آخر تحديث :الجمعة - 21 فبراير 2025 - 02:50 م

منوعات


"تعافي" معرض فني يحتفي بقدرة الإنسان على التحول

الجمعة - 14 فبراير 2025 - 07:25 م بتوقيت عدن

"تعافي" معرض فني يحتفي بقدرة الإنسان على التحول

العين الثالثة/ متابعات

يستضيف “أكسس غاليري” بوسط العاصمة المصرية القاهرة على مدار شهر فبراير الجاري، وحتى مطلع شهر مارس المقبل، معرضا فنيا بعنوان “تعافي”، يضم مجموعة لوحات تختصر ملامح تجربة فنية جديدة للتشكيلية المصرية منى حمدي.

لوحات المعرض تتوزع على ثلاثة أقسام: الأول بعنوان “الصدمة – تمزقات الوعي الأولي”، والثاني بعنوان “الإدراك والتعاطف”، والثالث بعنوان “الأمل والطمأنينة”.

ومن خلال لوحات أقسام المعرض الثلاثة، يجد المشاهد نفسه في مواجهة ذاتية تدفعه إلى إعادة النظر في تجاربه الخاصة من خلال تفاعل بصري مع اللوحات التي تحتفي بالقدرة الإنسانية على التحول، والقدرة على اكتشاف المعنى في الفوضى، وعلى العبور من العتمة إلى النور.

مواجهة ذاتية تدفع المتلقي إلى إعادة النظر في تجاربه الخاصة من خلال تفاعل بصري مع اللوحات

وقالت الفنانة منى حمدي في تصريحات لـ”العرب” إن لوحات معرضها الجديد تعبر عن تجربة جديدة ومختلفة في رحلتها الفنية، مشيرة إلى أن “تعافي” ليس مجرد معرض فني، بل هو تجربة حسية وفكرية عميقة تستكشف تعقيدات الوجود الإنساني بين الألم والإدراك والطمأنينة، ومحاولة للتأمل البصري في رحلة التحول الداخلي، حيث يتجلى الفن كوسيلة لفهم الصدمة، استيعابها، ثم تجاوزها.

وأوضحت أن لوحات المعرض ليست مجرد أعمال فنية، بل هي محطات على خارطة النفس البشرية، حيث تمثل كل مرحلة من المراحل الثلاث للمعرض الصدمة، الإدراك والتعاطف، الأمل والطمأنينة في حالة شعورية مختلفة، لكن مترابطة، تأخذ المشاهد في رحلة من الفوضى والضياع إلى الفهم العميق ثم الوصول إلى السلام الداخلي. كل مرحلة تحمل رموزها، لغتها البصرية، وطاقتها الخاصة، مما يجعل المعرض تجربة نفسية وبصرية مكثفة.

ووصفت الفنانة منى حمدي لحظة الـ”تعافي” التي يعبر عنها معرضها الجديد، بأنها ليست مجرد نقطة زمنية، بل حالة وعي جديدة، لحظة يكتشف فيها الإنسان أنه لم يخرج من التجربة كما دخلها، بل خرج أكثر عمقا، أكثر فهما، وأكثر تصالحًا مع ذاته.

وحول أقسام المعرض، قالت الفنانة إن المرحلة الأولى تمثل اللحظة الأولية التي يصطدم فيها الإنسان بحقيقة قاسية أو واقع لا يمكن الهروب منه، ونوّهت بأن الألوان في لوحات تلك المرحلة عنيفة متناقضة والخطوط متكسرة ومتداخلة، وكأنها تحاول أن تحتوي الانفجار العاطفي، فتخلق إحساسًا بالحيرة والضياع، بينما تعكس الرموز العشوائية والتكوينات غير المستقرة الاضطراب الداخلي الذي يعيشه الإنسان عند مواجهة الألم لأول مرة.

ورأت أن اللوحات التي رسمت بالأبيض والأسود في هذه المرحلة بدت وكأنها تدوينات عشوائية على جدران العقل الباطن، حيث الكلمات غير مكتملة، والأشكال مبهمة، في محاولة لفهم اللحظة قبل أن تستوعب بالكامل. إنها لغة غير مفهومة – بحسب قولها – لكنها مليئة بالشعور، تماما كما هو الحال عند مواجهة صدمة غير متوقعة.

