آخر تحديث :الإثنين - 13 يناير 2025 - 01:00 م

اخبار العالم

كيف صارت قوة الحوثيين بعد عام من القصف الأمريكي البريطاني؟

الإثنين - 13 يناير 2025 - 10:01 ص بتوقيت عدن

العين الثالثة/ متابعات

كيف صار الحوثيون كقوة مسلحة بعد عام من القصف الأمريكي البريطاني الهادف إلى شل قدراتهم، حيث حلت، الأحد، الذكرى السنوية الأولى لبدء هذا القصف، وذلك بعد زهاء ألف غارة وقصف صاروخي أمريكي بريطاني، وفق إحصائية لجماعة “أنصار الله”؟

قال زعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي، في الثاني من يناير/ كانون الثاني، إن “عدد شهداء اليمن خلال عام من العدوان الأمريكي البريطاني 106 والجرحى 314″، موضحًا أن “عمليات القصف الجوي والبحري على بلدنا بلغت 931 غارة وقصفًا بحريًا”.

بدأ تحالف واشنطن ولندن عملية (بوسيدون آرتشر)، في 12 يناير/ كانون الثاني 2024، من خلال شن ضربات صاروخية وغارات جوية على أهداف في اليمن يقول التحالف إنها للحوثيين، بهدف إعاقة عملياتهم البحرية، التي يستهدف من خلالها الحوثيون إسناد غزة والحؤول دون مرور السفن المرتبطة بإسرائيل أو المتجهة إليها، بينما يقول التحالف الأمريكي البريطاني إن هدف عملياتهم هو السفن التجارية والملاحة الدولية.

بعد عام من العملية، هل نجحت واشنطن ولندن في شل قدرات الحوثيين وإعاقة عملياتهم البحرية؟

وفق إحصائيات الحوثيين، فقد استهدفوا خلال شهر وعشرين يومًا 11 سفينة، وذلك منذ تاريخ 19 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 حتى قبل العاشر من يناير 2024، فيما بلغ إجمالي السفن المستهدفة منذ بدء العمليات، وحتى منتصف ديسمبر/ كانون الأول الماضي، 216 سفينة، أي بواقع أكثر من مئتي سفينة تم استهدافها عقب بدء عملية “يوسيدون آرتشر” بموازاة اتساع جغرافيا الاستهداف، بالإضافة إلى اشتمال الأهداف، لاحقًا، السفن الأمريكية والبريطانية الحربية وغيرها، التي أعلن الحوثيون عقب بدء القصف الأمريكي والبريطاني اعتبارها أهدافًا عسكرية. علاوة على أن صواريخ الحوثيين شهدت تطورًا لافتَا، ممثلًا في دخول صواريخ فرط الصوتية بدءًا بصاروخ حاطم ووصولا إلى صاروخ “فلسطين 2”. كما أعلن الحوثيون أنهم أسقطوا بالتوازي 14 طائرة مسيّرة أمريكية في أجواء اليمن، وهو رقم غير مسبوق، حد قولهم.

واستخدم التحالف في عملياته ضربات صاروخية من حاملات الطائرات في البحر، وغارات جوية بمقاتلات بين إف-16 وإف-18، ومقاتلات بي 2 الشبحية.

و “تضامنًا مع غزة” يشن الحوثيون بالتوازي عمليات صاروخية وبالطيران المسيّر في العمق الإسرائيلي، وردًا على ذلك شنت إسرائيل بشكل منفرد منذ 20 يوليو/ تموز الماضي أربع موجات من العدوان على اليمن، والموجة الخامسة كانت الجمعة الماضية، بالتنسيق مع واشنطن ولندن لأول مرة.

وقال القيادي في وزارة الدفاع في حكومة “أنصار الله” (الحوثيون)، العميد عابد الثور، في تصريح لـ”القدس العربي”، إن “التحالف الأمريكي البريطاني لم يحقق شيئًا خلال عام من عدوانه على اليمن. كما أن ما استهدفه هذا التحالف ومعه إسرائيل هي أهداف مدنية سبق واستهدفها التحالف العربي. وبالتالي عام مضى أكدت فيه قواتنا المسلحة أنها تمتلك القوة الدفاعية الكافية للمواجهة”.

