلف في الرأي والموقف؛ ويستخدمون في سبيل ذلك وبغباء وحماقة وتهور كل أشكال ووسائل الممارسات (السياسية) الخاطئة والفاضحة والمعيبة لهم؛ والتي تتمترس أساسًا خلف نوازع ورغبات خاصة؛ ويتخفون خلف حجج ومبررات لا تصمد أمام المنطق والحقائق؛ وبشعارات مضللة؛ وتدفع بشعبنا نحو جحيم الفتنة.

وسيكون أمثال هؤلاء سببًا في مأساة أخرى لشعبنا في الجنوب؛ وسيتحملون تبعاتها وحدهم أن حصلت لا سمح الله؛ وعليهم أن يتذكروا جيدًا بأن هناك طرفا ثالثًا كان دومًا حاضرًا في كل مآسينا وسيكون حاضرًا بقوة هذه المرة أن خرجت الأمور عن السيطرة؛ وهو الأمر الذي ينبغي منعه من الحدوث وتحت أي ظرف من الظروف.

ومع كل ذلك فإن ثقتنا بوعي شعبنا ومناضليه وبكل فئاته وشرائحه وطبقاته الاجتماعية ونخبه السياسية والإعلامية والفكرية؛ التي ستفشل وتتصدى وبحس وطني عميق لكل المحاولات التي من شأنها إشعال نار الفتنة؛ وسيبقى المستقبل هو الهم الحقيقي والأكبر لكل الوطنيين الجنوبيين الأحرار؛ لأنهم جميعًا وببساطة يتنفسون من رئة وطنية واحدة؛ وسيكونون معًا وسوية في محراب الوفاء لشعبهم ووطنهم وتاريخهم الذي يعتزون به على الرغم مما قد حصل فيه من أخطاء وخطايا؛ كان سببها المباشر والأساسي هو الجهل وحماقات الجهلة وحجم المؤامرات وتعددها؛ ودهاء المتآمرون وخبثهم - من الداخل والخارج - على الثورة والدولة ونظامها السياسي في الجنوب ومنذ اليوم الأول للاستقلال.

لقد سبق وأن عبرنا مرارًا وكررنا الدعوة مرات ومرات بأن يتوقف الجميع أمام عبر الماضي وعضاته وأن نستخلص منها المفيد؛ وأن نتمثل دروسها الغنية جيدًا ونستحضر معها فواجعها وكوارثها وذكرياتنا الأليمة الناتجة عنها؛ وأن نجعل منها جرعة للمناعة التاريخية؛ بحيث لا نستسلم للماضي الذي يراد لشعبنا في الجنوب أن يعيشه جحيمًا أبديًا وبما يحرمه من نعمة الأمن والاستقرار الدائم؛ وتغيب عنه كل عوامل البناء والازدهار الذي يستحقه شعبنا؛ وهو الذي يملك كل مقومات النهضة الشاملة وفي كل المجالات.




شاهد أيضًا

إشارات خطيرة من معاشيق.. عثمان الحدي والأزمات الاقتصادية الم ...

الأربعاء/23/أكتوبر/2024 - 07:25 ص

نشر عدنان الأعجم، رئيس تحرير صحيفة الأمانة، منشورًا على صفحته الرسمية على فيسبوك، تابعه "العين الثالثة" تطرق فيه إلى التحركات الأخيرة لعثمان الحدي، نا


من يشتري الولاءات؟ تفاصيل ضبط 300 مليون ريال من صندوق صيانة ...

الأربعاء/23/أكتوبر/2024 - 06:58 ص

تمكنت نقطة أمنية في العاصمة، الأسبوع قبل الماضي، من ضبط 300 مليون ريال كانت داخل سيارة أمين صندوق صيانة الطرق والجسور. وقد أثار هذا الحادث جدلاً واسعا


عندما تتحول المعاناة إلى مأساة.. انتحار شاب لهذا السبب! ...

الأربعاء/23/أكتوبر/2024 - 06:20 ص

أقدم شاب على الانتحار، الثلاثاء، في مديرية بني حشيش شرقي محافظة صنعاء، التي تخضع لسيطرة الحوثيين، وذلك نتيجة الظروف المعيشية القاسية التي تعاني منها أ


من الأحلام إلى الضياع.. شذى وقصة زواج انتهت بالشارع! ...

الأربعاء/23/أكتوبر/2024 - 03:20 ص

في حلقة مؤلمة من برنامجها، كشفت قناة الهوية الحوثية عن معاناة جديدة ليمنية ضحية لزواج الأجانب، حيث سردت شذى صادق عبدالنور قاسم تفاصيل زواجها من رجل كو