في مقال بعنوان "نحن أمام حالة لصوصية تسرق الدم والرغيف"، يكشف الكاتب خالد سلمان عن معاناة الشعب اليمني في ظل سيطرة الحوثيين، معتبراً أن ما يحدث ليس مجرد سرقة مالية، بل هو تدمير ممنهج للحياة والكرامة الإنسانية.
يتناول الكاتب، من خلال تحليله لما يجري، أبعاد الإفقار المتعمد الذي يفرضه الحوثيون على المواطنين، واستغلالهم لمساعدات وأموال التبرعات في ما لا يخدم قضايا الشعب اليمني.
سرقة لقمة العيش: التبرعات القسرية
بدأ المقال بتسليط الضوء على أساليب الحوثيين في ممارسة الاستغلال المالي، مشيراً إلى أن التبرعات التي يُجبر المواطنون على دفعها ليست إلا وسيلة لزيادة ثروات قادة الحوثي، بعيداً عن تقديم أي دعم حقيقي للأهداف المعلنة.
ووفقاً لما ذكره الكاتب، فإن الحوثيين يفرضون على الشعب التبرع لصناديق مختلفة تحمل عناوين مثل "دعم المقاومة الفلسطينية"، "رفع معاناة الشعب الفلسطيني"، "دعم المهجرين من جنوب لبنان"، وغيرها من التبرعات التي، على الرغم من ظاهرها الإنساني، لا تُسهم في تخفيف معاناة اليمنيين أنفسهم.
ويتساءل الكاتب عن مصير هذه الأموال التي يتم جمعها، موضحاً أنها لا تذهب في أي اتجاه مفيد للمتضررين من الحرب، بل تُكدس في خزائن قادة الحوثيين الذين يعيشون في رفاهية بينما يعاني الشعب من الجوع والفقر.
إفقار الشعب: حرب الحوثي ضد الحياة
يتناول المقال التأثير المدمر للحوثيين على سبل العيش اليومية للمواطنين، حيث يفرضون ضرائب وجبايات لا حصر لها. بدءًا من الخُمس الذي يُفرض على المزارعين، وصولاً إلى مصادرة الأدوات الأساسية مثل المواشي ووسائل النقل الخاصة بالعائلات الفقيرة. يوضح الكاتب أن هذه السياسات هي بمثابة حرب إفقار منهجية، تهدف إلى تدمير أسس الحياة البسيطة للمواطنين، ودفعهم نحو القبول بحالة من الفقر المدقع.
ثقافة الجوع: المواطن بين الإرهاب والإفقار
يتابع الكاتب تسليط الضوء على حالة الفزع التي يعيشها المواطن اليمني في ظل هذه السياسات، حيث يصف كل تظاهرة أو مسيرة حوثية بأنها لحظة رعب على قلب المواطن الذي يخشى أن يكون محطماً بسبب التبرعات القسرية.
كما يوضح الكاتب أن الحوثيين يعتمدون على ثقافة الجوع كوسيلة للضغط على المواطنين، ما يخلق حالة من الانفجار المحتمل في أي لحظة نتيجة لهذه السياسات التي لم تعد تحتمل.
الموت البطيء
وفي ختام مقاله، يختتم الكاتب بالتأكيد على أن الحوثيين قد تجاوزوا كل الحدود في استغلالهم للمواطنين. يرى أن ما يحدث في اليمن اليوم هو ليس مجرد سرقة للأموال، بل هو سرقة لأبسط حقوق الإنسان، وتدمير لحياة المواطنين بشكل يومي. ويختتم قائلاً: "نحن أمام حالة لصوصية تسرق الدم والرغيف، وتستعجل المضي صوب حتفها".
التقرير يوضح بجلاء كيف أن الشعب اليمني أصبح ضحية لحروب الحوثيين العبثية التي لا تقتصر على الجبهات العسكرية، بل تمتد لتدمير كل مقومات الحياة البسيطة للناس.