في تصعيد إرهابي جديد يهدد مستقبل التعليم في العاصمة عدن، تمكنت الأجهزة الأمنية، صباح الاحد، من إحباط مخطط خطير عقب العثور على قنبلة مزروعة داخل ثانوية عثمان عبده بمديرية الشيخ عثمان.
هذا الاستهداف الممنهج للمؤسسات التعليمية يؤكد أن الجماعات المتطرفة تسعى إلى نشر الفوضى والرعب بين الطلاب، ضمن مخطط خطير لزعزعة الأمن والاستقرار.
تفاصيل العملية الأمنية وإجراءات الحماية
فور تلقيها بلاغًا عن وجود جسم مشبوه داخل المدرسة، هرعت الفرق الهندسية التابعة للأجهزة الأمنية إلى الموقع، حيث تم التعامل مع العبوة الناسفة وإبطال مفعولها بشكل آمن دون وقوع أي إصابات.
كما قامت السلطات المحلية بإخلاء المدرسة من الطلاب والكوادر التعليمية كإجراء احترازي لضمان سلامتهم.
وفي بيان رسمي، أكدت السلطة المحلية بمديرية الشيخ عثمان أن هذه المحاولات التخريبية لن تُثني الأجهزة الأمنية عن القيام بواجبها في حفظ الأمن والاستقرار، مشيرةً إلى أن الجهات المعنية تعمل على تعقب المتورطين في هذه العملية الجبانة.
استغلال الفوضى لتمرير الأجندات الإرهابية
يأتي هذا العمل الإرهابي في وقت تشهد فيه عدن احتجاجات بسبب تردي الخدمات وانهيار منظومة الكهرباء، وهي الأزمة التي استغلتها بعض الجماعات المتطرفة لنشر الفوضى وخلق حالة من عدم الاستقرار.
وأكدت مصادر أمنية أن العناصر المشبوهة التي تسللت إلى صفوف المحتجين عملت على استهداف رموز التحالف العربي والمجلس الانتقالي الجنوبي، حيث قامت بتمزيق لوحات إعلانية تحمل صور الشيخ محمد بن زايد وعلم الإمارات في مناطق المنصورة والشيخ عثمان، في خطوة تهدف إلى إثارة الشارع وتأجيج الأوضاع الأمنية.
تحذيرات أمنية من تصاعد التهديدات
هذا التصعيد يأتي في سياق سلسلة من التهديدات التي تواجه العاصمة عدن، حيث نشر تنظيم القاعدة الإرهابي قبل أيام تسجيلًا مصورًا تحت عنوان "سهام الحق 4" أعلن فيه تصعيد عملياته ضد الحكومة والأجهزة الأمنية في الجنوب، زاعمًا انضمامه إلى المحتجين بهدف "طرد الحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي".
ويرى مراقبون أن استهداف المدارس هو جزء من مخطط أكبر لضرب استقرار الجنوب، مؤكدين أن تكرار هذه الحوادث يشير إلى محاولات متعمدة لضرب العملية التعليمية، وإشاعة الفوضى، وإرهاب السكان المحليين.
المجتمع الجنوبي أمام مسؤولية كبرى
في ظل هذه التحديات، تبرز الحاجة إلى تكاتف الجهود الأمنية والمجتمعية لمواجهة هذا الخطر الداهم، وتعزيز وعي المواطنين بمخاطر تسلل العناصر الإرهابية إلى صفوف الاحتجاجات السلمية، خاصة في ظل المساعي الواضحة لجر الجنوب إلى مربع العنف والتخريب.
ويبقى السؤال الأهم: هل ستتصاعد هذه المحاولات الإرهابية في ظل التوترات الراهنة؟ أم أن الأجهزة الأمنية والمجتمع الجنوبي سيكونان قادرين على إفشال هذا المخطط وقطع الطريق على المتآمرين ضد أمن واستقرار عدن؟