آخر تحديث :الإثنين - 31 مارس 2025 - 04:00 ص

بمفردي واجهت أيامي الصعبة.. فمن أنت لتخبرني أنك معي؟

الجمعة - 20 ديسمبر 2024 - الساعة 05:55 م

حسين القملي
الكاتب: حسين القملي - ارشيف الكاتب



كم مرة شعرنا بالخذلان من كلمات لا تُسمن ولا تغني من جوع، كلمات تُلقى بلا وزن ولا عمق، تُقال حين يتأخر الوقت كثيرًا، وحين تكون الجروح قد تعمقت، والدموع قد جفت، والنفس قد اعتادت المضي وحيدةً رغم العواصف.

حين كنت في أصعب أوقاتي، وحين كانت الحياة تثقلني بتحدياتها، واجهتها وحدي.. لا يد تُمد، ولا صوت يُطمئن، ولا أحد كان يرى تلك العتمة التي أقاتل فيها لأبقى واقفًا، لقد تعلمت أن أكون لنفسي سندًا، وأن ألملم شتات روحي حين تتكسر، لأنني أدركت أن انتظار الدعم من الآخرين كمن يطارد سرابًا في صحراء قاحلة.

عندما كنتُ أواجه تلك الليالي الطويلة، حيث الوحدة تُصارعني والأفكار تُثقلني، لم أجد إلا نفسي، لا أحد كان هناك ليقول "أنا معك".. فكيف تأتي اليوم لتقولها بعدما عرفت أنني نجوت بمفردي؟، كيف تجرؤ على ادعاء وجودك في وقتٍ كنت فيه ظلًا غائبًا؟

لا أنكر أن الألم كان معلمي، وأن العزلة جعلتني أقوى، فقد صنعت مني الأيام الصعبة إنسانًا مختلفًا، يعرف قيمة نفسه، ويؤمن أن الاعتماد على الآخرين ما هو إلا وهم قد يهدم أكثر مما يبني، لقد أصبحت أكثر وعيًا بأن النور الذي انتظرته كان داخلي، وأن الأمل الذي بحثت عنه كان في إصراري على النهوض رغم السقوط المتكرر.

إن من يقول اليوم "أنا معك" عليه أن يسأل نفسه: أين كنتَ حين كنتُ أسير وحدي في تلك الطرقات الموحشة؟، أين كانت كلماتك حين كنت أحتاج لأبسط دعمٍ أو دفء؟

ربما لا ألوم أحدًا، فأحيانًا غيابهم كان الدرس الذي جعلني أقف وحدي، فالإنسان الحقيقي يُصقل في أشد لحظاته وحدة، وحين تُقفل الأبواب في وجهه، يعرف أن الطريق الذي يسلكه وحده هو الطريق الذي سيقوده إلى ذاته.

لذا لا أريد كلمات تُقال من باب المواساة المتأخرة، فأنا لم أعد أحتاجها، أنا اليوم أعي جيدًا أنني لا أحتاج سوى نفسي وإيماني بقدرتي على تجاوز كل شيء.

فإن كنتَ معي اليوم، فلا بأس.. لكن لا تخبرني أنك كنتَ معي وقت الشدة لأنني كنت وحدي، وبمفردي واجهت كل شيء.. وهذا يكفي، الوحدة التي كانت ضعفًا يومًا ما، أصبحت قوتي التي لا تُقهر.

وفي النهاية، تعلمت أنني وحدي كنت كافيًا، لقد واجهت ضعفي، وسرت في الظلام حتى أصبحت أنا النور، فلا حاجة لي بوعود زائفة أو كلمات تُقال بعد فوات الأوان، من يريد أن يكون معي، عليه أن يعرف أنني اليوم أقف بثبات، لا أحتاج سوى نفسي وإيماني بقوتي، فإن كنت ستبقى، فابقَ بصمتٍ صادق، وإن كنت سترحل، فارحل بلا عتاب، أما أنا.. فسأكمل طريقي كما كنت دائمًا، ثابتًا، شامخًا، وواثقًا بأنني قادر على مواجهة الحياة، بمفردي.




شاهد أيضًا

السعودية تضع شروطًا لاحتواء التصعيد في حضرموت.. وهذه أبرز ال ...

الإثنين/31/مارس/2025 - 03:40 ص

كشفت صحيفة "الأمناء" عن أبرز النقاط التي طرحها الجانب السعودي على عمرو بن حبريش، رئيس حلف حضرموت، في إطار جهود احتواء التصعيد بالمحافظة. ووفقًا لمصادر


من الدنبوع إلى الجني.. السقلدي يسخر من تبديلات السياسة! ...

الإثنين/31/مارس/2025 - 03:30 ص

في تعليق ساخر يلخص المشهد السياسي المتقلب، كتب الصحفي الجنوبي صلاح السقلدي على صفحته في فيسبوك: "محد يبدل بدنبوعه جني إلا الجنوبيين"، في إشارة إلى است


بين الخشوع والخداع.. من يعبث بأمن عدن؟ ...

الإثنين/31/مارس/2025 - 03:18 ص

في منشور ناري يحمل طابع السخرية الممزوجة بالقلق، أطلق الأكاديمي الجنوبي د. حسين العاقل اتهامات مباشرة لما وصفها بـ"الوجوه المنتحلة زورا ملامح الخشوع"،


عمال النظافة في عدن.. وجه العيد الحقيقي ...

الأحد/30/مارس/2025 - 01:00 م

يواصل عمال النظافة في العاصمة المؤقتة عدن جهودهم الميدانية حتى اللحظات الأخيرة قبل عيد الفطر، لتنظيف الشوارع والأحياء والأسواق، رغم قلة الإمكانيات وغي