بينما تغرق البلاد في الأزمات السياسية والاقتصادية، يبدو أن رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي قرر توسيع استثماراته الخاصة، فها هو يفتتح فرعًا جديدًا لشركة بوابة العالم لخدمات الملاحة والشحن، في خطوة تعكس مدى اهتمام القيادة الرشيدة... بمصالحها التجارية طبعًا!
شهد الحفل، الذي تخلله قص الشريط الأحمر وقطع التورتة الفاخرة، حضور نخبة من رجال الأعمال الجدد الذين يملكون "حسًا وطنيًا" في تحويل المناصب إلى فرص استثمارية، ومنهم عيدروس العليمي، رئيس مجلس إدارة الشركة، والدكتور أنور العليمي من سكرتارية رئيس الجمهورية، إلى جانب مستشارين ومدراء يحملون الألقاب الرسمية ذات الطابع الاقتصادي المثير للإعجاب!
شعار المرحلة: شحن بلا حدود... وربح بلا قيود!
أكد رئيس مجلس الإدارة عيدروس العليمي أن الشركة تهدف إلى تعزيز الخدمات الملاحية وربط التجار بخطوط الملاحة العالمية، وكأن مشاكل اليمن تتلخص في نقص خدمات الشحن وليس في انقطاع المرتبات وانهيار العملة.
وفي تصريح يحمل نبرة التفاؤل الاستثماري، أوضح العليمي أن بوابة العالم تسعى للمنافسة عالميًا، متناسياً أن موانئ اليمن نفسها بالكاد تعمل بسبب الفساد وانعدام البنية التحتية، لكنه طمأن الحضور بأن الشركة ستحقق نجاحًا باهرًا، ربما بفضل العلاقات الرسمية أكثر من الجدوى الاقتصادية!
شراكات دولية... على الورق فقط؟
أشاد القائمون على الشركة بانضمامهم لشبكات شحن دولية مثل Conqueror Freight Network وGlobalia Logistics Network، لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل ستتمكن بوابة العالم من تسهيل التجارة في بلد حيث يتم احتجاز البضائع في الموانئ أكثر مما تمكث في المستودعات؟
هل يعود ميناء عدن للحياة أم تتحول بوابة العالم إلى مشروع خاص؟
في الوقت الذي يفترض أن تعمل القيادة على إعادة الدور الحيوي لميناء عدن، نجد أن الاستثمارات تصب في شركة جديدة، ما يطرح تساؤلات حول ما إذا كان المشروع يخدم الاقتصاد الوطني أم أنه مجرد خطوة أخرى في مسلسل الاستحواذ على القطاعات الحيوية؟
يبدو أن افتتاح فرع بوابة العالم لا يمثل مجرد توسع تجاري، بل هو مؤشر واضح على أن بعض القيادات تجيد فن "الإدارة الشاملة"، حيث تجمع بين المناصب الحكومية والاستثمارات الخاصة، وبين السلطة والتجارة، وبين الشعارات الوطنية... والأرباح الضخمة!