آخر تحديث :الجمعة - 17 يناير 2025 - 01:00 ص

اخبار العالم


"تطهير عرقي" شمل 700 ألف شخص.. أزمة إنسانية "مهملة" تتصاعد في السودان

الأربعاء - 21 فبراير 2024 - 05:45 م بتوقيت عدن

"تطهير عرقي" شمل 700 ألف شخص.. أزمة إنسانية "مهملة" تتصاعد في السودان

العين الثالثة/متابعات

أُعرب الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين، جان إيغلاند، في حديثه إلى صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية: عن "خيبة أمله من التجاهل الدولي" لأزمة إنسانية كبرى في السودان، وذلك وسط انشغال العالم بالحرب في قطاع غزة وأوكرانيا.

وأوضح إيغلاند أن الحرب التي تشهدها السودان منذ منتصف أبريل من العام المنصرم، نجم عنها "عمليات تطهير عرقية كبرى في منطقة دارفور، حيث أجبر أكثر من 700 ألف شخص على مغادرة مدنهم وقراهم".

وبحسب إيغلاند، فإن الأزمة الحالية هي "أسوأ بكثير" من الأزمة التي شهدتها نفس المنطقة قبل 20 عاما، واستحوذت وقتها على اهتمام دولي كبير.


اتهمت منظمة قانونية محلية ترصد الانتهاكات ضد حقوق الإنسان، الجيش السوداني بقصف منطقة مدنية بولاية شمال كردفان من خلال استخدام البراميل المتفجرة.
واعتبر أن الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، تم "تجاهله" إلى حد كبير من قبل المجتمع الدولي، الذي ركز بدلاً من ذلك على الحروب في أوكرانيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وقطاع غزة.

وتابع: "هذا أمر محير للعقل، لمن يؤمنون بقيم الإنسانية والحضارة".

وقارن بين المبالغ المحدودة من الأموال التي تم جمعها خلال الأزمة الحالية، وبين الاستجابة الساحقة في عامي 2003 و2004 عندما اندلع العنف على نطاق واسع في دارفور آخر مرة.

ونبه إلى أنه في الأزمة السابقة، قام زعماء مثل الرئيس الأميركي، جورج دبليو بوش، ورئيس الوزراء البريطاني، توني بلير، بدفع تلك المنطقة المهمشة إلى قمة جدول الأعمال الدولي.

وقدر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، أنه تم جمع 3.5 في المائة فقط من مبلغ 2.7 مليار دولار المطلوب للتعامل مع أزمة السودان.

وعاد إيغلاند مؤخراً من زيارة مخيمات اللاجئين السودانيين في تشاد المجاورة، واصفا ما رآه بالقول: "من المؤلم أن نسمع عن أفظع الفظائع، ومعظمها تتعلق بالعنف الجنسي ضد المرأة.. وقتل الشباب بشكل جماعي".

ووصف ذلك بأنه "تطهير عرقي " تقوم به ميليشيات عربية مرتبطة بقوات الدعم السريع.


شدد تقرير لمجلة "فورين بوليسي" على أن العقوبات الأميركية على مسؤولي قوات الدعم السريع السودانية، والمتهمة بارتكاب جرائم حرب، لن تنجح ما لم تقنع حليفتها، الإمارات، بوقف دعمها للميليشيا، بقيادة محمد حمدان دقلو.
"مفارقة هائلة"
وأصبحت دارفور نقطة محورية دولية رئيسية بعد أن قتلت ميليشيات عربية كانت تعرف باسم الجنجويد، ما يقدر بنحو 200 ألف شخص هناك بين عامي 2003 و2005.

واتهم وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن في ديسمبر، قوات الدعم السريع، التي يقودها محمد حمدان دقلو، بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

وأضاف أن قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية، بقيادة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، "مذنبون بارتكاب جرائم حرب".

وقال بلينكن إنه "منذ اندلاع القتال في السودان في 15 أبريل، أطلقت القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع العنان لأعمال عنف مروعة وموت ودمار في جميع أنحاء السودان".

