آخر تحديث :الجمعة - 17 يناير 2025 - 09:10 ص

اخبار العالم


وسط آلام حرب غزة.. قصة نجاح تبعث الأمل بطلها مهندس زراعي (حوار)

الخميس - 18 أبريل 2024 - 04:50 م بتوقيت عدن

وسط آلام حرب غزة.. قصة نجاح تبعث الأمل بطلها مهندس زراعي (حوار)

العين الثالثة/متابعات

ما يحدث لأهالي قطاع غزة من مجاعة وندرة الحاصلات الزراعية نتيجة للعدوان علي القطاع، دفع مهندسا شابا للبحث عن وسائل لحل أزمة الزراعة وتوفير الغذاء.. كيف نجح؟

داخل منزله المدمر في قرية بيت لاهيا في شمال غزة، تقدم الشاب الفلسطيني المهندس الزراعي يوسف صقر أبو ربيع، بمبادرة جديدة لحل أزمة ندرة المحاصيل الزراعية، من خلال الزراعة داخل الصوبات الزجاجية داخل المنازل، وبمواد عضوية صديقة للبيئة.


وأوضح المهندس الزراعي يوسف صقر أبو ربيع، في حواره مع "العين الإخبارية"، أن الحرب علي قطاع غزة ساهمت بشكل كبير في انقراض الكثير من المحاصيل الزراعية، والأسلحة الكيماوية والمحرمة دوليا أثرت علي تربة الأراضي الصالحة للزراعة، وهو ما أدى إلى فقد أكثر من 80% من الأراضي الزراعية صلاحيتها.

وأضاف، أنه كمهندس زراعي تخصص في الإنتاج الزراعي ووقاية النباتات، قام بإجراء العديد من الدورات التدريبية للمزارعين والمهندسين الزراعيين حول التقنيات الحديثة والزراعة العضوية، ويقدم مبادرة قد تساهم في حل جميع مشاكل القطاع الغذائية.
وإلي نص الحوار
** كيف غيرت الحرب وهجمات الاحتلال من طبيعة الأرض الزراعية في فلسطين؟
- الحرب واستمرارها طيلة أكثر من سبعة أشهر، ودخول الاحتلال والقوات البرية داخل القطاع دمر ما لا يقل عن 80% من الأراضي الزراعية بشكل كامل، وحتى النسبة الباقية من الأراضي الزراعية تعاني هي الأخرى من سوء الخدمة والعناية والاهتمام بالمحاصيل، وهنا أتحدث عن شمال القطاع تحديدًا، والذي تأثر بشكل كبير.
هل تعتقد أن هناك تأثيرات سلبية خاصة نتيجة للأسلحة في طبيعة الأرض الزراعية؟
ليست في الحرب الأخيرة فقط، ولكن في كل الحروب السابقة أيضًا، فالثابت والشاهد العلمي أن كل الأراضي الزراعية التي تم استهدافها بكافة الأسلحة، لم تعد تنبت أي نباتات زراعية، وهو ما يعني أن الحرب أثرت طبيعيًا ومناخيا علي الأراضي الزراعية، وفي الحرب الأخيرة هناك استهداف واضح ومتعمد للأراضي الزراعية، والهدف بالطبع تجويع الشعب الفلسطيني وحصاره عبر منع الغذاء والزراعة.

* وكيف أثر ذلك على الأمن الغذائي الفلسطينيين؟
- تأثر الفلسطينيون بشكل كبير، حتي وصلنا إلي حد المجاعة، وهناك بالفعل أطفال ماتت بفعل المجاعة وانعدام الأمن الغذائي، فمع اشتعال الحرب علي غزة، وهناك تأثيرات سلبية علي الأراضي الزراعية، حتي أصبح لا يوجد أي إنتاج زراعي بعد أن تأذت المحاصيل الزراعية بشكل كبير، وذلك بالطبع لتأثر التربة بالقصف المتواصل بكافة الأسلحة، وأيضًا لعدم وجود أي اعتناء بالأراضي التي منعونا من دخولها حتي صارت حالتها من سيء لأسوأ، وهو ما أدى إلي حدوث انقراض كبير للكثير من الحاصلات الزراعية، وفي النهاية تعرض الشعب الفلسطيني داخل قطاع غزة لمجاعة شديدة، خاصة في شمال القطاع.

"هنزرعها بعون الله"
** كيف يمكن حل أزمة الزراعة في قطاع غزة واستعادة الإنتاج الزراعي بالقطاع؟
- الفكرة بمنتهي البساطة تعتمد علي ما تعلمته خلال دراستي الجامعية، وهو كيفية زراعة النباتات والمحاصيل باستخدام طرق مختلفة بما في ذلك التكنولوجيا المائية في الدفيئات الزراعية المائية، والتي أثبتت أنها تقنية رائعة وحديثة لزراعة، وإنتاج أغذية صحية بأسعار معقولة في وقت أقل، وبعوائد أكبر بكثير، وهو ما شجعني على اعتماد طريقة مختلفة لزراعة الفراولة بطريقة تقلل من استخدام الأسمدة والمبيدات الحشرية، وتعتمد على موارد صديقة للبيئة مثل ضوء الشمس واتجاه الرياح.