وعن القسم الثاني من معرضها، قالت إن تلك المرحلة هي مرحلة الإدراك والتعاطف وإعادة بناء المعنى، حيث يبدأ الإنسان التفاعل مع الصدمة بشكل أعمق، متجاوزا رد الفعل، محاولا فهم ما حدث، والتواصل معه على مستوى أعمق، حيث أصبحت الألوان أكثر وضوحا في لوحات تلك المرحلة، والخطوط بدأت في البحث عن توازن، كما لو أن العقل يحاول أن يفكك المشهد ويبحث عن أنماط يمكن أن تساعده في استيعاب التجربة.

زخارف تعبر عن السلام الداخلي

واعتبرت أن أيقونة هذه المرحلة، هي اللوحات ذات الألوان المتداخلة والنصوص المتبعثرة، حيث تمتزج النصوص المكتوبة مع الألوان المتناثرة، وكأنها محاولة للتعبير عن مشاعر الاعتراف به ومحاولة فهمه، مختلطة بين القبول والرفض، بين الفهم والضياع.

وحول القسم الثالث من “تعافي” قالت الفنانة منى حمدي إن تلك المرحلة التي أطلقت عليها اسم “الأمل والطمأنينة – عودة الضوء”، تجسد لوحاتها لحظة الصفاء، لحظة القبول العميق لكل ما حدث، حيث تتحول التجربة من عبء إلى جزء متكامل من الذات، فجاءت الألوان أكثر إشراقا، متوازنة، والخطوط أكثر انسيابية، حيث لم يعد هناك صراع داخلي، بل انسجام بين العناصر، وكأن اللوحات نفسها تتنفس بعد أن كانت مكبوتة.

ونوّهت بأن أيقونة هذه المرحلة، هي اللوحات ذات الخلفيات المخططة والزخارف النباتية، التي تعكس لحظة السلام الداخلي، وفيها تتحول الأشكال من رموز مشوشة إلى أنماط منظمة تحمل في طياتها معنى التجدد والاكتمال. إنها المساحة التي يجد فيها الإنسان راحته بعد الرحلة الطويلة، حيث لا يُنظر إلى الألم كعدو، بل كجزء من عملية التحول.

وحول مفرداتها الفنية وموضوعات لوحاتها، قالت لـ”العرب” إن مفردات وموضوعات أعمالها في تغيّر مستمر، وأنها كثيرا ما تكون من نتاج التجارب اليومية التي تعيشها، وأنها تحب دائما خوض التجارب الفنية الجديدة، حيث تارة تستخدم مفردات من التاريخ مثل التي استخدمتها في معرض “جِرَارُ الـرّوْحٍ”، ومعرضها السابق الذي حمل عنوان “ملامح زمن”، فهما، أي المعرضان، نتاج تجارب لها علاقة بالسفر والقراءة في التاريخ المصري القديم.

وأضافت أن الأعمال التي سبقت المعرضين الأخيرين، كانت نتاج تجارب خاصة لها علاقة بمواجهة مخاوفها الشخصية وحياتها، فكانت العناصر وقتها مستلهمة مما يدور في عقلها الباطن وما مرت به من تجارب يومية، لافتة إلى أن الفن بالنسبة لها هو المنفذ الدائم للتعبير عن أفكارها ومشاعرها، وهو البوابة التي تصل أفكارها للعالم من خلالها، وهي جسرها للتواصل مع الآخر.

◙ "تعافي" ليس مجرد معرض فني، بل هو تجربة حسية وفكرية عميقة تستكشف تعقيدات الوجود الإنساني بين الألم والإدراك

وحول رؤيتها لحاضر ومستقبل الحركة التشكيلية بوطنها مصر، أكدت أن بلادها تشهد الآن حركات تشكيلية جديدة وتحركات كبيرة في الأوساط الفنية، وأن أنواعا جديدة من الفنون الحديثة ظهرت من خلال المعارض التشكيلية في مصر، ومصر تشهد الكثير من عروض الفن المعاصر، إلى جانب انتشار الفن في الشوارع في تفاعل حي ومباشر بين الفنان والمتلقي، معتبرة أن ذلك يعد خطوة رائعة سيتغير بعدها المشهد الفني، ويكون أكثر تواصلا وقربا من الحركة التشكيلية العالمية.

