آخر تحديث :السبت - 19 أبريل 2025 - 09:00 م

اخبار العالم


النموذج الليبي معيار إسرائيل لأي اتفاق نووي مع إيران

الثلاثاء - 15 أبريل 2025 - 11:30 م بتوقيت عدن

النموذج الليبي معيار إسرائيل لأي اتفاق نووي مع إيران

العين الثالثة/ متابعات

تعيش المؤسسة السياسية والأمنية في إسرائيل حالة من الترقب المشوب بالقلق إزاء مسار المفاوضات غير المباشرة الجارية بين الولايات المتحدة وإيران بشأن برنامج طهران النووي، وهي مفاوضات تخشى تل أبيب أن تفضي إلى اتفاق لا يلبي الحد الأدنى من معاييرها الأمنية، بل قد تراه بمثابة هدنة مؤقتة تمنح إيران شرعية دولية ومساحة مناورة جديدة، دون أن تضع حدًا نهائيًا لطموحاتها النووية.

وبعيدا عن التصريحات العلنية التي تظهر إسرائيل كأنها منفتحة على أي اتفاق يضمن عدم امتلاك طهران السلاح النووي، تكشف التحليلات الإسرائيلية عن رغبة دفينة في فشل المحادثات، أو على الأقل انهيارها قبل أن تتبلور في اتفاق تعتبره تل أبيب ناقصًا أو متساهلا.

وما تريده إسرائيل صراحة، حتى وإن لم تفصح عنه علنا في هذه المرحلة، هو إعادة إنتاج النموذج الليبي في التعامل مع إيران؛ أي تفكيك تام وغير مشروط للبرنامج النووي وتسليم المواد الانشطارية وإغلاق نهائي لمنشآت التخصيب تحت رقابة دولية صارمة.

وهذا ما تعتبره تل أبيب الضمانة الوحيدة لمنع طهران من بلوغ العتبة النووية، وهي ترى في أي تسوية لا تشمل هذه المعايير خطوة خطرة تعيد عقارب الساعة إلى الوراء، وتخرج إيران من عزلتها دون مقابل فعلي.

وتكمن المفارقة التي يعيشها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أن إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشكل مفاجئ عن بدء هذه المفاوضات من داخل البيت الأبيض، وبحضور نتنياهو نفسه، سحب البساط من تحت سردية إسرائيلية كانت تعتمد على الضغط والتصعيد لا التفاوض.

ورغم محاولات رئيس الحكومة الإسرائيلية إظهار تماسك العلاقة مع واشنطن، وادعائه أن ترامب لن يرضى باتفاق سيء، إلا أن القلق داخل الأوساط السياسية والأمنية الإسرائيلية يتزايد، خاصة في ظل علامات وجود توجه أميركي نحو تهدئة مع طهران بدلًا من مواجهة شاملة.

◙ إسرائيل تخشى أن تكرر واشنطن سيناريو 2015، حيث أفضت المفاوضات إلى اتفاق نووي لم يمنع إيران من الاستمرار في تطوير بعض جوانب برنامجها

ويؤكد عدد من المحللين أن إسرائيل تخشى أن تكرر واشنطن سيناريو 2015، حيث أفضت المفاوضات إلى اتفاق نووي لم يمنع إيران من الاستمرار في تطوير بعض جوانب برنامجها.

والأسوأ بالنسبة إلى إسرائيل هو أن الاتفاق الجاري الحديث عنه الآن لا يتضمن تفكيكا فعليًا للبنية التحتية النووية الإيرانية، بل مجرد تجميد مؤقت أو خفضا محدودا لأنشطة التخصيب مقابل رفع جزئي للعقوبات.

ويقول المحلل الإسرائيلي في معهد دراسات الأمن القومي بيني ساباتي “هذا سيمّكن طهران من استعادة أنفاسها اقتصاديا، وتعزيز موقع النظام داخليًا، بل وربما الظهور بمظهر المنتصر الذي أجبر واشنطن على التفاوض بشروطه.”

ويربك هذا التحول في ديناميكيات التفاوض الحسابات الإسرائيلية التي لطالما بنت إستراتيجيتها على عزل إيران وخنقها اقتصاديا حتى التراجع الكامل عن برنامجها النووي.

ومع اقتراب إيران، حسب تقديرات إسرائيلية، من حيازة المواد اللازمة لصنع عدة قنابل نووية، يصبح أي تهاون في بنود الاتفاق بمثابة تسليم ضمني بأن مشروع طهران لا يمكن إيقافه بالوسائل الدبلوماسية فقط.

