تفاقمت الأوضاع الأمنية للعاملين في وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في مناطق سيطرة الحوثيين، بعد وفاة أحد موظفي برنامج الأغذية العالمي، أحمد باعلوي، أثناء احتجازه تعسفيًا في سجون الجماعة، وهو ما أثار مجددًا المخاوف بشأن استهداف العاملين في المجال الإنساني.
تقييد الحركة ومراقبة مشددة
كشف عاملون في المنظمات الدولية والإغاثية أن تحركاتهم واتصالاتهم تخضع لمراقبة صارمة من قبل الحوثيين، حيث أصبح التنقل بين المناطق مستحيلًا دون موافقة مسبقة، إضافة إلى فرض تقارير مفصلة عن أنشطتهم واتصالاتهم.
كما أكدوا أن الجماعة زرعت عملاء داخل المنظمات لرصد تحركات الموظفين وقياس ولائهم.
وفيات غامضة واعتقالات تعسفية
يأتي مقتل باعلوي بعد سلسلة من الوفيات المشبوهة لموظفين أمميين في سجون الحوثيين، مثل هشام الحكيمي وصبري الحكيمي. ووفق مصادر مطلعة، تُوفي باعلوي في سجن يُشرف عليه عبد الرب جرفان، نائب مدير مكتب زعيم الحوثيين، بعد 18 يومًا من اعتقاله.
ورفضت أسرته استلام الجثمان مطالبة بتشريح طبي مستقل لمعرفة سبب الوفاة.
الأمم المتحدة تعلق أنشطتها في صعدة
ردًا على تصاعد الاعتقالات، أمر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بتعليق جميع أنشطة الأمم المتحدة في صعدة، المعقل الرئيسي للحوثيين، لحين توفير ضمانات أمنية للعاملين الإنسانيين.
إدانات خجولة من الأمم المتحدة
رغم خطورة الوضع، اكتفت المنظمات الأممية ببيانات مقتضبة لم تذكر الحوثيين بالاسم، حيث أعرب برنامج الأغذية العالمي ومديرته، سندي ماكين، عن "الحزن والغضب" لوفاة باعلوي، دون المطالبة بفتح تحقيق مستقل أو تحميل الحوثيين المسؤولية المباشرة.
المجتمع الدولي أمام اختبار حاسم
يطرح التصعيد الحوثي ضد المنظمات الإنسانية تساؤلات حول جدية المجتمع الدولي في اتخاذ إجراءات حازمة لحماية العاملين في المجال الإغاثي، خاصة في ظل استمرار الجماعة في احتجاز العشرات من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.