آخر تحديث :الجمعة - 04 أكتوبر 2024 - 07:30 م

قصص تفاعلية


صراع الهويات في العالم العربي: بين الانتماء الوطني والتمثيلات الفرعية!

الجمعة - 04 أكتوبر 2024 - 05:00 م بتوقيت عدن

صراع الهويات في العالم العربي: بين الانتماء الوطني والتمثيلات الفرعية!

العين الثالثة/ متابعة خاصة

كتب د. وليد ناصر الماس مقالًا تابعه "العين الثالثة" بعنوان "صراع الهوية في منطقتنا العربية!!" تناول فيه التحديات العميقة التي تواجه الهوية العربية في ضوء التداخلات المحلية والعالمية. يُعاني العديد من بلدان المنطقة العربية من أزمة هوية متفاقمة، تنبع من تداخل الهويات الفرعية المحلية التي تتنافس أحيانًا مع الهوية الكلية أو الوطنية.


وتكمن الخطورة في طغيان هذه الهويات الفرعية على الهوية الوطنية، مما يهدد وحدة المجتمع ويُعمّق الانقسامات الداخلية.

أزمة الهويات المتداخلة:
يشير د. الماس إلى أن أولى خطوات حل أزمة الهوية تبدأ بالاعتراف الصريح بوجود هويات فرعية مغايرة. هذا الاعتراف يجب أن يتجذر في الضمير والعقل الجماعي، ويتحول إلى ممارسات فعلية تقر بالآخر المغاير وتحترمه، إذ إن تجاهل الهويات الفرعية أو التقوقع في إطارها الضيق يخلق حواجز تعيق التفاهم الوطني، ويدفع الأطراف المختلفة نحو تبني مواقف متشددة قد تعزز الانقسامات.

الهويات الفرعية، سواء كانت قائمة على أسس اجتماعية أو سياسية أو مذهبية، يجب أن تتفاعل وتتكامل مع الهوية الوطنية الكلية، بدلاً من أن تكون في صراع دائم معها، الأفكار المطلقة التي ترفض قبول التنوع تؤدي إلى حصر واحتكار مفهوم "الوطن" لفئة أو مجموعة معينة، وتجرد الآخرين من حقهم في الانتماء للوطن.

التكامل بين الهويات الفرعية والوطنية:
الانتماء إلى الهوية الوطنية لا يعني إنكار وجود الهويات الفرعية، بل إن الاعتراف بوجودها والتفاعل معها هو الأساس لضمان استمرارية الهوية الكلية الوطنية.

في هذا السياق، يرى د. الماس أن مصدر قوة الهوية الكلية يكمن في قدرتها على الاعتراف بالحق الطبيعي لوجود التمثيلات الخاصة للهويات الثانوية، وهو ما يعزز من تماسك المجتمع بدلاً من تفتيته.

فالهوية الوطنية ليست كيانًا جامدًا أو مطلقًا، بل هي في حالة تشكل دائم ومستمر، تتفاعل مع التغيرات الاجتماعية والسياسية والثقافية، وتبرز أهمية الهوية الكلية بشكل خاص عندما يمر البلد بأزمات وطنية حادة، حيث يتم اختبار قوة تماسك الهوية الوطنية أمام التحديات.

تأثير العولمة على الهوية:
في الجزء الثاني من المقال، يتطرق د. الماس إلى تأثير العولمة على الهوية الوطنية في الدول العربية، ويُشير إلى أن العولمة، بما تحمله من تطورات في مجالات التكنولوجيا والمعلومات والاتصالات، قد أسهمت في طمس وتدمير الهويات الوطنية والثقافية للشعوب، فالعولمة تمثل في جوهرها هوية العصر الحديث، وتفرض ثقافة غربية عالمية تهدد الخصوصيات الثقافية والهويات المحلية.

