تعتبر القيادات الوطنية ركيزة أساسية في بناء الدولة وتمكين الشعوب من التحرر والاستقلال، فالقيادة ليست فقط دورًا إداريًا أو سياسيًا، بل تتجلى في تمثيل الشعوب وصياغة طموحاتهم.
في هذا السياق، يمكن اعتبار تجربة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، نموذجًا للقيادة الثورية التي وُلدت من رحم الأحداث الملتهبة على أرض الجنوب.
القيادة والثورة:
أشار الكاتب د. يحيى شائف ناشر الجوبعي في مقاله إلى أن الرئيس الزبيدي اكتسب تجربته القيادية من معايشته للأحداث منذ انهيار الدولة الجنوبية في أوائل التسعينيات. هذا الانهيار شكل صدمة للعقل الجنوبي، وأدى إلى تحول جذري في الرؤية تجاه الواقع. لكن الهزيمة في حرب 1994 كانت نقطة فاصلة في بناء شخصية الزبيدي كمقاوم، حيث قاد الشعب الجنوبي نحو الثورة المسلحة.
التحديات والإنجازات:
أبرز المقال التحديات التي واجهها الزبيدي، بدءًا من قيادته لحركة "حتم" في عام 1996 لتحرير الجنوب، مرورًا بمشروع التصالح والتسامح الجنوبي الذي نجح في جمع كل أطياف الجنوب على هدف واحد. ومن ثم قيادته للثورة السلمية التي مثلت نموذجًا متميزًا على المستوى الإقليمي والدولي.
كما لم يغب عن الكاتب دور الزبيدي في الشراكة مع التحالف العربي لطرد الحوثيين، حيث لعب دورًا حاسمًا في تحرير الضالع وعدن من سيطرة الحوثيين والقوى الإرهابية. هذه الإنجازات عززت من مكانته كقائد عسكري وسياسي بارز على مستوى اليمن والمنطقة.
من النضال إلى المحافل الدولية:
يتناول المقال بشكل خاص انتقال الزبيدي من قيادة الفعل الثوري على الأرض إلى تمثيل الجنوب في المحافل الدولية. وكانت مشاركته في جلسة الأمم المتحدة الـ79 دلالة واضحة على الاعتراف الدولي بالقضية الجنوبية، هذا التمثيل يعد خطوة نوعية في مسار الثورة الجنوبية، حيث استطاع الزبيدي مخاطبة العالم بشأن حقوق الجنوب واستقلاله.
الشراكة مع التحالف:
تطرق المقال أيضًا إلى أهمية شراكة الرئيس الزبيدي مع التحالف العربي، لا سيما في تحرير الجنوب من سيطرة الحوثيين والإرهابيين. تحركاته السياسية والعسكرية أكسبته احترامًا كبيرًا على الساحة الإقليمية، وهو ما تجلى في دعوته إلى الحوار الجنوبي-الجنوبي الشامل.
درس في القيادة:
إن تجربة الرئيس عيدروس الزبيدي تقدم درسًا في القيادة الثورية التي تتجاوز الحواجز وتواجه التحديات بشجاعة. بدءًا من ساحات النضال الملتهبة إلى منابر الأمم المتحدة، استطاع الزبيدي أن يرسخ مكانته كقائد يمثل طموحات الشعب الجنوبي، معززًا مكانة القضية الجنوبية على المستويين الإقليمي والدولي.
الختام:
من خلال مقاله، يبرز د. يحيى شائف ناشر الجوبعي تجربة عيدروس الزبيدي كنموذج يُحتذى به للقيادة التي تجمع بين الفعل الثوري والتمثيل الدولي، مؤكدًا أن الأحداث الجسام هي التي تصنع القادة وتكسبهم مكانة في قلوب شعوبهم وعلى الساحة الدولية.