أما عن رؤيتها لحضور المرأة بالمشهد التشكيلي، فقالت إنها تعتقد أن المرأة اليوم قد تخطت الكثير من العقبات في الكثير من المجالات بوجه عام، وفي الفنون التشكيلية بوجه خاص، وأنه قد أصبح للمرأة دور فعال في المشهد التشكيلي، حيث نجد أن أعداد الفنانات التشكيليات اللاتي يشاركن بالحركة الفنية، تفوق أعداد الرجال، وأن ذلك يأتي بجانب ارتفاع أعداد الأكاديميات والطالبات في الكليات الفنية، مثل كليات الفنون الجميلة، والفنون التطبيقية، والتربية الفنية، وأن ذلك بات يُبشر بأن خلال الأجيال القادمة سيكون للمرأة حضور قوي في الحركة التشكيلية، وبالتالي سوف نشهد الكثير من الطروحات الفنية التي تخص المرأة بوجهات نظر أنثوية.

يذكر أن منى حمدي هي فنانة تشكيلية مصرية درست فنون الغرافيك بكلية الفنون الجميلة بضاحية الزمالك في القاهرة. في عام 2020 أقامت معرضها الشخصي الأول “ملامح زمن”، في كلية الفنون الجميلة بجامعة الأقصر، حيث قدمت فيه مجموعة من لوحاتها التشكيلية التي استلهمت فيها تلك اللوحات التاريخية المعروفة باسم وجوه أو بورتريهات الفيوم، وإعادة معالجتها وتقديمها برؤية فنية معاصرة، ولغة جيّاشة، وذلك بحسب قولها، حيث اختارت من خلالها البُعد عن الجدل حول السياق التاريخي لتلك اللوحات.

وفي عام 2021 أقامت معرضها الشخصي الثاني “جرار الروح”، الذي دارت لوحاته في فلك الفيوض الإنسانية وقبول الآخر، وحملت الكثير من الرسائل الإنسانية والرموز والعناصر المستلهمة من الحضارة المصرية القديمة، ثم جاء معرضها الثالث “تعافي” المقام حاليا في غاليري “أكسس” بوسط القاهرة.

شاركت منى في العشرات من الملتقيات والمعارض الفنية الجماعية في كل من مصر وتركيا وإسبانيا وكوريا الجنوبية وألمانيا وإيطاليا والولايات المتحدة والصين وتايوان وكازاخستان. وقد نالت العديد من الجوائز المحلية والدولية، ولها مقتنيات فنية في مصر وعدد من البلدان الأجنبية بينها: مصر وإيطاليا وكوريا الجنوبية وتايوان واليابان وتركيا والمكسيك.



شاهد أيضًا

الريال اليمني بين عدن وصنعاء.. عملة واحدة بأسعار متعددة! ...

الخميس/20/فبراير/2025 - 07:45 م

شهدت أسعار صرف العملات الأجنبية مقابل الريال اليمني تباينًا ملحوظًا بين العاصمة عدن والعاصمة اليمنية صنعاء، اليوم الخميس، 20 فبراير 2025، في ظل استمرا


مفاجآت جديدة في قضية مقتل اللواء العبيدي بمصر ...

الخميس/20/فبراير/2025 - 07:20 م

​قررت محكمة جنايات مستأنف جنوب القاهرة تأجيل جلسة محاكمة المتهمين بإنهاء حياة المسؤول العسكري اليمني اللواء حسن العبيدي داخل مسكنه بمحافظة الجيزة لجلس


مع اقتراب رمضان.. موظفو هيئة البحوث يتظاهرون لإنقاذ أسرهم من ...

الأربعاء/19/فبراير/2025 - 01:20 م

تظاهر العشرات من موظفي الهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعية أمام مقر وزارة المالية، احتجاجًا على توقف رواتبهم منذ خمسة أشهر، الأمر الذي فاقم معاناته


تفاوت حاد في أسعار الصرف بين المحافظات.. وخبراء يحذرون من تد ...

الأربعاء/19/فبراير/2025 - 08:32 ص

شهدت أسعار صرف العملات الأجنبية صباح اليوم الأربعاء، 19 فبراير 2025، استقرارًا نسبيًا في العاصمة عدن ومحافظة حضرموت، في حين استمر التفاوت الكبير بينها