آخر تحديث :الأحد - 20 أكتوبر 2024 - 12:50 ص

قضايا


حميد الأحمر.. من شيخ نافذ إلى متهم بالعزلة والإرهاب!

السبت - 19 أكتوبر 2024 - 09:00 م بتوقيت عدن

حميد الأحمر.. من شيخ نافذ إلى متهم بالعزلة والإرهاب!

العين الثالثة/ متابعة خاصة


في السابع من أكتوبر 2024، أصدرت وزارة الخزانة الأمريكية قرارًا بفرض عقوبات على الشيخ حميد الأحمر، وهو قرار وصفه الكثيرون بأنه بداية النهاية لمسيرة سياسي ورجل أعمال نافذ لطالما لعب الأحمر دورًا بارزًا كعضو قيادي في حزب الإصلاح – الفرع اليمني لتنظيم الإخوان المسلمين، التنظيم الذي ارتبط بدعم التطرف والإرهاب في اليمن وخارجها، ونشر الفوضى التي مزقت البلاد.

ورغم العلاقة الوثيقة التي جمعته بالسفير الأمريكي السابق في صنعاء، والتنسيق المشترك بينهما لتحقيق طموحاته الشخصية، فشل الأحمر في تحقيق حلمه برئاسة اليمن عبر الانقلاب، ليصدم أخيرًا بالعقوبات الأمريكية. لقد أوضحت واشنطن، من خلال هذه العقوبات، أن دوره قد انتهى وأنه أصبح مجرد ورقة محروقة سياسيًا وقبليًا.

التبعية للغرب .. درس لم يستوعبه الأحمر
كان الأحمر يعوّل على دعمه للسفارة الأمريكية ومخططاته معها، غير أنه غفل عن حقيقة أن الولاء المطلق لأمريكا لم ينقذ شاه إيران من السقوط، كما لم ينقذ العديد من القادة العرب والإسلاميين الذين تخلت عنهم القوى الغربية بمجرد انتهاء صلاحيتهم، ولعب الأحمر دور الأداة في تنفيذ أجندات غربية مدمرة لليمن والمنطقة، لكنه تجاهل دروس التاريخ التي أكدت أن الولاء للغرب لا يضمن البقاء.

بين الفوضى والثروة المشبوهة
على مدى سنوات، كان الأحمر رمزًا للنفوذ والثراء الفاحش الذي جمعه بطرق غير شرعية، متسترًا وراء غطاء الدعم للمجاهدين في أفغانستان وحماس، بينما كانت شركاته ومؤسساته تمول الإرهاب والفوضى، ورغم محاولاته لتبرير ثروته عبر الادعاء بأنها نتيجة "عمله الشاق" منذ الصغر، إلا أن ارتباطه بدوائر مشبوهة وأمراء الخليج الذين دعموا أجنداته، فضحه أمام العالم وأمام الشعب اليمني.

ورغم تظاهره بالاستقلالية، إلا أن الأحمر كان مجرد "عرائس مسرح" في مسرحية الربيع العربي، الذي قاد إلى الفوضى والخراب، في اليمن، كان له دور مباشر في تأجيج النزاعات وتدمير مؤسسات الدولة من خلال دعمه للتفجيرات والاغتيالات، كان أبرزها تفجير مسجد الرئاسة عام 2011، الذي أظهر بوضوح مدى خطورته السياسية والأيديولوجية.

العقوبات: النهاية الحتمية
قرار الخزانة الأمريكية الذي استهدف شركات الأحمر وأمواله، لم يكن مفاجئًا بالنظر إلى تاريخه الحافل بالفساد والدور الذي لعبه في دعم الإرهاب، ومن خلال هذا القرار، أرسلت واشنطن رسالة واضحة: أن كل من يستغل نفوذه وثروته لخدمة أجندات خارجية سيدفع الثمن في نهاية المطاف. حميد الأحمر الذي كان يعتبر أحد أعمدة قبيلة حاشد وقيادتها السياسية، تحول الآن إلى مجرد "نمر من ورق".

ردود الفعل.. تضامن أم نفاق سياسي؟
المفارقة الكبرى تمثلت في ردود فعل قادة الدولة اليمنية تجاه هذه العقوبات، فقد سارع رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، ورئيس الحكومة أحمد عوض بن مبارك، ورئيسي مجلسي النواب والشورى سلطان البركاني وأحمد بن دغر، إلى إصدار بيانات تضامن مع الأحمر، متجاهلين تاريخه في نهب ثروات البلد وإضعاف مؤسساتها.

الغريب في هذه البيانات أنها صدرت بسرعة فائقة، بينما تغيب تلك الأصوات عن مناقشة الفساد المستشري في الحكومة، وارتفاع الأسعار، وانقطاع الكهرباء، وتدهور الخدمات، وكأن تضامنهم مع الأحمر يعكس حالة من النفاق السياسي، أو ربما "التشفي" في رجل خان الثقة التي وضعت فيه خلال عهد الرئيس الراحل علي عبدالله صالح.

النهاية الحتمية.. درس لكل من يتبع الغرب
يبدو أن العقوبات الأمريكية على حميد الأحمر ليست سوى بداية النهاية لرجل فقد ثقلَه السياسي والنفوذ القبلي، بعد أن انتهى دوره. إنها رسالة لكل من يتبع القوى الخارجية لتحقيق مصالحه الشخصية.


شاهد أيضًا

"فساد الساسة أم خيانة الشعب؟ من المسؤول عن الانهيار؟ ...

السبت/19/أكتوبر/2024 - 11:20 م

في مقال خالد سلمان بعنوان "نحن خونة تجاه التنازل عن كرامتنا وحقنا بجباه عالية وعيش كريم"، طرح الكاتب مسألة الخيانة التي يمارسها اليمنيون على


من تحرير العقول إلى استعادة الجذور: مواجهة اليمننة وحماية ال ...

السبت/19/أكتوبر/2024 - 10:38 م

اليمننة أصبحت تهديدًا وجوديًا للجنوب العربي، وهي تحاول بوسائل شتى طمس الهوية الثقافية والتاريخية للشعب الجنوبي، مما يعيد فتح جروح الماضي ويعمق الصراع


حميد الأحمر.. من شيخ نافذ إلى متهم بالعزلة والإرهاب! ...

السبت/19/أكتوبر/2024 - 09:00 م

في السابع من أكتوبر 2024، أصدرت وزارة الخزانة الأمريكية قرارًا بفرض عقوبات على الشيخ حميد الأحمر، وهو قرار وصفه الكثيرون بأنه بداية النهاية لمسيرة سيا


القوات الجنوبية تتصدى لتوغل الحوثيين شمال المسيمير! ...

السبت/19/أكتوبر/2024 - 07:20 م

تواصل القوات الجنوبية المشتركة تصديها للعدوان المليشاوي الحوثي على مناطق المسيمير بمحافظة لحج، وتكبد العدو خسائر فادحة في عدّته وعديده، على امتداد محا