آخر تحديث :السبت - 04 يناير 2025 - 01:00 ص

الحوارات المجتمعية.. الطموحات والمألات

الأربعاء - 01 يناير 2025 - الساعة 04:47 ص

جسار مكاوي
الكاتب: جسار مكاوي - ارشيف الكاتب


لا شك أن الطموح هو المحرك الأساسي للعمل السياسي، خاصة عندما يتعلق الأمر بتنظيم الشأن الداخلي وبناء منظومة قادرة على الاستجابة لتطلعات الناس. ومع ذلك، فإن تحقيق هذه الطموحات يتطلب عملًا دقيقًا يقوم على التقييم والإعداد الشامل من جميع الأوجه. إننا ندرك أن أي عمل مهما كان محكمًا لا يخلو من السلبيات أو القصور في الأداء، وقد نفشل في خطوات وننجح في أخرى. لكن في هذه المرحلة الحرجة، لا مجال للتراخي أو الفشل. يجب أن نسعى لإدراك ما فكرنا أن ننجزه، معترفِين بالأخطاء لا متغاضين عنها، لأن التغاضي يعني فتح الباب أمام مزيد من الإخفاقات.

فرق التواصل السياسي التي تعمل اليوم على لقاء المجتمعات المحلية في الجنوب مثال واضح على الجهود المبذولة لتعزيز الوعي السياسي وتلمّس هموم الناس. ومع أن البعض قد يقول إن "أن تأتي متأخرًا خير من ألا تأتي"، إلا أن هذا المنطق لا يبرر التراخي أو اختصار المشاكل وتمرير الإخفاقات. المطلوب هنا ليس فقط الحضور، بل التقييم العميق لأداء هذه الفرق ومدى قدرتها على الوصول إلى الناس والتفاعل معهم بصدق وشفافية.

لقد أظهرت اللقاءات المفتوحة التي أجرتها فرق التواصل أهميتها في تلمّس الواقع المعيشي للمواطنين وتقديم منصة للاستماع إلى همومهم. وهذا بحد ذاته معيار أساسي لتقييم مدى نجاح تلك الفرق. لكن السؤال الجوهري الذي يطرح نفسه: هل تمكنت هذه الفرق من تقييم أدائها وتحديد مدى تجاوبها مع المواطنين؟ وهل تمكنت من بناء جسور ثقة حقيقية مع المجتمع؟

قد تختلف عوامل النجاح بين فريق وآخر بناءً على الخبرات والظروف، لكن القاسم المشترك يجب أن يكون قدرة الفريق على الاستماع، والتفاعل بوعي واحترافية مع تطلعات الناس. المواطنون اليوم بحاجة إلى حلول عملية تُبنى على فهم عميق لواقعهم، لا إلى خطابات جوفاء أو استعراضات إعلامية.

إن الحوارات المجتمعية لا تقتصر على نقل الهموم، بل تتطلب ترجمة هذه الهموم إلى برامج وخطط واقعية. التقييم الحقيقي هنا ليس في عدد اللقاءات أو حجم الحضور، بل في الأثر الذي تتركه هذه اللقاءات، وفي القدرة على تحويل الوعود إلى إنجازات.

ختامًا، لا بد أن نتعامل مع هذه الجهود كخطوة على طريق طويل. الأخطاء والهفوات قد تكون جزءًا من المسار، لكن معالجتها بجرأة وشجاعة هو السبيل الوحيد لتحقيق الطموحات وترسيخ مبدأ العمل المسؤول الذي يلبي احتياجات الناس ويتجاوز توقعاتهم.




شاهد أيضًا

وزارة التعليم العالي تعد بمفاجأة للطلاب... هل تكون "مفاجأة س ...

الخميس/02/يناير/2025 - 10:45 م

في تصريح مثير للجدل، أعلن د. مازن الجفري، وكيل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتعليم الفني والتدريب المهني لقطاع البعثات، عن تحضيرات الوزارة لعق


الكهرباء تنقطع عن عدن.. والحكومة اليمنية خارج الحسابات! ...

الخميس/02/يناير/2025 - 08:00 م

في مشهد متكرر ومأساوي، تعيش العاصمة عدن أزمة كهرباء خانقة، لكن هذه المرة في فصل الشتاء، حيث كان يُفترض أن تكون الأحمال الكهربائية أقل مما هي عليه في ا


طفل يحمل راية الجنوب في وجه الاحتلال.. مشهد يخلده التاريخ ...

السبت/28/ديسمبر/2024 - 02:01 ص

في مشهد يلخص شجاعة أبناء الجنوب وإرادتهم التي لم تنكسر رغم التحديات، يظهر طفل ضالعي صغير وهو يحمل علم الجنوب شامخًا أمام معسكر قوات الاحتلال اليمني في


مستشفى عبود العسكري: خدمات جديدة وطموح مؤجل لمركز القلب الجر ...

الثلاثاء/24/ديسمبر/2024 - 06:59 م

أعلن مستشفى عبود العسكري عن إضافة يوم مخصص للأطفال ضمن جدول عيادة القلب والايكو ابتداءً من 1 يناير 2025. وستشمل الخدمات عيادة وإيكو قلب الأطفال تحت إش