آخر تحديث :الإثنين - 07 أكتوبر 2024 - 11:36 م

قضايا


من أرض الكفاح إلى المنابر الدولية: الزُبيدي يبني جسور التحالف العالمي للسلام في اليمن

الإثنين - 07 أكتوبر 2024 - 09:40 م بتوقيت عدن

من أرض الكفاح إلى المنابر الدولية: الزُبيدي يبني جسور التحالف العالمي للسلام في اليمن

العين الثالثة/ متابعة خاصة


في إطار الجهود الحثيثة لتعزيز الحلول السلمية وتحقيق الاستقرار في اليمن، شارك اللواء عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، ضمن وفد مجلس القيادة الرئاسي برئاسة الدكتور رشاد العليمي في لقاء دولي هام على هامش الدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة.

واستعرض الزُبيدي مع الوفد الدولي الوضع السياسي والإنساني المتأزم في اليمن، والذي تأثر بشدة بتصاعد الهجمات الحوثية على المنشآت النفطية وخطوط الملاحة الدولية، هذه الهجمات لم تكن مجرد خروقات أمنية بل تشكل تهديداً استراتيجياً للاستقرار الإقليمي والدولي، ما دفع المجتمع الدولي لمضاعفة ضغوطه على المليشيات الحوثية للتفاعل مع جهود السلام.

ركزت النقاشات على ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولية أكبر في دعم الحكومة الشرعية ومجلس القيادة الرئاسي في جهودها لإعادة الاستقرار، وفي هذا السياق، أشار الزُبيدي إلى ضرورة تعزيز الإصلاحات الاقتصادية والخدمية التي يقودها مجلس القيادة، والتي تعتبر حجر الأساس في إعادة بناء اليمن وتخفيف معاناة المواطنين.

لقاءات دبلوماسية بارزة:
كان من أبرز اللقاءات التي أجراها الزُبيدي على هامش الاجتماعات الدولية، اجتماعه بسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير خارجية الإمارات، حيث أشاد الزُبيدي بالدعم الإماراتي المستمر لمجلس القيادة الرئاسي، خصوصاً في المجالات التنموية والإنسانية.

وعبّر الزُبيدي عن امتنانه لمواقف الإمارات الثابتة تجاه اليمن، مؤكداً على ضرورة استمرار هذا الدعم لتعزيز الاستقرار والأمن في البلاد. من جانبه، أكد الشيخ عبدالله موقف الإمارات الداعم لليمن ومجلس القيادة في جهودهم لتحقيق السلام وإعادة بناء البلاد.

والتقى الزُبيدي أيضاً بنائب وزير خارجية النرويج، أندرياس كرافيك، لمناقشة الوضع الأمني في البحر الأحمر وباب المندب. وفي هذا السياق، أكد الزُبيدي أن التصعيد الحوثي المستمر في تلك المنطقة يشكل خطراً مباشراً على الملاحة الدولية ويخدم الأجندة الإيرانية التوسعية في المنطقة.

وأوضح أن الحل الوحيد للتصدي لهذه التهديدات هو وجود استراتيجية دولية شاملة تشمل مختلف جوانب الصراع، العسكرية منها والاقتصادية والسياسية، أعرب كرافيك عن قلق بلاده تجاه التصعيد الحوثي، مؤكداً دعم النرويج للجهود الدولية الرامية لحماية الملاحة البحرية وضمان استقرار المنطقة.

وفي إطار تنويع العلاقات الدولية، التقى الرئيس الزُبيدي بوزير خارجية البرازيل، ماورو فييرا. بحث الطرفان فرص التعاون الإنساني والاقتصادي، لا سيما في مجال الزراعة والتنمية المستدامة. شدد الزُبيدي على الدور الذي يمكن أن تلعبه البرازيل، بفضل علاقاتها الدولية الجيدة، في دعم جهود السلام في اليمن. أبدى وزير الخارجية البرازيلي استعداده للتعاون في تعزيز الاستقرار في اليمن، مشيراً إلى أن بلاده تتابع التطورات عن كثب وتعمل مع المجتمع الدولي لإيجاد حلول مستدامة للأزمة.

التحولات الاستراتيجية وأهداف الزيارة:
خلال لقاءاته مع المسؤولين الدوليين، أوضح الزُبيدي رؤيته بخصوص التعامل مع المليشيات الحوثية، حيث أشار إلى أن الأساليب الحالية، بما فيها الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة وبريطانيا، لم تؤت ثمارها المرجوة. بدلاً من ذلك، استغل الحوثيون هذه الضغوط لتعزيز مواقعهم واستقطاب الدعم الشعبي، واقترح الزُبيدي تبني استراتيجية شاملة لمواجهة الحوثيين، تشمل مسارات سياسية وعسكرية واقتصادية، إلى جانب إصلاحات داخلية في مجلس القيادة الرئاسي لتعزيز الوحدة الوطنية.