واليوم أصبح لدي حلم كبير في التحول إلى زراعة النباتات في بيوت زجاجية، وذلك لتوفير الغذاء لأهل غزة، وللأسف الشديد حاليا لا توجد مزورعات أو أعشاب يمكن أن يتغذى عليها أهالي غزة، حتي أن الجميع يعلم جيدًا أن أهالي شمال القطاع كانوا يعيشون منذ بدء الحرب علي نبات "الخبيزة"، وهي نبتة برية في فلسطين، والحقيقة الفكرة التي تقدمت بها فكرة بسيطة، ولكنها تحمل رسالة للعالم كله أننا شعب يرغب في الحياة، لذلك أطلقت علي المبادرة شعار "هنزرعها بعون الله".

هل قمت بتجربتها ومدى صلاحيتها للأجواء الحالية في ظل الحرب؟
- بمجرد أن اقترحت مبادرتي علي بعض الناس في شمال القطاع، أثنوا عليها وطالبوا بتطبيقها فورًا كمزارعين يرغبون في إنتاج قوت يومهم، رغم أن الفكرة تحمل مخاطرة كبيرة، ولكني تمكنت من تجربة الفكرة في زراعة الفراولة، بل وقمت أيضا بالعديد من الدورات التدريبية للمزارعين والمهندسين الزراعيين حول التقنيات الحديثة والزراعة العضوية.
** وهل تعتقد أنها ستساهم في حل الأزمة الغذائية للشعب الفلسطيني؟
- بالطبع ستساهم إلي حد كبير في حل الأزمة الغذائية، سواء كانت الحرب مستمرة أو بعد انتهاء الحرب، خاصة وأنها ستعوض كثيرا من المساحات الزراعية التي فقدها قطاع غزة، وندرة المحاصيل الزراعية، لأن الشعب لن يعتمد اعتمادًا كليا علي المساعدات الغذائية التي تأتي من خارج قطاع غزة، وفي رأيي أن نجاح حتي 50% من المبادرة الزراعية سيمكن له أن يوفر كامل الاحتياجات الغذائية لأهالي القطاع وعلي الأخص الجزء الشمالي منه.
** ما الذي ينقصك وتحتاج له نجاح الفكرة أو المبادرة؟
ينقصنا الكثير من الاحتياجات والمواد الأساسية بالطبع، ففي ظل هذه الحرب، وفي ظل انعدام المواد الأساسية، لذا احتاج لدعم هذه الفكرة من المؤسسات الدولية، لتوفير كل سبل النجاح لها وإدخال المواد الأساسية لبناء البيوت المحمية والدفيئة والأغطية المطلوبة والبذور وكذلك الأدوات اللازمة، خاصة وأن الموقع الذي قمت فيه بتنفيذ مبادرتي تم استهدافه بشكل مباشر، ورغم ذلك لدينا هدف بتوفير الأمن الغذائي للشعب الفلسطيني في غزة، نحن نحرص على توفير أكبر قدر ممكن يساهم في استعادة العافية لأهالي القطاع وتوفير قوت يومهم خاصة في المناطق التي لا تصلها المساعدات والتي يموت أطفالها من الجوع، فالحل في زراعة محاصيل سريعة وهذا يتوافر في البيوت الزراعية المحمية أو الصوبات الزراعية والزراعة المائية.





شاهد أيضًا

رمي القمامة من السيارات.. مشهد متكرر يسيء لوجه عدن الحضاري ...

الخميس/16/يناير/2025 - 06:45 م

أثار مشهد لرجل يقوم بعشوائية بوضع القمامة من فوق سيارته أثناء عبوره الشارع الرئيسي في مديرية المعلا وصولاً إلى طريق الجسر، استياءً واسعًا بين سكان الم


السفير خالد بحاح يلتقي إعلاميي الجالية اليمنية في القاهرة وي ...

الأربعاء/15/يناير/2025 - 04:37 م

التقى السفير خالد بحاح بعدد من إعلاميي الجالية اليمنية في القاهرة، حيث تناول الاجتماع جملة من القضايا التي تواجه الجالية، مع التأكيد على دور السفارة ف


بين الأرقام الصادمة والواقع المأزوم: هل يستطيع مجلس القيادة ...

الثلاثاء/14/يناير/2025 - 05:00 م

يشهد اليمن منذ سنوات تصاعدًا في حجم الفساد داخل مؤسسات الدولة، حيث بات هذا الملف تحديًا رئيسيًا أمام أي جهود لإعادة بناء الدولة ومؤسساتها، في هذا السي


فساد السلك الدبلوماسي: كيف تحولت السفارات اليمنية إلى مراكز ...

الثلاثاء/14/يناير/2025 - 04:00 م

في الوقت الذي يتطلب فيه الوضع اليمني تحركًا دبلوماسيًا فعالًا للدفاع عن القضايا الوطنية في الساحات الدولية، تواجه وزارة الخارجية اليمنية اتهامات بتكري