وأضاف: “أربع حاملات طائرات تمتلكها أمريكا تعرضت للضرب خلال عام. نحن لا نقول إننا نمتلك قوة تتجاوز قوة أمريكا، لكننا استطعنا أن نستخدم السلاح ونوظفه بطريقة مثلى، تمكنا، من خلالها، تحييد العدو الأمريكي والبريطاني عن أسلحتهم في البحر الأحمر، علاوة على أننا رسخنا قاعدة أنه لا يوجد جيش لا يقهر. وبمرور عام نحن راضون عما وصلنا إليه من قدرات عسكرية، وما زلنا في المرحلة الخامسة، وأتوقع أن تظهر أسلحة جديدة بقدرات قتالية أفضل”. وتابع: “أمريكا تعرف أن صنعاء تمتلك من الأسلحة ما تستطيع من خلاله إغراق حاملة الطائرات”.

* المشّاط: أعددنا العدة لكل الاحتمالات

وذكرت الجماعة أنها قد أعدّت العدة ومستعدة لكل الاحتمالات، مؤكدة استمرار عملياتها المساندة لفلسطين مهما كان التصعيد ضدهم.

وقال رئيس المجلس السياسي الأعلى لسلطة الجماعة، مهدي المشاط، مساء السبت، في خطاب في الذكرى السنوية لبدء القصف الأمريكي والبريطاني على أهداف في اليمن: “أقول للعدو سنستمر في نصرة أهلنا في غزة، ولن تثنينا عن موقفنا مهما فعلت، وإن عملياتنا المساندة لفلسطين لن تتأثر بإذن الله مهما حاولتم بمؤامرة هنا أو تصعيد هناك، ولقد أعددنا العدة لكل الاحتمالات”.

وردًا على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي والتي حملت، الجمعة، تهديدات شديدة اللهجة للحوثيين، قال المشاط: “نقول لنتنياهو رسائلك لن تهز شعرة في أصغر طفل منا”. مضيفًا: “الذي يجب عليك أن تفكر فيه من الآن، هل ستصمد أمام رسائلنا؟”.

يأتي ذلك في حين أعلنت الجماعة، في وقت متأخر من مساء السبت، عن تنفيذ عملية عسكرية استهدفت حاملة الطائرات الأمريكية “يو إس إس هاري ترومان” وعددًا من القطع الحربية التابعة لها في منطقة شمالي البحر الأحمر بعدد من الصواريخ المجنحة والطائرات المسيّرة.

وذكر المتحدث العسكري، العميد يحيى سريع، في بيان، “أن عملية الاشتباك مع حاملة الطائرات والقطع التابعة لها استمرت تسع ساعات”، مشيرًا إلى “أن هذا الاستهداف للحاملة هو الخامس منذ قدومها إلى البحر الأحمر”.

وقبيل البيان الحوثي، بأقل من ساعة كانت القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) قد نشرت على حسابها في منصة “إكس” صورة لإحدى مقاتلاتها، وهي تقلع من حاملة الطائرات موضحة في تعليق: “طائرة إف 18 سوبر هورنت، تابعة لسرب المقاتلات الضاربة (في إف أية81)، تنطلق من سطح الطيران لحاملة الطائرات من فئة نيميتز يو إس إس هاري إس ترومان في منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأمريكية”.

كما نشرت “سنتكوم”، الأحد، تدوينة أخرى عن زيارة قائد المنطقة المركزية الجنرال مايكل إريك كوريلا للسعودية، وتضمنت التدوينة أن قائد المنطقة المركزية الأمريكية التقى خلال الزيارة “رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة اليمنية في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، الفريق صغير بن عزيز (…) وناقش القائدان الجهود الرامية إلى تعزيز التعاون الأمني ومكافحة التهديدات الإقليمية”.