كما أكد الزُبيدي على ضرورة إعادة تصدير النفط اليمني، وهو ما سيتيح بناء إيرادات وطنية مستقلة، وبالتالي تقليل الاعتماد على الدعم الخارجي من دول التحالف، خصوصاً الدعم السعودي. هذه الخطوة تُعد محورية في رؤية الزُبيدي لإعادة بناء اقتصاد اليمن وتعزيز استقلاله المالي.

لقاءات مع الجاليات الجنوبية: تعزيز الدعم والتلاحم الوطني:
ضمن زيارته للولايات المتحدة، حرص الرئيس عيدروس الزُبيدي على لقاء الجاليات الجنوبية المقيمة في مختلف الولايات الأمريكية. هذه اللقاءات جاءت ضمن استراتيجية لتعزيز الروابط بين الجاليات الجنوبية في الخارج والداخل اليمني.

في كاليفورنيا وميتشيجن وشيكاغو، تناول الزُبيدي أهمية الدور الذي تلعبه الجاليات في دعم القضية الجنوبية وتعزيز الوعي الوطني. شدد على ضرورة توحيد الصفوف وتنسيق الجهود بين أبناء الجالية الجنوبية لمواجهة التحديات الراهنة، سواء تلك المتعلقة بالإرهاب الحوثي أو الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها اليمن. كما دعا الزُبيدي إلى استثمار خبرات المغتربين في الوطن، مشيراً إلى أن الكثير من الكفاءات الجنوبية المقيمة في الخارج يمكن أن تسهم بشكل فعال في إعادة بناء الدولة الجنوبية المستقلة.

أعرب الزُبيدي عن امتنانه للدعم الذي تقدمه الجاليات الجنوبية، مشيداً بمساهماتهم في نشر القضية الجنوبية على الساحة الدولية. كما أكد أن المجلس الانتقالي الجنوبي مستمر في نضاله لتحقيق تطلعات الشعب الجنوبي في إقامة دولته المستقلة.

الرسالة العامة للزيارة:
تشكل زيارة الرئيس عيدروس الزُبيدي إلى الولايات المتحدة الأمريكية جزءًا من جهوده لتعزيز الدعم الدولي للقضية الجنوبية، ولتعزيز مكانة المجلس الانتقالي الجنوبي على الساحة الدولية. الزيارة لم تكن مجرد جولات دبلوماسية بل تحمل في طياتها رسالة واضحة: اليمن بحاجة إلى نهج دولي جديد للتعامل مع الأزمة، نهج يعترف بالجنوب كطرف أساسي في الحل ويأخذ في الاعتبار التعقيدات المتعددة التي تواجه البلاد.

تأتي هذه الزيارة كجزء من استراتيجية الزُبيدي لبناء تحالفات دولية أوسع، مع تعزيز الروابط مع الجاليات الجنوبية في الخارج، مما يؤكد على التزامه بإقامة دولة الجنوب المستقلة وتحقيق تطلعات الشعب الجنوبي في الحرية والاستقلال.

من خلال هذه الجهود، يسعى الزُبيدي إلى بناء جسور تعاون دولية تدعم السلام في اليمن، وتؤكد على ضرورة التعامل مع الجنوب كشريك أساسي في أي مفاوضات مستقبلية تهدف إلى إنهاء الأزمة وتحقيق الاستقرار الدائم.

شاهد أيضًا

المحاسبة ضرورة.. فساد صندوق صيانة الطرق بين الحقائق الصادمة ...

الإثنين/07/أكتوبر/2024 - 11:31 م

في ظل تزايد التحديات التي تواجه قطاع البنية التحتية في اليمن، أثيرت مؤخراً العديد من التساؤلات حول أداء صندوق صيانة الطرق وإدارته الحالية بقيادة معين


محاولة اغتيال الثوباني.. كيف تمكنت قوات الطوارئ من ضبط المته ...

الإثنين/07/أكتوبر/2024 - 11:18 م

تمكنت قوات الطوارى التابعة للجنة الامنية في محافظة الضالع من ضبط ابرز العناصر المتورطة في محاولة اغتيال المقدم / قاسم الثوباني - مدير مكتب اللواء شلال


الطرق باتت مفتوحة.. رفع الجبايات غير القانونية يُعيد الأمل ل ...

الإثنين/07/أكتوبر/2024 - 11:02 م

وسط أجواء من الفرح الجماعي والتنهيدات العميقة التي ملأت سماء الطرق السريعة، عبر سائقو قاطرات نقل البضائع عن ارتياحهم الكبير بعد رفع عدد من نقاط التحصي


إسماعيل قاآني... «رجل الظل» الذي أخفق في ملء فراغ سليماني ...

الإثنين/07/أكتوبر/2024 - 10:25 م

يتولى الجنرال الغامض، إسماعيل قاآني، مسؤولية عمليات «الحرس الثوري» العابرة للحدود الإيرانية منذ أكثر من أربع سنوات، لكنه أخفق في ملء الفراغ الذي تركه