آخر تحديث :الإثنين - 30 ديسمبر 2024 - 09:20 م

قاليباف ولبنان «بالمشرمحي»!

الأحد - 20 أكتوبر 2024 - الساعة 05:08 ص

مشاري الذايدي
الكاتب: مشاري الذايدي - ارشيف الكاتب



صحافي وكاتب سعودي. عمل في عدة صحف ومجلات سعودية. اشتغل في جريدة المدينة السعودية في عدة أقسام حتى صار عضو هيئة التطوير فيها. ثم انتقل لـ«الشرق الأوسط» من 2003، وتدرَّج بعدة مواقع منها: المشرف على قسم الرأي حتى صار كبير المحررين في السعودية والخليج، وكاتباً منتظماً بها. اختير ضمن أعضاء الحوار الوطني السعودي في مكة المكرمة. وشارك بأوراق عمل في العديد من الندوات العربية. أعدَّ وقدَّم برنامجي «مرايا» وبرنامج «الندوة». في شبكة قنوات «العربية».
الأحد - 17 ربيع الثاني 1446 هـ - 20 أكتوبر 2024 م
TT

هل تكون صيحة رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، ضد رئيس مجلس الشورى الإيراني، محمد باقر قاليباف، بداية انتفاضة لبنانية وطنية، أو أنها صيحة بلا صدى في صحراء الصمت والجمود؟

ميقاتي قال تعليقاً على ذلك: «نستغرب هذا الموقف الذي يشكل تدخلاً فاضحاً في الشأن اللبناني، ومحاولة لتكريس وصاية مرفوضة على لبنان، علماً أننا كنا أبلغنا وزير خارجية إيران، ورئيس مجلس الشورى خلال زيارتيهما إلى لبنان أخيراً بضرورة تفهم الوضع اللبناني».

وتابع: «موضوع التفاوض لتطبيق القرار الدولي رقم 1701 تتولاه الدولة اللبنانية، ومطلوب من الجميع دعمها في هذا التوجه، لا السعي لفرض وصايات جديدة مرفوضة بكل الاعتبارات الوطنية والسيادية».

وجرى بعد ذلك أن أعلن مكتب رئيس الوزراء أن لبنان استدعى القائم بالأعمال الإيراني احتجاجاً على تصريحات قاليباف.

قاليباف، الذي وصل إلى لبنان بطريقة استعراضية وهو يقود طائرته بنفسه - كان طياراً في «الحرس الثوري» والحرب العراقية - الإيرانية، وكان مسؤول الوحدة الجوية بـ«الحرس الثوري» - كان قد أعلن في مقابلة حصرية مع «لوفيغارو» أن طهران مستعدة للتفاوض مع باريس بشأن تطبيق القرار الأممي 1701 الذي ينص على نشر الجيش اللبناني فقط في جنوب البلاد، وهو شرط أساسي لعودة السلام.

هل كان من الممكن أن يقول ميقاتي وبقية ساسة لبنان المهادنين للنظام الإيراني، وتابعه «حزب الله» اللبناني، هذا الكلام، ويتخذوا مثل هذا الموقف، قبل شهرين مثلاً من الآن؟!

بعبارة أصرح، قبل ضرب «حزب الله» هذه الضربات الهائلة وصولاً إلى مقتل الأمين التاريخي للحزب، لست أظن أن السيد ميقاتي بمقدوره اتخاذ هذا الموقف وإبداء هذا التعليق.

الحال أن «الاحتلال» الإيراني لقرارات لبنان «السيادية» ليس وليد اليوم، فمنذ احتكر حزبها في لبنان حمل السلاح، ثم سيطر على كل مظاهر السيادة اللبنانية - وأي مظهر أجلى للسيادة من مظهر قرار الحرب والسلم؟! - منذ ذلك الوقت، منذ عقود من السنين، وكل أهل لبنان يعلمون ذلك، ومن قاوم احتلال إيران بمقاومة حزبها الأصفر إما مقتولٌ أو مطرودٌ أو مُخّونٌّ من بروباغندا الحزب الزاعقة.

لو تقدّم موقف ميقاتي هذا، بضعة أعوام من قبل، فهل كان يمكن بناء موقف شعبي وزخم داخلي «مقاوم» للاحتلال الإيراني، وتجنيب البلاد الاحتراق في الفرن الإيراني الخالد؟!

حتى لو كان القرار اللبناني «الحقيقي» هو محاربة إسرائيل، فلا بأس، رغم عدم منطقية القرار، حسب موازين الواقع الحالي، لكن في النهاية يكون منبعه إرادة لبنانية داخلية صِرفة، وليس تنفيذاً لأجندة إيران.

قاليباف لم يكذب، هو فقط تجاوز قشريات المجاملة، وتحدث عن علاقة إيران بلبنان بـ«المشرمحي»، كما يقال في لبنان وسوريا.




شاهد أيضًا

طفل يحمل راية الجنوب في وجه الاحتلال.. مشهد يخلده التاريخ ...

السبت/28/ديسمبر/2024 - 02:01 ص

في مشهد يلخص شجاعة أبناء الجنوب وإرادتهم التي لم تنكسر رغم التحديات، يظهر طفل ضالعي صغير وهو يحمل علم الجنوب شامخًا أمام معسكر قوات الاحتلال اليمني في


مستشفى عبود العسكري: خدمات جديدة وطموح مؤجل لمركز القلب الجر ...

الثلاثاء/24/ديسمبر/2024 - 06:59 م

أعلن مستشفى عبود العسكري عن إضافة يوم مخصص للأطفال ضمن جدول عيادة القلب والايكو ابتداءً من 1 يناير 2025. وستشمل الخدمات عيادة وإيكو قلب الأطفال تحت إش


تعميم جديد لضبط مراكز التداوي بالقرآن في شبوة ...

الإثنين/23/ديسمبر/2024 - 04:00 م

أصدر مكتب الأوقاف والإرشاد بمحافظة شبوة، بقيادة عبدالعزيز بن صائل، تعميمًا لجميع مراكز التداوي بالقرآن الكريم، شدد فيه على الالتزام بالضوابط الشرعية،


بريطانيا واليمن تتفقان على تنسيق الجهود الدولية ...

الإثنين/23/ديسمبر/2024 - 03:25 م

بحث عضو مجلس القيادة الرئاسي اللواء الركن فرج البحسني، اليوم، مع السفيرة البريطانية لدى اليمن عبده شريف، سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وتنس