آخر تحديث :الأربعاء - 12 فبراير 2025 - 04:30 م

اخبار العالم


"استراتيجيات بديلة".. الحوثيون يتمددون نحو القرن الأفريقي

الأربعاء - 12 فبراير 2025 - 02:19 م بتوقيت عدن

"استراتيجيات بديلة".. الحوثيون يتمددون نحو القرن الأفريقي

العين الثالثة/ متابعات

أكد خبراء ومحللون سياسيون، أنه مع تصاعد الضغوط الدولية على الحوثيين، وشبه توقف هجماتهم على السفن التجارية في ممرات الملاحة الدولية، تبحث الميليشيا عن "استراتيجيات بديلة لتعزيز نفوذها الإقليمي، عبر توسيع علاقاتها بالجماعات المتطرفة في الصومال".


والأسبوع الماضي، تمكنت القوات الأمنية في إقليم بونتلاند، شمال شرق الصومال، من ضبط قارب على متنه معدات عسكرية قادمة من اليمن، قبالة سواحل مدينة بوصاصو، والتحفظ على أفراد طاقمه الذين يحملون الجنسية الصومالية، وإخضاعهم للتحقيقات.



ويكشف تقرير خبراء مجلس الأمن الدلي في اليمن، الصادر في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، عن تنامي العلاقة بين الحوثيين و"حركة الشباب المجاهدين" في الصومال، وتزايد أنشطة تهريب الأسلحة غير المشروعة بين الجانبين، على نحو "يهدد السلام والأمن في اليمن والمنطقة".




عمليات مشتركة

ويرى خبير الشؤون الاستراتيجية والعسكرية، الدكتور علي الذهب، أن هناك التقاء مصالح بين الحوثيين وحركة الشباب الصومالية، تدفع الطرفين إلى تعزيز علاقاتهما، في ظل عدائهما المشترك للولايات المتحدة، التي تصنفهما كجماعات إرهابية أجنبية.


وقال في حديثه لـ"إرم نيوز"، إن الحوثيين يسعون إلى الاستفادة القصوى من الموقع الاستراتيجي الذي تشرف عليه الصومال، "خاصة الأجزاء التي تنشط فيها حركة الشباب، وبالتالي فإن وصولهم إلى هذه المناطق، يمكنهم من تحقيق أهدافهم، سواء كانت متعلقة بتهريب الأسلحة أو الأموال، أو نقل الخبراء والمتدربين بحرا من إيران، إلى مناطق نفوذ الميليشيا في اليمن، فضلا عن تبادل المعلومات بينهما".


وأشار إلى رغبة الحوثيين في "تنفيذ العمليات البحرية المشتركة مع الحركة الصومالية، من المناطق البعيدة عن قدراتهم أو التي لها كلفة كبيرة من جانب الإمكانيات، خاصة في مياه خليج عدن أو غرب المحيد الهندي، "في سياق توافقهما في معركة إسناد غزة، على غرار التعاون والتنسيق الحوثي مع الفصائل العراقية".


وبحسب وثائق ومعلومات نشرتها منصة "P. T. C. O. YEMEN" المحلية، المتخصصة في تعقب الجرائم المنظمة وغسل الأموال، فإن مشروع التوسع الحوثي في القرن الأفريقي ، يُدار بشكل مباشر من الحرس الثوري الإيراني، بهدف إنشاء محطات استخباراتية حساسة ودقيقة، في الدول الأفريقية المقابلة لليمن، تمهيدًا لمرحلة أخرى قادمة.



مخطط إيراني


من جانبه، يعتقد رئيس مركز أبعاد للدراسات والبحوث، عبدالسلام محمد، أن تعامل الحوثيين الطويل مع الأفارقة المهاجرين، من خلال عمليات تجنيدهم في حرب صعدة الأولى قبل عقدين، وما تلاها من مراحل، مكّنهم من خلق علاقة مع القراصنة الصوماليين في البحر الأحمر وحركة الشباب، وصلت مستوياتها مؤخرًا، إلى درجة غير مسبوقة من التنسيق، خلال هجمات الحوثيين على السفن.




