آخر تحديث :الأحد - 20 أكتوبر 2024 - 10:45 ص

آثار المشير

الأحد - 20 أكتوبر 2024 - الساعة 05:06 ص

سمير عطاء الله
الكاتب: سمير عطاء الله - ارشيف الكاتب



كاتب عربي من لبنان، بدأ العمل في جريدة «النهار»، ويكتب عموده اليومي في صحيفة «الشرق الأوسط» منذ 1987. أمضى نحو أربعة عقود في باريس ولندن وأميركا الشمالية. له مؤلفات في الرواية والتاريخ والسفر؛ منها «قافلة الحبر» و«جنرالات الشرق» و«يمنى» و«ليلة رأس السنة في جزيرة دوس سانتوس».
الأحد - 17 ربيع الثاني 1446 هـ - 20 أكتوبر 2024 م
TT
عندما بدأت الولايات المتحدة في الحلول محل الإمبراطوريتين البريطانية والفرنسية في مراكز النفوذ حول العالم، اعتَقَدَت أن الحل في الأنظمة العسكرية، لأنه لا بد من القوة في المجتمعات الناشئة غير الناضجة لتقبل التقاليد الديمقراطية. فكانت النتيجة أنها ملأت أميركا اللاتينية بسلسلة من الضباط، ثم أفريقيا بسلسلة من العرفاء، ووصل إلينا العسكريون عام 1949 في سوريا من خلال العقيد حسني الزعيم وقبعته وعصاه، التي حملها ورقص بها، فيما بعد، المشير عمر البشير. وهي رتبة عسكرية أعطيت قبله للمارشال رومل، والمارشال مونتغمري، والمشير عبد الله السلال.

ترك كل مشير آثاره ومآثره من خلفه. والعقدان أيضاً. والبلدان، مسكينة البلدان. وما تركه الأميركيون تلقفه الروس وعسكرهم. وصار لدى العالم المتطلع إلى فسحة تقدم وحياة خليط من مارشالات اليمين واليسار. وليس من الضروري التذكير بما فعل اليمين، وعدد القتلى والمفقودين، والذين رُموا من الطائرات (من دون مظلات) في الأرجنتين وتشيلي وغيرهما. قدّم الأميركيون للعالم نموذج الحكم الأرعن، وقدم له الروس نموذج الحكم الفاشل، وكلاهما تميز بالبلادة.

«القوة الثالثة» لم تستطع أن تكون البديل. دمرها الأميركيون بالعداء الغبي، والسوفيات بالمحبة الغبية. بعد 7 عقود مع كاسترو والشيوعية في كوبا، لا تزال الجزيرة من أفقر دول الأرض. وفي الفترة الزمنية ذاتها، لا يزال دخل الفرد في سنغافورة الأعلى في العالم، حيث لا أميركيون ولا روس ولا عسكر. ومع ذلك أكثر بلدان العالم أمناً. أو بسبب ذلك.

ما الحل المتبع في سنغافورة؟ ليس الاشتراكية ولا الرأسمالية، ولا الوسطية بينهما. الحل مذهل البساطة: المنطق وحسن السليقة، وسلّم من القيم والبديهيات التي لا يُعفِّي عليها الزمن. في افتتاح الأولمبياد الفرنسي امتدح العالم الجزء الجمالي الأول، وتقزز من قباحة المشاهد الختامية. لا خلاف حول تعريف الجمال والقباحة. ولا يريد أي منا أن تدخل البشاعة حياته بأي صورة من الصور، أو أي ذريعة من الذرائع. محا المشهد الأخير كل ما بذلته فرنسا من إبداع جمالي. وقيل إن المشهد نوع من ممارسة الحرية التي رفعت فرنسا شعارها. لكن الحرية يمكن أن تكون مقززة أيضاً. انتهى الأولمبياد وجدله لم ينتهِ. تخيل لو أنها أعفت نفسها، وأعفت العالم من مثل هذه السماجة، في بلد الفنون.




شاهد أيضًا

القبض على سارق سيارة في المحفد! ...

الأحد/20/أكتوبر/2024 - 04:43 ص

ألقت قوات الأمن في منطقة المحفد القبض على سارق سيارة بعد أن قام بسرقتها من مدينة لودر عصر يوم أمس. ووفقًا للمعلومات المتاحة، توجه السارق بالسيارة المس


جريمة مروعة في الضالع.. مواطن يذبح زوجته ويقطع جثتها ...

الأحد/20/أكتوبر/2024 - 03:00 ص

في حادثة مروعة، أقدم مواطن من قرية الوطيف التابعة لمديرية الحشا بمحافظة الضالع، على ذبح زوجته وتقطيع جثتها، مما أثار موجة من الصدمة والاستنكار في المج


السعودية: إحالة مسؤولين لقناة تلفزيونية للتحقيق ...

الأحد/20/أكتوبر/2024 - 02:45 ص

أحالت الهيئة العامة لتنظيم الإعلام السعودية مسؤولين بإحدى القنوات التلفزيونية للتحقيق، بسبب تقرير إخباري مخالف للأنظمة والسياسة الإعلامية للمملكة، لاس


رئيس الوزراء يطلع على موقع مشروع توليد الطاقة الكهربائية بال ...

الأحد/20/أكتوبر/2024 - 02:30 ص

تفقد رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد عوض بن مبارك، السبت، موقع مشروع توليد الطاقة الكهربائية من الرياح في منطقة قعوة الساحلية بمديرية البريقة، بتمويل م