آخر تحديث :السبت - 05 أكتوبر 2024 - 01:25 م

القلم الذهبي... في البدء كانت الكلمة

الأحد - 28 يوليه 2024 - الساعة 04:29 م

مشاري الذايدي
الكاتب: مشاري الذايدي - ارشيف الكاتب


الأمم لا تحيا بالخبز فقط، بل بمباهج العقل ومُتع الروح، اعتَبِرْ ذلك بقياس قوة الأمم الرائدة في العالم، فلن تجد أمة مستوفية الزعامة والتأثير في العالم، إلا ولها نصيب عظيم في ميدان الثقافة وسوق الأدب، وإلا فإنك واجدٌ من الأمم أمة عسكرية أو زراعية أو صناعية، لكنها دون أثر أدبي وفنّي مستمر عريض وعميق، ستكون في الرُّتب التالية لا المتقدّمة.

عبر التاريخ، كانت هناك صلة وثيقة بين الارتقاء في الإبداع الفكري والعطاء الأدبي، ودعم الدولة وبلاطات الملوك وخزائن النبلاء والأثرياء، تجد برهان ذلك ساطعاً في ديوان المأمون العبّاسي، وفريدرك الثاني الألماني، مثلاً لا حصراً.

قبل أيام، أعلن رئيس هيئة الترفيه في السعودية الرجل المبادر، تركي آل الشيخ، عن جائزة باسم «القلم الذهبي» لإنعاش ودعم الرواية وكتابة السيناريو، وتخصيص جوائز مالية مجزية، وتكوين لجنة من نخبة أدباء وأصحاب خبرة، على رأس هذا المشروع الجميل.

الجائزة تستهدف صناعة زخمٍ تزدهر فيه الروايات الأكثر جماهيرية القابلة تحويلها إلى أعمال سينمائية، مقسّمة على مجموعة مسارات؛ أبرزها مسار «الجوائز الكبرى»، حيث ستُحوَّل الروايتان الفائزتان بالمركزين الأول والثاني إلى فيلمين.

مسار «الرواية» شمل فئات عدة، هي أفضل روايات «تشويق وإثارة» و«كوميدية» و«غموض وجريمة» و«فانتازيا» و«رعب» و«تاريخية» و«رومانسية» و«واقعية».

كما سيحصل أفضل عمل روائي مترجم وأفضل ناشر عربي على جائزة ضمن تنويعة هذه الجوائز.

هذا اتجاه رائع، فوق أنه يثري صناعة الأفلام والمسلسلات والمسرح، ويعود على منتجي هذه الأعمال بمكاسب مادية مجزية، فهو يدعم المؤلف العربي والمبدع، في وقت طغت ثقافة السوشيال ميديا الخفيفة، وضاع فيه المبدعون في الزحام.

أجِلْ بصرَك في تاريخ الأفلام المصرية الخالدة، مثلاً، ستجدها اتكأت على روايات عظيمة لمبدعين كبار، مثل نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس ويوسف السباعي وتوفيق الحكيم وطه حسين وإبراهيم أصلان.

افعل ذلك ثانية، ستجد روائع السينما الأميركية استندت أيضاً إلى حائط عظيم من الروايات الخالدة، مثل: «ذهب مع الريح»، و«العرّاب»، و«غاتسبي العظيم»، و«كل شيء هادئ في الجبهة الغربية»، و«المريض الإنجليزي»، وغيرها.

يغمرنا التفاؤل ببزوغ أمل جديد في مساندة الأدب «الحقيقي» المتولّد من قراءة أصيلة ودأب مستمر وتأمل دائم، وتجريب لا يتوقف في فنون السرد وسبر التجارب الإنسانية، خاصة في مجتمع السعودية الذي ما زال بعيداً عن التمعّن في تجاربه وسردياته وحكاياته.

أصالة النص، وفرادة السرد، وصدق الشعور، وعمق التأمل، وقوة الأدوات، هي السبيل الدائم لصناعة سردية سعودية وعربية تنعكس لاحقاً على منتجات السينما والدراما.

خطوة رائعة، وقلمٌ ذهبي مُنتظر، ليكتب الكلمة، فـ«في البدء كانت الكلمة»!




شاهد أيضًا

عدن تحت المجهر.. 616 جريمة وحادثة غير جنائية خلال ثلاثة أشهر ...

السبت/05/أكتوبر/2024 - 12:45 م

ضبطت أجهزة الشرطة بالعاصمة عدن خلال أشهر (يوليو أغسطس سبتمبر) من العام الجاري 2024م (616) جريمة وحادثة غير جنائية من إجمالي الجرائم والحوادث المسجلة ا


بعد عملية رصد.. شرطة كريتر تقبض على متهم بترويج المخدرات ...

الجمعة/04/أكتوبر/2024 - 11:10 م

تمكنت شرطة كريتر من إلقاء القبض على متهم بترويج المخدرات في العاصمة عدن. وفي التفاصيل، أكد مدير عام شرطة كريتر العقيد نبيل عامر ضبطت كمية من مادة الحش


تعاون استثماري غير مسبوق.. الإمارات ومصر تطلقان مشروع رأس ال ...

الجمعة/04/أكتوبر/2024 - 08:00 م

شهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات وعبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة اليوم الجمعة، في محافظة مطروح، إعلان مخطط مشروع


صحفي: نصف الشعب يتسول.. والحكومة تُصدر قرارات بلا حلول! ...

الجمعة/04/أكتوبر/2024 - 07:15 م

انتقد الصحفي فتحي بن لزرق قرار السلطات الأخير بشأن مكافحة التسول، معبّرًا عن استغرابه من هذه الخطوة في ظل الأوضاع الاقتصادية المتدهورة التي تعصف بالبل