آخر تحديث :السبت - 04 يناير 2025 - 01:00 ص

قضية الجنوب.. حسابات الزمن وتسارع الأحداث

الأربعاء - 01 يناير 2025 - الساعة 04:50 ص

أحمد عبداللاه
الكاتب: أحمد عبداللاه - ارشيف الكاتب


غامضًا مظلماً يتدحرج الوقت منذ سنين، لا أفق واضح ولا نهاية محددة للمراوحات الراهنة. فهل ينتظر الناس مسارًا آمنًا تتحقق فيه تطلعاتهم أم دورة جديدة من الصراعات؟ كل شيء في (صندوق الاحتمالات). وللنصر قيمة أبهتَ الزمنُ محتواها وأعادت حالة البلد إلى خانة التأويلات المختلفة.

القضية الجنوبية ما تزال تحكمها معايير السلوك السياسي التي حددتها اتفاقات الرياض وجمدت حصة الجنوب من الحرية مقابل حصة رمزية في سلطة لا مستقبل لها. كما أنها حاصرت مضامين الرسالة الجنوبية وفرضت إحياء هياكل "دولة الوحدة" في عدن بعد أن ماتت في صنعاء. وأيًّا كان الأمر إلا أنه حتى في إطار الاتفاقات السيئة والائتلاف الهش هناك تراجع ليس تكتيكيًا مدروسًا، وهناك قصور في الدفاع عن حقوق الناس وفي التعامل مع الدولة العميقة الموبوءة.

ومع أن الجنوبيين يدركون أن المجلس الانتقالي "خيمتهم الأخيرة" لكنهم بحاجة إلى أن تلتقط القيادات حساسية وخطورة الأوضاع وتسارع الأحداث الإقليمية لتذهب إلى إعادة الاعتبار لقضية الجنوب و تصحيح (النموذج) الذي تطور تلقائيًا دون مراجعات حقيقية. وأن تتفاعل بشكل موضوعي مع الضرورة السياسية للتغيير وحاجة الناس لتعديل الصورة التي يرسمها الإعلام الشعبي عنهم. خاصة وأن الزمن الصعب قد أجبر كثيرين لتأجيل أحلامهم وأصبحوا لا يرون الجنوب إلا في مسار تسويات غامضة. ولا يعلمون شيئًا عن الفصل المفقود من الحكاية. فهل تتوقع القيادات أنها في لحظة حاسمة ستلوذ بشعب طحنته الظروف؟ الأمر لا يحتاج إلى خيال سياسي ولدينا عِبَر ماثلة.

الحزب الاشتراكي أعلن الوحدة الاندماجية وترك شعبه (منذ الدقيقة صفر من زمن الوحدة) فريسةً للضياع وعدم التكافؤ في بيئة صعبة ومعقدة. وحين فُرضت عليه الحرب كان قد أضاع شعبه و مؤسسات دولته، ثم أعلن فك الارتباط وهو على مشارف هزيمة استراتيجية. تلك ليست عبرة؛ بل منهج دراسي للساسة الآن في هذه الأوقات الصعبة.

وحدها المناطق المحررة من أعطت الشرعية صك البقاء السياسي واستنزاف الوقت والموارد منذ 2015غزو أنصار الله وحلفائهم لكنها لم تعش معاني الحرية أو تُحفظ كرامة أهلها بطريقة ترقى إلى مستوى دم أبنائها النازف. لماذا إذن تتحمل ثمن الشراكة وتدفع من أحلامها ما يستثمره الآخرون في قضاياهم؟ لماذا تنتظر القيادة حتى يتعب الشعب وتتبخر طاقاته؟ لماذا تلوذ النخب بالتشاكي فيما بينها؟ تلك ال (لماذا) هي المساءلة المنطقية حول الوهن الذي سيتسبب في إضعاف الحاضنة الشعبية لقضية الجنوب وتقويض دعائمها وتغيير أولوياتها.

من يعلق الأجراس إذن؟

كما هو واضح لا يكفي تعليق جرس واحد! لكن ليس على طريقة "الفيل يا ملك الزمان"، أو الطرح الملغم بإيحاءات الفتنة والإحباط أو تسويق الأزمات بطريقة (يستمزجها) بعض العامة من القراء. ليس كل ذلك وإنما من خلال الضغط الواعي في المنطقة الأكثر أهمية لإعادة تقييم عملية الشراكة والتهيئة الكافية (دون التسرع) للإدارة الذاتية، الاقتصادية والسياسية والأمنية، والاستعداد للمرحلة القادمة من خلال خطط موضوعية وآليات وطنية نموذجية، تعكس تكامل النسيج الشعبي، وجهوزية متكاملة. وقبل ذلك استبعاد من فسدوا وأساءوا وشوهوا…إلخ، لأنهم الأخطر في المفترقات المصيرية.

وبشكل موازٍ هناك مسألة حيوية تتعلق بالانفتاح والتنسيق مع كافة الأطياف لإحياء الزخم الشعبي وثقافة التوافق الاجتماعي التي تجلت عفويًّا خلال نهضة الحراك السلمي، ومعالجة ما أفرزته تداعيات ما بعد 2015م.

لا أحد ينتظر نجاحًا طارئًا وشاملًا دفعة واحدة بعد صبر إجباري وضياع أوقات وفرص. ولا يوجد (خيميائي) يستطيع أن يصنع إكسيرًا للنصر المفاجئ. و"الحسم" كلمة ضبابية لا تُرمى في النصوص لأنها غير مأمونة النتائج في خريطة الواقع والتحالفات الداخلية والخارجية، وليست متاحة لكاتب رأى أن يقدّرها. إنما الأمر متروك للقيادات إن امتلكت الرؤية والإرادة. ودون أن تنسى ما قالته العرب قديمًا "أول الحزم المشورة".

فهل لديها ما يجهله الآخرون؟!




شاهد أيضًا

وزارة التعليم العالي تعد بمفاجأة للطلاب... هل تكون "مفاجأة س ...

الخميس/02/يناير/2025 - 10:45 م

في تصريح مثير للجدل، أعلن د. مازن الجفري، وكيل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتعليم الفني والتدريب المهني لقطاع البعثات، عن تحضيرات الوزارة لعق


الكهرباء تنقطع عن عدن.. والحكومة اليمنية خارج الحسابات! ...

الخميس/02/يناير/2025 - 08:00 م

في مشهد متكرر ومأساوي، تعيش العاصمة عدن أزمة كهرباء خانقة، لكن هذه المرة في فصل الشتاء، حيث كان يُفترض أن تكون الأحمال الكهربائية أقل مما هي عليه في ا


طفل يحمل راية الجنوب في وجه الاحتلال.. مشهد يخلده التاريخ ...

السبت/28/ديسمبر/2024 - 02:01 ص

في مشهد يلخص شجاعة أبناء الجنوب وإرادتهم التي لم تنكسر رغم التحديات، يظهر طفل ضالعي صغير وهو يحمل علم الجنوب شامخًا أمام معسكر قوات الاحتلال اليمني في


مستشفى عبود العسكري: خدمات جديدة وطموح مؤجل لمركز القلب الجر ...

الثلاثاء/24/ديسمبر/2024 - 06:59 م

أعلن مستشفى عبود العسكري عن إضافة يوم مخصص للأطفال ضمن جدول عيادة القلب والايكو ابتداءً من 1 يناير 2025. وستشمل الخدمات عيادة وإيكو قلب الأطفال تحت إش