في خطاب وطني بارز بمناسبة الذكرى الـ61 لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة، وجه اللواء عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، كلمة إلى شعب الجنوب في الداخل والخارج، محذراً من محاولات فرض "سياسة التركيع والإذلال" على الجنوب، مؤكداً أن شعب الجنوب لن يقبل بخيارات منقوصة ولن يتنازل عن حقه في الحرية والاستقلال.
تاريخ الثورة الجنوبية: جذور الرفض للتحكم والاستبداد
بدأ الزُبيدي خطابه بالتذكير بالتاريخ العظيم لثورة الرابع عشر من أكتوبر التي انطلقت من جبال ردفان في العام 1963، تلك الثورة التي حملت طموحات الجنوبيين في التحرر من الاحتلال البريطاني.
وأكد الزُبيدي أن الشعب الجنوبي سيظل يحتفل بإنجازات هذه الثورة، التي تمكنت بفضل عزيمة شعب الجنوب من تحقيق الاستقلال في 30 نوفمبر 1967 بعد أربع سنوات من النضال المستمر. وقال: "احتفالنا بهذه الذكرى ليس مجرد احتفاء بالتاريخ، بل هو تأكيد على استمرارية النضال حتى تحقيق أهداف الحرية والاستقلال الكامل".
استمرارية النضال ضد أشكال جديدة من الاحتلال
وأشار الزُبيدي إلى الانتكاسة التي واجهت الجنوب في العام 1994، حيث تعرض لاستعمار آخر في شكل استيلاء على حقوقه وثرواته.
وأضاف: "نضالنا اليوم لا يختلف كثيراً عن نضال الأجداد في الثورة الأولى، نحن نواجه مشاريع متعددة تهدف إلى إعادة إخضاع الجنوب بطرق أخرى، لكننا نقف بحزم في وجه هذه المحاولات".
وأكد أن الجنوب اليوم أقوى وأكثر وعياً بمصيره، مشيراً إلى أن شعب الجنوب شب عن الطوق وأصبح قادراً على اتخاذ قراراته بنفسه، ولن يرضى بأي تسويات لا تتماشى مع طموحاته في الاستقلال.
الجنوب.. إرادة قوية لن تُكسر
أكد الزُبيدي أن الجنوب لا يمكن أن يُجبر على قبول خيارات تمس كرامته واستقلاله، وقال: "شعبنا الذي ثار على الظلم لن يقبل سياسة التركيع والإذلال مهما كانت التحديات،مضيفًا سنواصل النضال حتى تحقيق الاستقلال الناجز، والجنوب لن يقبل بخيارات منقوصة".
رسالة إلى المجتمعين الإقليمي والدولي: الحل الشامل هو المفتاح للاستقرار
وجه الزُبيدي أيضاً رسالة إلى المجتمعين الإقليمي والدولي، مشدداً على ضرورة التعامل بجدية مع أسباب الصراع في المنطقة، وفي مقدمتها التدخلات الإيرانية ودعمها للإرهاب الحوثي والجماعات المتحالفة معه.
وأكد أن الجنوب مع السلام، لكنه السلام الذي يعالج جذور الأزمات، وقال: "لا يمكن أن يكون هناك استقرار في منطقتنا طالما استمرت هذه المليشيات الإرهابية في تهديد مصالح شعبنا ومصالح المجتمع الدولي".
تحية للأبطال والشهداء
في ختام خطابه، وجّه الزُبيدي تحية إجلال وتقدير لثوار أكتوبر ولأبطال القوات المسلحة الجنوبية المرابطين في ميادين الشرف، كما خص بالتحية حرائر الجنوب وأمهات الشهداء، مؤكداً أن تضحياتهم هي التي ستحقق الانتصار النهائي.
الوضع الحالي: مرحلة حساسة تتطلب وحدة الصف
واختتم الزُبيدي خطابه بدعوة كافة مكونات المجتمع الجنوبي للتكاتف ونبذ الخلافات في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها المنطقة، وقال إن التحديات كبيرة، لكن بوحدة الصف وتماسك الجبهة الداخلية، سيتمكن الجنوب من التغلب على كل الصعوبات والمضي قدماً نحو تحقيق أهدافه الوطنية.
نحو دولة جنوبية حرة ومستقلة
أكد الزُبيدي أن الجنوب يسير بخطى ثابتة نحو استعادة دولته الحرة المستقلة، مشدداً على أن الجنوب سيظل وفياً لدماء الشهداء التي سالت من أجل هذه القضية، ولن يقبل بغير الاستقلال الكامل.
"هذه الثورة لن تتوقف حتى تحقيق الاستقلال التام من المهرة إلى باب المندب"، كانت هذه الجملة التي اختتم بها خطابه، لتظل شاهداً على إصرار القيادة والشعب الجنوبي في المضي قدماً نحو مستقبل حر ومستقل.