وأشار إلى أن المدنيين هم من تحملوا تداعيات "ذلك الصراع الذي لا داعي له، وتعرض المعتقلون للإساءة وقتل بعضهم في مواقع الاحتجاز التابعة للقوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع".

وتماثل شهادة إيغلاند شهادة وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث، الذي قال للصحيفة البريطانية مؤخرا إن "السودان ربما يكون أكبر بؤرة للمعاناة" في العالم بسبب ما أسماه "الحرب الخفية".

وأضاف أن المعارك أدت إلى جعل نحو 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف سكان السودان، في حاجة إلى المساعدات، فضلا عن نزوح نحو 7 ملايين، وفقا للتقديرات.

وقال غريفيث إنه تحدث إلى قادة قوات الدعم السريع والجيش، "لكن لم يكن هناك تقدم دبلوماسي ملموس".

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى مقتل ما لا يقل عن 13 ألف شخص، منذ اندلاع القتال، لكن العدد الحقيقي قد يكون أعلى من ذلك بكثير.

وقدّر تقرير مسرب للأمم المتحدة، أن عدد الوفيات في مدينة الجنينة بدارفور وحدها يتراوح بين 10 آلاف و15 ألف شخص.

وقال إيغلاند إنه لا يستطيع تأكيد المزاعم، التي نفتها دولة الإمارات، والتي تقول بأن تلك الدولة الخليجية تساعد في إعادة تسليح قوات حميدتي عبر تشاد.

وأوضح: "لا أستطيع التأكد من أن هذه الدولة أو تلك تدعم الأطراف بالسلاح.. ومع ذلك، فمن الواضح جدًا أن أولئك الذين يرتكبون الفظائع وأولئك الذين يشنون هذه الحرب العبثية لا يفتقرون إلى الموارد، وذلك على عكسنا نحن الذين نحاول إنقاذ الأرواح وحماية المدنيين.. إنها مفارقة هائلة في عصرنا".



اتهمت منظمة قانونية محلية ترصد الانتهاكات ضد حقوق الإنسان، الجيش السوداني، بقصف منطقة مدنية بولاية شمال كردفان من خلال استخدام البراميل المتفجرة.

وذكر موقع "سودان تربيون" أن منظمة "محامو الطورائ" نددت بـ"قصف الطيران الحربي التابع للجيش السوداني منطقة حمرة الشيخ بولاية شمال كردفان بالبراميل المتفجرة، للمرة العاشرة خلال 8 أشهر".

وأكد بيان صادر عن المنظمة الحقوقية، الإثنين، أن الهجوم أدى إلى سقوط ضحايا، واصفا إياه بأنه "عمل غير إنساني"، لعدم وجود أهداف عسكرية.


أعلن الجيش السوداني، الجمعة، إجراء تحقيقا بشأن مقطع فيديو لأشخاص يحملون "رأسين مقطوعين" لما وصفها بأنها عناصر لقوات الدعم السريع، مؤكدا أنه سيتم محاسبة المتورطين حال التأكد من أنهم تابعين لقوات الجيش.
وشدد البيان على أن المنطقة المستهدفة "خالية من أي نشاط أو مظاهر عسكرية"، وبالتالي فإن هذا الهجوم يشكل "جريمة حرب كاملة الأركان".

في المقابل، ذكرت مصادر محلية أن سلاح الجو السوداني "كان يلاحق بقصفه الجوي في المنطقة المستهدفة، تجمعا لقوات الدعم السريع، بقيادة علي رزق الله، المعروف باسم (السافنا)".

وفي يناير الماضي، قالت منظمة "محامو الطوارئ" في تقرير لها، إن جملة من الانتهاكات وقعت بمنطقة حمرة الشيخ غربي البلاد، نتيجة تعرضها لبراميل متفجرة، عبر غارات جوية نفذها طيران الجيش.


وأفاد تقرير محامو الطوارئ، الإثنين، أن "7 غارات جوية بالمنطقة ألقت 8 إلى 10 براميل في كل غارة، وقعت بالأحياء السكنية والأسواق والمراعي وموارد المياه، وأدت إلى مقتل وإصابة عدد من المدنيين".

