آخر تحديث :الخميس - 20 فبراير 2025 - 01:31 م

آراء

الحذر من الاختراقات وحرف الاحتجاجات عن أهدافها ومشروعيتها

الإثنين - 17 فبراير 2025 - الساعة 09:35 م

الكاتب: صالح شائف حسين - ارشيف الكاتب

مع الأسف كما تابعنا خلال الأيام الماضية، فإن هناك من يريد استخدام الاحتجاجات كوسيلة سياسية موجهة ضد الانتقالي بدرجة رئيسية، وهذا تعبير عن وجود حالات من الاختراق (السياسي) ولغايات وأهداف سياسية بعيدة عن نبل وأهداف الحركة الاحتجاجية المشروعة، والدليل على ذلك ما رفع فيها من شعارات سياسية معادية للانتقالي، ناهيك عن المحاولات التي تمت بهدف استفزاز رجال الأمن لجرهم للمواجهة مع المحتجين، ليتهم الانتقالي بأن قواته تقمع المحتجين، ومثل هذا الأمر سبق أن حذرنا منه ونحذر منه اليوم كذلك.

وبغض النظر عن الملاحظات النقدية الكثيرة والتقييم السلبي لبعض سياسات وأخطاء الانتقالي، فإن إسقاطه أو محاولة إضعافه إن نجح مثل هذا المخطط الذي تم الإعداد له منذ فترة طويلة، فإن لذلك ببساطة تداعيات لاحقة خطيرة على مشروع الجنوب الوطني الذي يتبناه الانتقالي وحلفاؤه بثبات حتى الآن رغم كل الظروف المحيطة به وتعدد المؤامرات عليه.

وفي نفس الوقت فهي رسائل تحاول تقزيم الانتقالي وتحجيم دوره في لحظة حساسة يتم فيها مناقشة التغييرات والتعديلات في إطار هيئات الشرعية المختلفة، لتقول للمعنيين بالأمر في الرياض إن الانتقالي لم يعد المعبر عن إرادة الجنوبيين، بل إنه هو من خذلهم وأصبح عدوا في نظرهم، وبالتالي لا تعطوا وزنا لرأيه وموقفه من التعديلات وافرضوا عليه أجندتكم كما تشاؤون وبما يجعله خارج المعادلة.

إن الجنوب اليوم يمر بمرحلة حرجة وخطيرة تطلب من كل الوطنيين الغيورين على حاضر ومستقبل الجنوب أن ينظروا إلى الأبعد وبروح وطنية مسؤولة تتجاوز حالة عدم الوضوح التي تكتنف المشهد السياسي العام مع الأسف الشديد، وعدم الاستجابة والانفعال غير المتزن للدعوات التحريضية غير المسؤولة، والتي يعمل أصحابها ومن يقف خلفهم على خلط الأوراق وزيادة الإرباك في المشهد العام ليكون أكثر ارتباكا، وتصبح النتيجة تعبيدا للطريق التي بها وعبرها يتم الوصول إلى مرحلة الفوضى التي يراد للعاصمة عدن أن تغرق فيها وتدفع ثمنها وزيادة معاناة أهلها، وجعل حالة اللا استقرار عنوانا لقادم أيامها.

إن الانتقالي معني وأكثر من غيره بصورة عاجلة أن يتجاوز حالة (الانتظار) لما سيأتي من حلول عبر (الحلفاء والشركاء) وأن يتخذ خطوات وطنية عملية تتسق مع مطالب الجنوبيين وحركتهم الاحتجاجية المباركة، وأن يقف معها وإلى جانبها بجدية كاملة، ويوفر كل ما من شأنه حمايتها وتأمين فعالياتها المختلفة، وبما يحصنها من أعمال الشغب أو حالات الاندساس والأعمال غير المنضبطة؛ لتبقى حركة سلمية منظمة تنتصر لأهدافها المشروعة المعلن عنها في البيانات المختلفة لاتحاد نقابات عمال الجنوب ولبقية الهيئات ومنظمات المجتمع المدني.