آخر تحديث :السبت - 05 أكتوبر 2024 - 01:25 م

الريحاني والأمير محمد بن سلمان

الجمعة - 01 سبتمبر 2023 - الساعة 09:55 ص

مشاري الذايدي
الكاتب: مشاري الذايدي - ارشيف الكاتب


في مارس (آذار) 2022، نشرت «سي إن إن» الأميركية نصَّ الحوار الذي أجرته مجلة «ذا أتلانتيك» مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وجاء في إجابة حول هوية الدولة السعودية ونظامها:

جميع الدول في العالم قائمة على معتقدات، فعلى سبيل المثال، أميركا قائمة على أساس المعتقدات التالية: الديمقراطية، والحرية، والاقتصاد الحر وغيرها، والشعب يكون متحداً بناء على هذه المعتقدات، فإذا طرحت السؤال التالي: هل جميع الديمقراطيات جيدة؟ وهل جميع الديمقراطيات مجدية؟ بالتأكيد لا.

ويشرح الأمير محمد في فقرة مهمة مسألة الحق في الاختلاف ورسم الهويّة ذات الجذور الأصلية، فيقول:

دولتنا قائمة على الإسلام، وعلى الثقافة القبلية، وثقافة المنطقة، وثقافة البلدة، والثقافة العربية، والثقافة السعودية، وعلى معتقداتها، وهذه هي روحنا، وإذا تخلصنا منها، فإنَّ هذا الأمر يعني أنَّ البلد سينهار.

وسأل وقتها مهندس الرؤية السعودية: السؤال الأهم هو: كيف يمكننا وضع السعودية على المسار السليم، وليس المسار الخاطئ؟

ثم يكثّف الأمير محمد جوهر المسألة بهذه الخلاصة الحاسمة، بعدما شرح موازييك وتركيبة الهوية السعودية، فيقول: «لن نقلّل من أهمية معتقداتنا؛ لأنَّها تمثّل روحنا».

طافت بخاطري هذه الخلاصات وأنا أقرأ كلاماً قاله صديق الملك عبد العزيز و(ملوك العرب)، وهو عنوان أحد أشهر كتبه، أعني الأديب والمؤرخ والمفكر والرحالة، اللبناني الأميركي العربي أمين الريحاني في كتاب جميل له عن ملك العراق الأول فيصل.

الريحاني الذي كتب قطعاً ثمينة من الأدب الأميركي في نصوصه الإنجليزية، ويراه بعض نخب لبنان، أكثر قيمة من (جبران)، لكن الحظّ صار لصاحب بشرّي على حساب صاحب الفريكة!

في ذاك الكتاب ناقش الريحاني مخالفيه، من النخب اللبنانية، الذين أزروا عليه بسبب حبّه للثقافة العربية وعرب الصحراء والمشيخات والملكيات على حساب لبنانه «المودرن» وتربيته الأميركية الليبرالية.

قال الريحاني: «الإنسان المفكّر لم يهتدِ حتى اليوم إلى حكومة عامّة في شكلها وروحها، تصلح لكل شعب من شعوب الأرض، ولا يصلح الحكم ويستقيم، جمهورياً كان أو ملَكياً، مهما تنّوع الأول وتقيّد الثاني، إلا إذا كان له ما يبرّره ويعزّزه من معقول الشعب ونفسيته، ومن تقاليد الأمة وثقافتها».

ويفيض أكثر: «فالجمهورية اليوم لا تصلح في إنجلترا مثلاً، وإن كان الشعب قد ألِف مُلكها المقيّد بالأحكام الديمقراطية؛ لأن معقوله على الإجمال ملَكي، نفسيته نفسية الأشراف، ولا تصلح الملَكية في أميركا، وإن كان الشعب قد أدرك مساوئ الحكم الجمهوري الحزبية والانتخابية والتشريعية كلها؛ ذلك لأنَّ نفسيته ديمقراطية مثل عقليته وتقاليده».

ماذا عن المعقول والمألوف العربي؟ يخبرنا صاحب الفريكة فيقول: «معقول هذه الأمة العربية ملَكي إذن، وتقاليدها ملَكية منذ القِدم. وليس لها من عوامل الثقافة وأسباب العلم ما يدعو للتطور السريع في ذاك المعقول أو للتغيير الأساسي في تلك التقاليد، فهل يصلح - والحالة هذه - الحكم الجمهوري في البلاد العربية؟».

إذن هي «الروح» أولاً، ثم يأتي الحديث عن الجسد، وإذا نُزعت روح الشعب، انتهت الحكاية.




شاهد أيضًا

عدن تحت المجهر.. 616 جريمة وحادثة غير جنائية خلال ثلاثة أشهر ...

السبت/05/أكتوبر/2024 - 12:45 م

ضبطت أجهزة الشرطة بالعاصمة عدن خلال أشهر (يوليو أغسطس سبتمبر) من العام الجاري 2024م (616) جريمة وحادثة غير جنائية من إجمالي الجرائم والحوادث المسجلة ا


بعد عملية رصد.. شرطة كريتر تقبض على متهم بترويج المخدرات ...

الجمعة/04/أكتوبر/2024 - 11:10 م

تمكنت شرطة كريتر من إلقاء القبض على متهم بترويج المخدرات في العاصمة عدن. وفي التفاصيل، أكد مدير عام شرطة كريتر العقيد نبيل عامر ضبطت كمية من مادة الحش


تعاون استثماري غير مسبوق.. الإمارات ومصر تطلقان مشروع رأس ال ...

الجمعة/04/أكتوبر/2024 - 08:00 م

شهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات وعبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة اليوم الجمعة، في محافظة مطروح، إعلان مخطط مشروع


صحفي: نصف الشعب يتسول.. والحكومة تُصدر قرارات بلا حلول! ...

الجمعة/04/أكتوبر/2024 - 07:15 م

انتقد الصحفي فتحي بن لزرق قرار السلطات الأخير بشأن مكافحة التسول، معبّرًا عن استغرابه من هذه الخطوة في ظل الأوضاع الاقتصادية المتدهورة التي تعصف بالبل