وبحسب المنظمة، فقد أدت الغارات على منطقة حمرة الشيخ إلى "نزوح أعداد كبيرة من سكان المنطقة إلى القرى المجاورة، من بينها قرى سواني والفردة وأم سنط".

يشار إلى أنه سبق للقوات النظامية السورية، بحسب تقرير سابق لصحيفة "غارديان" البريطانية، أن استخدمت أسلوب البراميل المتفجرة.

والبراميل المتفجرة عباراة متفجرات خام معبأة في أسطوانة، تلقى من طائرات هليكوبتر أو قاصفات غير حديثة، لإحداث تأثير مدمر.

ولتلك البراميل قابلية تدمير عالية، كما أنها أرخص من حيث الكلفة بكثير من القنابل الموجهة أو الذكية أو حتى القنابل القديمة التي ترمى من الطائرات، لكنها أقل دقة بكثير، وتعتبر عشوائية إلى حد كبير.

ويعني استخدامها في مدينة ما، أن الذي يستخدمها يريد إحداث أكبر ضرر ممكن في المدينة، دون الالتفات إلى مكان سقوط البراميل الدقيق.

يذكر أنه لم يرد تعليق من الجيش السوداني، بقيادة عبد الفتاح البرهان، على اتهامات "محامو الطوارئ".

وفي وقت سابق من فبراير الجاري، اتهمت "هيئة نساء السودان"، الجيش بتكثيف الغارات الجوية على مدن أقاليم غربي السودان، والتجمعات السكنية في مدينتي نيالا والزرق، وقصفهما بالبراميل المتفجرة.

وردا على ذلك، نفى متحدث باسم الجيش السوداني الاتهامات، واصفا إياها بـ"التلفيقات والاتهامات الباطلة".

وفي سبتمبر الماضي، ذكر بيان أميركي، الأربعاء، أن البراميل المتفجرة استخدمت في الحرب الدائرة في السودان، بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وجاء في بيان حينها للمتحدث باسم الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، إن بلاده "تشعر بالقلق إزاء الزيادة الأخيرة في الهجمات الجوية والمدفعية العشوائية في السودان"، مؤكدا أنه تم قصف عدد من المناطق، بما في ذلك باستخدام البراميل المتفجرة.

شاهد أيضًا

رمي القمامة من السيارات.. مشهد متكرر يسيء لوجه عدن الحضاري ...

الخميس/16/يناير/2025 - 06:45 م

أثار مشهد لرجل يقوم بعشوائية بوضع القمامة من فوق سيارته أثناء عبوره الشارع الرئيسي في مديرية المعلا وصولاً إلى طريق الجسر، استياءً واسعًا بين سكان الم


السفير خالد بحاح يلتقي إعلاميي الجالية اليمنية في القاهرة وي ...

الأربعاء/15/يناير/2025 - 04:37 م

التقى السفير خالد بحاح بعدد من إعلاميي الجالية اليمنية في القاهرة، حيث تناول الاجتماع جملة من القضايا التي تواجه الجالية، مع التأكيد على دور السفارة ف


بين الأرقام الصادمة والواقع المأزوم: هل يستطيع مجلس القيادة ...

الثلاثاء/14/يناير/2025 - 05:00 م

يشهد اليمن منذ سنوات تصاعدًا في حجم الفساد داخل مؤسسات الدولة، حيث بات هذا الملف تحديًا رئيسيًا أمام أي جهود لإعادة بناء الدولة ومؤسساتها، في هذا السي


فساد السلك الدبلوماسي: كيف تحولت السفارات اليمنية إلى مراكز ...

الثلاثاء/14/يناير/2025 - 04:00 م

في الوقت الذي يتطلب فيه الوضع اليمني تحركًا دبلوماسيًا فعالًا للدفاع عن القضايا الوطنية في الساحات الدولية، تواجه وزارة الخارجية اليمنية اتهامات بتكري