وقال عبدالسلام لـ"إرم نيوز"، إن الحوثيين يعملون كنواة لنقل الأفكار والعقائد والخبرات إلى مناطق الساحل الأفريقي، وفق مخطط طهران التوسعي، الذي يحوّل اليمن إلى منطقة قيادة إقليمية في أفريقيا، من أجل بسط نفوذ أكبر على ضفتي البحر الأحمر، وسط التراجع غير المسبوق الذي تعيشه الأذرع الإيرانية في المنطقة.



زواج مصلحة

بدوره، يعتقد مدير مكتب مركز "south24" للأخبار والدراسات في عدن، يعقوب السفياني، أن حالة التقارب بين الطرفين، "على الرغم من العداء الأيديولوجي، تكشف عن زواج مصلحة بينهما".


ويشير السفياني في حديثه لـ"إرم نيوز"، إلى أن الحوثيين "بصفتهم جماعة ذات منهج شيعي، والجماعة الصومالية المنضوية تحت لواء تنظيم القاعدة "، سنية متطرفة، وبالتالي فإن هذه التركيبة غير المتجانسة، تأتي كتحالف تكتيكي لمواجهة الأعداء المشتركين دوليًا وإقليميًا".



ولفت إلى أن هذه العلاقة، "هي امتداد للتحالف الداخلي بين الحوثيين وتنظيم القاعدة في اليمن، الذي بموجبه تم بيع تقنيات عسكرية حديثة للتنظيم كالطائرات المسيرة والصواريخ وغيرها، مقابل الحصول على تمويل، إضافة إلى المكاسب الاستراتيجية التي تحققها مواجهة التنظيم الإرهابي لخصوم الحوثيين المحليين".



أضرار واسعة

وتوقع المحلل السياسي، أنور التميمي، أن تشهد المنطقة والعالم خلال الفترة المقبلة، نشاطًا للجماعات الإرهابية الأفريقية، لاستكمال ما بدأه الحوثيون، "مع فارق أن الحوثيين وإن كانوا جماعة انقلابية غير شرعية، إلا أن إمكانية التواصل معهم من قبل المجتمع الدولي ومفاوضتهم أمر ممكن" بحسب تعبيره.


وأضاف التميمي في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن عمليات الجماعات الإرهابية المقبلة، "ستكون أكثر ضررًا على الملاحة الدولية، لأنها عبارة عن تشكيل عصابي بلا جغرافيا معروفة".



وحذر من استمرار التجاهل لتطور هذه العلاقة بين الجانبين، "ومن مغبّة عقد صفقات أو تفاهمات مع العصابات، لأن الحل الأمثل لهذه المعضلة هو ضرب الداعم والسند والممول، أي جماعة الحوثي، من خلال توجيه ضربة تفقدها السيطرة على شواطئ البحر الأحمر".

شاهد أيضًا

الريال اليمني.. سقوط متسارع واقتصاد يترنح على حافة الانهيار! ...

الأربعاء/12/فبراير/2025 - 09:00 ص

يواصل الريال اليمني مسلسل الانهيار، مسجلًا اليوم الأربعاء 12 فبراير 2025 هبوطًا جديدًا أمام العملات الأجنبية، في مشهد يعكس تفاقم الأزمة الاقتصادية وان


الإرهابي أمجد خالد.. رحلة هروب مجانية من سجون الدولة! ...

الأربعاء/12/فبراير/2025 - 01:15 ص

كشف مصدر عسكري في محور طور الباحة بمحافظة لحج عن قيام قوة عسكرية تابعة للواء الرابع مشاة جبلي، الذي يقوده اللواء أبو بكر الجبولي، بتهريب أمجد خالد، ال


اعتقال أمجد خالد.. مسرحية أمنية أم حقيقة عابرة؟ ...

الأربعاء/12/فبراير/2025 - 12:13 ص

في مشهد متكرر يثير التساؤلات، لم يكد يُعلن عن القبض على الإرهابي أمجد خالد في طور الباحة، حتى طفت على السطح أنباء عن تهريبه مجددًا، في خطوة تكشف مدى ه


الريال اليمني.. سقوط بلا قاع وانهيار بلا نهاية! ...

الثلاثاء/11/فبراير/2025 - 09:00 ص

يواصل الريال اليمني تحطيم الأرقام القياسية، ولكن للأسف في الاتجاه الخاطئ، إذ سجل صباح اليوم الثلاثاء 11 فبراير 2025 انهيارًا جديدًا أمام العملات الأجن