يُعَدُّ التقدم العلمي والتقني الذي أحرزته الإنسانية تحت غطاء الهوية الغربية أداة فعّالة لترويج أهداف استعمارية جديدة. من خلال هذا التقدم، وسعت القوى الغربية إلى تغيير الهويات القومية للآخرين، ما جعل الهوية القومية هدفًا مباشرًا لهذا الاستعمار الثقافي الحديث.

ومن هذا المنطلق، فإن استجابة الدول العربية لظاهرة العولمة بشكل سلبي قد أسهمت في تآكل هوياتها القومية والثقافية، وأضعفت الروابط الداخلية التي تُشكّل النسيج الاجتماعي.

الهوية كمحرك للتطور الوطني:
يخلص د. الماس إلى أن الهوية الوطنية الجامعة يجب أن تتفاعل مع متطلبات العصر الحديث، مع الحفاظ على خصوصياتها الثقافية والتاريخية.

فبدلاً من الوقوع في فخ الصراعات الداخلية بين الهويات الفرعية، يجب أن تعمل المجتمعات العربية على توظيف هذا التنوع لصالح تعزيز الوحدة الوطنية، ويتطلب ذلك قبولًا متبادلًا واحترامًا للهويات المتنوعة داخل الوطن الواحد.

كما يؤكد أن الهوية الوطنية ليست مجرد شعارات أو رموز، بل هي مفهوم حي يتجدد مع كل جيل، ويتفاعل مع المتغيرات العالمية دون أن يفقد جوهره أو جذوره.

وفي مواجهة التحديات التي تفرضها العولمة، يجب أن تكون الهوية الوطنية قادرة على الصمود والتجدد، مع التمسك بقيمها الأساسية وتاريخها العريق.

التحدي المستقبلي:
تُعد أزمة الهوية في العالم العربي جزءًا من تحديات أكبر تتعلق بإعادة تعريف الذات في عصر مليء بالتغيرات، وبينما تُشكّل العولمة تحديًا كبيرًا للهوية، فإن القدرة على الموازنة بين الانفتاح على العالم والحفاظ على الهوية المحلية هي مفتاح النجاح في المستقبل.

ختامًا، يدعو د. الماس إلى تبني رؤية شاملة تعترف بالتنوع الهوياتي داخل المجتمعات العربية، وتؤكد على أهمية التفاعل الإيجابي بين الهويات الفرعية والوطنية، فقط من خلال هذا التفاعل يمكن تعزيز الانتماء الوطني وتحقيق الاستقرار والتطور في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية.

شاهد أيضًا

صحفي: نصف الشعب يتسول.. والحكومة تُصدر قرارات بلا حلول! ...

الجمعة/04/أكتوبر/2024 - 07:15 م

انتقد الصحفي فتحي بن لزرق قرار السلطات الأخير بشأن مكافحة التسول، معبّرًا عن استغرابه من هذه الخطوة في ظل الأوضاع الاقتصادية المتدهورة التي تعصف بالبل


مرتزقة بالصدفة: شباب يمنيون يُباعون بين السماسرة ويُرسلون لل ...

الجمعة/04/أكتوبر/2024 - 07:00 م

في محافظة تعز، فقد الشاب حسين المحيا حياته بعد شهرين فقط من خطوبته، حيث قُتل في الحرب الروسية الأوكرانية بعد مغادرته إلى روسيا تحت وعود كاذبة من سماسر


استياء عارم: مالكو القواطر يطالبون بتطبيق قرار منع الجبايات ...

الجمعة/04/أكتوبر/2024 - 05:45 م

في تطور مثير، احتجز مالكو شاحنات تجارية وقواطر ديزل وغاز على مدى يومين في نقاط أمنية وعسكرية بمناطق لحج، ردفان، أبين، عتق، والصبيحة، حيث أُجبروا على د


صراع الهويات في العالم العربي: بين الانتماء الوطني والتمثيلا ...

الجمعة/04/أكتوبر/2024 - 05:00 م

كتب د. وليد ناصر الماس مقالًا تابعه "العين الثالثة" بعنوان "صراع الهوية في منطقتنا العربية!!" تناول فيه التحديات العميقة التي تواج