آخر تحديث :الخميس - 17 أبريل 2025 - 11:40 ص

اخبار العالم


موضوع التكلفة المالية للحملة ضد الحوثيين يثار في واشنطن: من سيسدد الفاتورة

الثلاثاء - 08 أبريل 2025 - 05:00 م بتوقيت عدن

موضوع التكلفة المالية للحملة ضد الحوثيين يثار في واشنطن: من سيسدد الفاتورة

العين الثالثة/ متابعات

بدأت التكلفة المادية للحملة العسكرية التي تشنها القوات الأميركية ضدّ جماعة الحوثي في اليمن تطرح داخل الأوساط السياسية والإعلامية في الولايات المتحدة بعد أنباء عن بلوغ تكلفة القصف المتواصل لمواقع الجماعة ومنشآتها الحيوية وبنيتها العسكرية قرابة المليار دولار في ظرف ثلاثة أسابيع مرشحة للارتفاع أكثر في ظل إعلان إدارة الرئيس دونالد ترامب عن إصرارها على مواصلة الحملة حتى تحقيق أهدافها وتوظيف المزيد من المقدرات والوسائل التقنية الأكثر تطورا والأعلى قيمة مالية أيضا.


وعادة ما ترتبط العمليات العسكرية بالسياسات الكبرى للدول وتقاس قيمتها بالأهداف الإستراتيجية التي يريد صناع القرار تحقيقها من ورائها الأمر الذي يجعل العوامل المالية تتراجع في سلم الأهمية، لكنّ مع إدارة الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب فإن العامل المالي يأتي عادة في المقام الأوّل ويسبق بقية الاعتبارات.


ويعدّ تعاطي ترامب مع الملف الأوكراني نموذجا عن ذلك حيث لم يتردّد في مطالبة الأوكرانيين بتعويضات مالية باهظة لقاء المشاركة الأميركية في دعم كييف في الحرب ضدّ روسيا، معتبرا ما تمّ تقديمه لها من مساعدات تقنية وعسكرية بمثابة قروض يتوجّب تسديدها بطريقة أو بأخرى.




وحتى الحرب التي خاضها الجيش الأميركي مطلع تسعينات القرن الماضي لإخراج القوات العراقية من الكويت لم تتردد واشنطن في جسّ نبض الكويتيين بشأن إمكانية دفع فاتورتها بعد أكثر من ثلاثين سنة، وذلك على لسان وزير التجارة الأميركي هوارد لاتنيك الذي قال إنّ بلاده أنفقت مئة مليار دولار في تلك الحرب، ما جعل الكويت ترد على لسان سفيرتها في الولايات المتحدة الزين الصباح بالقول إنّ بلادها هي من مولت العملية بالتعاون مع حلفاء إقليميين وإنّها لم تحمّل الجانب الأميركي أي عبء مالي.


وبتطبيق هذا المنطق على الملف اليمني فإنّ من المتوقّع أن تبحث إدارة ترامب عن الطرف المؤهّل لتسديد فاتورة العملية العسكرية ضدّ الحوثيين، وذلك من منظور أن واشنطن بصدد تقديم خدمة لأعداء الحوثيين والمتضررين منهم محليا وإقليميا وحتّى دوليا بما أن الولايات المتحدة ترفع لواء حماية الملاحة الدولية من اعتداءات الجماعة في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن.


لكنّ الإشكال أن مطالبة واشنطن للسلطة الشرعية اليمنية بتحمّل فاتورة الحرب لن يكون له أي معنى بسبب أن البلاد تعيش حالة أقرب إلى الإفلاس، كما أنّ مطالبة السعودية بذلك لن يكون منطقيا لأن خيار الحرب ضد الحوثيين في الوقت الحالي ليس خيار الرياض التي اختارت بشكل واضح تجربة خيار السلام معهم.


وقالت شبكة سي.أن.أن الأميركية إنّ التكلفة الإجمالية لعملية الجيش الأميركي ضد الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن تقترب من مليار دولار في أقل من ثلاثة أسابيع، وفقا لثلاثة مسؤولين وصفتهم بالمطلعين على الحملة.


وقال أحد المسؤولين “نحن نستنزف كل طاقتنا، الذخائر والوقود ووقت الانتشار”، وبدلا من أن يستسلم الحوثيون هددوا بتوسيع نطاق أهدافهم ليشمل دولا إقليمية تدعم الحكومة المضادة لهم في الحرب الأهلية اليمنية.


