آخر تحديث :السبت - 05 أكتوبر 2024 - 01:45 م

الغرب والحوثي ونحن: لحظة «ديجا فو»

الثلاثاء - 05 مارس 2024 - الساعة 09:38 م

مشاري الذايدي
الكاتب: مشاري الذايدي - ارشيف الكاتب



الأساطيل الغربية تحتشد على بوابة البحر الأحمر الجنوبية وعلى خليج عدن، لمواجهة الهجمات الحوثية البحرية التي تضرب حركة الملاحة الدولية. كأن الغرب يعيشنا معه لحظة «ديجا فو» (Deja Vu بالفرنسية وتعني شوهدت من قبل).

تقول بيانات الغرب العسكرية والسياسية إن ميليشيا الحوثي تهدد سلامة السفن في البحر الأحمر، وعليه تهدد حركة التجارة العالمية، وصولاً إلى التسبب بأزمات غربية وغير غربية تتعلق بارتفاع أسعار السلع والخدمات بسبب ارتفاع تكلفة النقل، وبسبب تغيير حركة النقل البحري من البحر الأحمر إلى رأس الرجاء الصالح.

ويقول الغربيون أيضاً، عبر مصادرهم العسكرية والسياسية التي تتحدث للميديا، إن ضباطاً وخبراء من «الحرس الثوري» الإيراني، وكذلك «حزب الله» اللبناني، يديرون العملية كلها في اليمن، ويديرون العناصر الحوثية نفسها.

نكمل المشهد، الصواريخ الأميركية والبريطانية وغيرها تقصف الأهداف نفسها التي كانت قوات التحالف العربي تقصفها، قاعدة الديلمي وجبل نقم وسواهما.

حسناً، أليست هذه لحظة ديجافو «Deja Vu»، كما أشرنا قبل قليل؟!

حسب التعاريف، فإن الكلمة ذات أصل فرنسي وتعني الحالة التي يتهيأ للشخص فيها تكرار حدوث موقف أو مشهد ما، رغم أنه لم يسبق وقد حدث فعلاً، أو قد يشعر بأنه قد سبق وأن رأى مكاناً يزوره للمرة الأولى أو شخصاً آخر لم يره من قبل.

المختلف هذه المرة أنه حين كانت قوات التحالف العربي لإنقاذ اليمن بقيادة السعودية تقول ذلك، كانت آلة الغرب، في الميديا والمؤسسات الدولية والحكومات الغربية، تبذل كل جهدها لتعطيل هذا المسعى العربي بحجة حقوق الإنسان... طيب أين حقوق الإنسان اليوم في اليمن مع تواتر الهجمات الغربية على الأهداف الحوثية داخل صنعاء وحجة وتعز والحديدة؟!

الأمر الأخطر، هل الغرب بقيادة أميركا جاد في «إنهاء» الحوثي من المشهد بسبب استحالة استئناسه سياسياً ومدنياً؟! أم أن خلف هذه الضربات «الرمادية» هدفاً خفياً خلاصته الإبقاء على الحوثي ومن خلفه إيران مع التحكم بدرجة ضرره، واللعب بورقة الحوثي من أجل لعبة «توازن القوى» في الإقليم؟! لكن هل الحوثي مستعد للعب دوره المرسوم أم يمكن أن يشط ويصير من «العيار الفالت»؟!

زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي قال أمس الخميس إن جماعته ستحدث «مفاجآت عسكرية وأعمالاً غير متوقعة» في عملياتها في البحر الأحمر. فمنذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي شنت جماعة الحوثي عشرات الهجمات بالمسيّرات والصواريخ على سفن تجارية، والآن ومع موسم انتخابي أميركي ساخن يكشف عن نفسه نوفمبر المقبل، صارت حرب البحر الأحمر في مقدمة المعارك السياسية داخل أميركا.

برايان هوك، المبعوث الأميركي الخاص بإيران في إدارة ترمب، قال أمام مشرعين أميركيين إن على الرئيس بايدن أن يجعل إيران تدفع ثمناً مباشراً عن هجمات وكلاء مدعومين من طهران على قوات أميركية. وقال هوك للمشرعين الأميركيين إن «إيران لا تشعر بأي ألم. وإلى حين تبدأ إيران، أي النظام الحاكم، في الشعور بالألم، سيواصلون تنفيذ عمليات في المنطقة الرمادية مع الإفلات من العقوبة»، حسبما أوردت «رويترز».

نعم ثمة خطط توضع للسياسات والحروب، وأدوات تحكم الحركة وتمنع الانزلاق، لكن هل تنجح هذه الأشياء دوماً في المطلوب منها؟! وأيضاً المفاجآت والتصرفات غير المتوقعة... جزء من حركة التاريخ، وربما يكون الحوثي من أبطال العشوائيات التاريخية هذه... من يدري، غير أن المهم في النهاية أن للغرب تقديره ولنا تقديرنا... لكم هاجسكم ولي هواجسي.

* نقلا عن صحيفة الشرق الأوسط




شاهد أيضًا

عدن تحت المجهر.. 616 جريمة وحادثة غير جنائية خلال ثلاثة أشهر ...

السبت/05/أكتوبر/2024 - 12:45 م

ضبطت أجهزة الشرطة بالعاصمة عدن خلال أشهر (يوليو أغسطس سبتمبر) من العام الجاري 2024م (616) جريمة وحادثة غير جنائية من إجمالي الجرائم والحوادث المسجلة ا


بعد عملية رصد.. شرطة كريتر تقبض على متهم بترويج المخدرات ...

الجمعة/04/أكتوبر/2024 - 11:10 م

تمكنت شرطة كريتر من إلقاء القبض على متهم بترويج المخدرات في العاصمة عدن. وفي التفاصيل، أكد مدير عام شرطة كريتر العقيد نبيل عامر ضبطت كمية من مادة الحش


تعاون استثماري غير مسبوق.. الإمارات ومصر تطلقان مشروع رأس ال ...

الجمعة/04/أكتوبر/2024 - 08:00 م

شهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات وعبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة اليوم الجمعة، في محافظة مطروح، إعلان مخطط مشروع


صحفي: نصف الشعب يتسول.. والحكومة تُصدر قرارات بلا حلول! ...

الجمعة/04/أكتوبر/2024 - 07:15 م

انتقد الصحفي فتحي بن لزرق قرار السلطات الأخير بشأن مكافحة التسول، معبّرًا عن استغرابه من هذه الخطوة في ظل الأوضاع الاقتصادية المتدهورة التي تعصف بالبل