آخر تحديث :الثلاثاء - 22 أبريل 2025 - 02:00 ص

اخبار العالم


القائد الجزائري الذي ابتسم ساخرا من جلاديه قبل الموت

الإثنين - 04 مارس 2024 - 01:47 م بتوقيت عدن

القائد الجزائري الذي ابتسم ساخرا من جلاديه قبل الموت

العين الثالثة | متابعات

رد على جلاديه الذين تفننوا في تعذيبه كي ينتزعوا منه الأسرار بصمت مطبق وابتسامة ساخرة، فشنقوه ثم أعلنوا أنه انتحر، فظل شبحه يلاحقهم إلى أن أجبرهم على الاعتراف.

اسمه العربي بن مهيدي، أحد قادة جبهة التحرير الوطني الجزائرية المؤسسين الكبار، وُلد في عام 1923، وقتل شنقا في 4 مارس عام 1957، وهو لم يتجاوز من العمر الرابعة والثلاثين عاما.

قُدرة الإنسان على التحمل محدودة ولكنها نسبية، وأحيانا تصبح مذهلة وأسطورية، وهذا ما حدث مع العربي بن مهيدي الذي بلغ به إيمانه بقضية بلاده العادلة أن يبتسم فيما كان الجلادون ينتزعون أظافره وأسنانه بل ويسلخون جلده.

لم يفرط بن مهيدي في حياته ولم يتخل عنها بلا سبب. كان موته تضحية كبرى من أجل مثل عليا آمن بها. اختار الموت من أجل الآخرين، من أجل من قادهم إلى المعارك مع المحتلين الفرنسيين كي يعيش أهلهم وأحفادهم فيما بعد أحرارا في بلادهم المستقلة. قاتل واستشهد كي تعيش الجزائر ويسقط وهم الجلادين القساة في أنها فرنسية.

هذا الرجل الكبير كان يحب الحياة, كان شغوفا بكرة القدم ويهوي المسرح والتمثيل، وكان عطوفا وحنونا ورقيقا مثل الموشحات الأندلسية التي كان يعشقها.

كان أيضا في نفس الوقت متدينا لا يتأخر عن أداء الفروض الدينية، ولا هم له إلا التفكير في مصير بلاده. لم تكن للعربي بن مهيدي قضية شخصية مع المستعمرين الفرنسيين، كان يحمل قضية شعب بأكمله، وكانت روحه دائما على كفيه وهو يتقدم الصفوف ويبدع في التنظيم وينفخ في نار الثورة، يرهق المستعمرين في نهارهم ويؤرقهم في ليلهم

كان العربي بن مهيدي يمشي على قدميه، وتمتد جذوره في أعماق التاريخ. كان يعرف جيدا أن الاستعمار الفرنسي إلى زوال مهما طال الزمن، وأن 132 عاما من الهيمنة الاستيطانية الفرنسية لن تغير هوية الجزائر ولن تنتزعها من منابتها.

بن مهيدي كان يعرف جيدا الطريق إلى الحرية، وقد صاغها في عبارة شهيرة تقول: "ادفعوا بالثورة إلى الشارع وسيحتضنها الشعب".

شهادة الجنرال الجلاد:

ظل شبح العربي بن مهيدي يطارد طويلا الجنرال الفرنسي بول أوساريسيس، وقد روى في كتاب صدر عام 2001 ما حدث، وكشف تفاصيل اللحظات الأخيرة قبل استشهاد بن مهيدي، ثم ردد ذلك في مقابلة مع صحيفة لوموند في 6 مارس عام 2007.

بدأت جريمة الاغتيال باعتقال قوة من المظليين الفرنسيين للعربي بن مهيدي في منتصف فبراير عام 1957. ويبدو أن العقيد في ذلك الوقت مارسيل بيجيرد فضل في 3 مارس من نفس العام أن تبقى يداه نظيفتين فسلم الضحية إلى الجنرال بول أوساريسيس، المكلف بالمهمات القذرة.

بعد تعذيبه بوحشية، وضع العربي بن مهيدي معصوب العينين ليلة 3 – 4 مارس 1967 في سيارة جيب انطلقت بسرعة عالية إلى مزرعة مهجورة يملكها مستوطن فرنسي متطرف بالقرب من العاصمة الجزائر.

نفذ عملية الإعدام شنقا الجنرال وخمسة آخرين، وضع على الكرسي وتدلى مرتين. في المرة الأولى انقطع الحبل، كما لو أنه يغيظ جلاديه حتى وهو يلفظ أنفاسه. في المرة الثانية همد الجسد، وانتقلت الروح إلى بارئها.

بعد الانتهاء من العملية القذرة، أعاد الجلاد الفرنسي جسد الضحية إلى الزنزانة ورتب الأمر كي يبدو أن بن مهيدي شنق نفسه هناك.

ظريفة بن مهيدي شقيقة الشهيد العربي بن مهيدي كلنت أعلنت في مقابلة مع "فرانس 24" في 17 مارس عام 2021، أن الجنرال الفرنسي مارسيل بيجيرد الذي تولى عملية اعتقال بن مهيدي، قد اعترف لها بأن "فرنسا هي من قتل العربي بن مهيدي"، وأنه لم ينتحر كما زُعم في الرواية الرسمية.

شقيقة العربي بن مهيدي دعت في تلك المناسبة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الاعتراف باغتيال العربي بن مهيدي، مشددة في هذا السياق على أن اعتراف فرنسا بجرائمها الاستعمارية هو وحده الذي سيجعل من الممكن طي صفحة الحرب المؤلمة.

شقيقة الشهيد أكدت في نفس الوقت أنها ترفض الأسف الذي أعرب عنه الجنرال مارسيل بيجيرد، وأن الجنرال بول أوساريسيس الذي اعترف علنا بشنقه بن مهيدي لا يمكن مسامحته على ما فعل.

المصدر: RT

شاهد أيضًا

الريال في مهب الريح.. أسعار الصرف تشعل الأسواق في عدن! ...

الإثنين/21/أبريل/2025 - 08:15 م

سجّل الريال اليمني مساء الاثنين 21 أبريل 2025، تراجعًا جديدًا أمام العملات الأجنبية في عدن والمناطق المحررة، حيث بلغ سعر صرف الدولار 2469 ريالًا للشرا


الزُبيدي ينعي البابا فرنسيس: عاش من أجل الإنسانية ورحل مخلدً ...

الإثنين/21/أبريل/2025 - 05:25 م

عبّر عضو مجلس القيادة الرئاسي، اللواء عيدروس قاسم الزُبيدي، عن خالص تعازيه ومواساته لشعب الفاتيكان وكافة أتباع الكنيسة الكاثوليكية في العالم، بوفاة قد


الانتقالي على أبواب المعركة اليمنية الكبرى... شراكة مشروطة ب ...

الإثنين/21/أبريل/2025 - 04:00 م

بين احتمالات الحرب وتسويات السياسة، تقف القوات الجنوبية اليوم على أعتاب محطة فارقة في مسار الصراع اليمني، حيث لم تعد مجرّد رقم عسكري في المعادلة، بل ط


بين الإنكار والاعتراف.. من يُنقذ عدن من وباء الحُميات؟ ...

الإثنين/21/أبريل/2025 - 09:10 ص

عدن، المدينة المنهكة بالأزمات، لا تقتل الحُميات فقط، بل يقتل معها التضارب الرسمي والإنكار المؤسسي، ففي الوقت الذي يخرج فيه مدير مكتب الصحة لينفي وجود