ويعني عدم حسم الحرب ضد الحوثيين بسرعة، طول أمد العملية وارتفاع تكلفتها المادية بالنتيجة ما سيجعل إدارة ترامب تبحث لها عن موارد وقد تلجأ في سبيل ذلك إلى ممارسة ضغوط على الأطراف التي تراها معنية بهزيمة الحوثيين للحصول على التمويلات.


وستزداد فاتورة الحرب ارتفاعا إذا لم يؤت القصف الجويّ نتائجه وتمكنّ الحوثيون من الصمود في وجهه. وقالت الشبكة إنّ التاريخ يُظهر أن الحوثيين يتمتعون بقدرة تحمّل عالية جدا للألم وقد يتطلب تصميم إدارة ترامب على القضاء على التهديد الذي يشكلونه في نهاية المطاف هجوما بريا.


وقال مايكل نايتس من معهد واشنطن إن إخضاع الحوثيين أمر في غاية الصعوبة لإنهم حركة شديدة العدوانية. وأفضل طريقة للقضاء عليهم نهائيا هي الإطاحة بهم وإخراجهم من صنعاء وساحل البحر الأحمر، لكنّه استدرك مستبعدا أن تنشر الولايات المتحدة أي قوات برية باستثناء عدد قليل من القوات الخاصة للمساعدة في توجيه الضربات الجوية، متوقّعا في حال اللجوء إلى سيناريو العملية البرية أن تزوّد واشنطن القوات اليمنية المناوئة للجماعة ببعض الدعم اللوجستي وبعض الذخائر الرئيسية.



وكل ذلك لن تُقْدم عليه إدارة ترامب دون تفكير في تغطية مالية مجزية للعملية وهي التي قدمت نفسها منذ بداية عهدها كحامية لأموال دافعي الضرائب الأميركيين وساعية للخلّص من جميع الأعباء المالية المترتبة على الولايات المتحدة جرّاء تدخلها في ملفات وقضايا خارجية.


وتستخدم الولايات المتحدة في قصف الحوثيين منظمومة حربية غالية الثمن وباهظة التكلفة حيث تشارك في العملية حاملة الطائرات يو.أس.أس ترومان والعديد من القطع البحرية الملحقة بها وطائرات نفاثة وأخرى مسيرة أعلن الحوثيون عن إسقاط بعضها، وصواريخ موجهة وقنابل خارقة للتحصينات.


وحديثا تم الإعلان عن إرسال حاملة طائرات ثانية إلى الشرق الأوسط هي كارل فينسون في ظل توقعات باللجوء إلى استخدام قاذفات بي2 الإستراتيجية فائقة القدرة والتطور والتي يقدر سعرها بحوالي 1.1 مليار دولار في قصف تحصينات الحوثيين بقنابل تصل زنتها إلى ألفي رطل وتبلغ قيمة أنواع منها ربع مليون دولار للواحدة، بينما قد تصل قيمة صواريخ توماهوك المستخدمة إلى نصف مليون دولار.



شاهد أيضًا

اللواء بن بريك يعود إلى المكلا للمشاركة في ذكرى تحرير ساحل ح ...

الأربعاء/16/أبريل/2025 - 11:07 م

أعلن نائب رئيس الهيئة التنفيذية للمجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة حضرموت، علي الجفري، عن عودة اللواء الركن أحمد سعيد بن بريك، نائب رئيس المجلس الانتقال


الجنوب على طريق الاستقلال: مقاومة تتجذر وقيادة تعيد تشكيل ال ...

الأربعاء/16/أبريل/2025 - 09:00 م

في الوقت الذي تتزايد فيه تحديات المشهد اليمني المعقد، يبرز الجنوب كحالة سياسية وشعبية استثنائية، تخطُّ طريقها بثبات نحو استعادة الهوية والدولة، بعد سن


الجنوب العربي.. وحدة الأرض والهوية في وجه مشاريع التقسيم ...

الأربعاء/16/أبريل/2025 - 07:15 م

في خضم النقاشات المتصاعدة حول مستقبل الجنوب العربي، وتزامنًا مع محاولات البعض إحياء خرائط التقسيم الاستعمارية، خرج الدكتور حسين العاقل، الأكاديمي والب


تدهور جديد للريال اليمني أمام العملات الأجنبية في عدن ...

الأربعاء/16/أبريل/2025 - 08:45 ص

سجّل الريال اليمني صباح الأربعاء، 16 أبريل 2025، انخفاضًا جديدًا في قيمته مقابل العملات الأجنبية، خصوصًا في العاصمة المؤقتة عدن ومحافظة حضرموت، فيما ش