وبينما تستعد تل أبيب لكل الاحتمالات، لاسيما السيناريو العسكري في حال فشل المفاوضات، فإنها تدرك أن هامش حركتها مرهون إلى حد كبير بالموقف الأميركي، سواء في تقديم الغطاء السياسي أو الدعم العملياتي.

ويشير اللقاء الأخير بين قائد سلاح الجو الإسرائيلي ونظيره الأميركي في البنتاغون، الذي لم يعلن عنه مسبقا، إلى مستوى الجدية في التحضير لما يمكن أن يكون خطة بديلة في حال لم تثمر الدبلوماسية عن نتائج ترضي إسرائيل.

وبدأ الإسرائيليون يدركون جيدا أن المفاوض الإيراني، الذي أثبت دهاءه في جولات سابقة، قادر على امتصاص الضغوط، والمناورة بما يكفي لكسب الوقت وتحصين مكتسباته.

ويمثل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، المعروف بخبرته التفاوضية، تحديا حقيقيا للمفاوض الأميركي، وهناك تخوف من إمكانية أن تنتهي هذه الجولة، كما سابقتها، باتفاق يبقي إيران على مسافة قريبة من السلاح النووي دون أن يوقف زحفها بشكل نهائي.

◙ باستثناء تغيير النظام أو الاحتلال من الصعب جدا تصور كيف يمكن لضربات عسكرية أن تدمر مسار إيران نحو امتلاك سلاح نووي

وتجد إسرائيل نفسها مرة أخرى أمام معضلة معقدة: إما القبول باتفاق لا يلبي كامل شروطها، ويمنح إيران فرصة أخرى، أو الذهاب إلى مواجهة مفتوحة لا تملك وحدها مفاتيحها.

وفي الحالتين لا تخفي المؤسسة الإسرائيلية أن الاتفاق السيء، من وجهة نظرها، قد يكون أخطر من غياب الاتفاق نفسه. ونشرت الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة قاذفات من طراز بي-2 على مقربة من إيران، في إشارة قوية إلى الجمهورية الإسلامية لما قد يحدث لبرنامجها النووي إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق يحد من نشاطه.

وقاذفات بي-2 هي الطائرات الوحيدة القادرة على إسقاط أقوى القنابل الخارقة للتحصينات. لكنّ خبراء عسكريين ونوويين يقولون إنه حتى مع وجود مثل هذه القوة النارية الهائلة، فإن أيّ عمل عسكري أمريكي – إسرائيلي لن يؤدي على الأرجح إلا إلى تعطيل مؤقت لبرنامج يخشى الغرب أن يكون هدفه بالفعل إنتاج قنابل نووية ذات يوم، وهو ما تنفيه إيران.

والأسوأ من ذلك، أن يدفع أيّ هجوم إيران إلى طرد مفتشي الأمم المتحدة النوويين، والتحرك لجعل البرنامج المدفون جزئيا تحت الأرض مدفونا بالكامل، والإسراع نحو التحول إلى دولة مسلحة نوويا، ما يضمن ويُعجل في الوقت نفسه بتلك النتيجة المخيفة.

وقال جاستن برونك، وهو باحث بارز في مجال القوة الجوية والتكنولوجيا في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، وهو مركز بحثي دفاعي بريطاني "في نهاية المطاف، وباستثناء تغيير النظام أو الاحتلال، من الصعب جدا تصور كيف يمكن لضربات عسكرية أن تدمر مسار إيران نحو امتلاك سلاح نووي.” وأضاف برونك "سيكون الأمر في جوهره محاولة لإعادة فرض قدر من الردع العسكري، وإلحاق خسائر والعودة بزمن الاختراق إلى ما كنا عليه قبل بضع سنوات.”



شاهد أيضًا

تحالف الظل: كيف تلاقت مصالح الحوثيين والقاعدة في زوايا التنس ...

السبت/19/أبريل/2025 - 07:00 م

في تطور صادم يعكس التحولات الخطيرة في المشهد الأمني باليمن، كشف مركز مختص بتتبع الجريمة المنظمة وغسل الأموال، عن علاقة سرية آخذة في التنامي بين جماعة


من مستأجر إلى مالك بالادعاء.. جامعة عدن في مواجهة الحقائق وا ...

الجمعة/18/أبريل/2025 - 08:15 م

في مشهد يعكس استمرار حالة التداخل المؤسسي في العاصمة عدن، أثارت كلية الحاسب الآلي التابعة لجامعة عدن جدلاً واسعاً بعد تنصلها من التزاماتها المالية تجا


اللواء أحمد بن بريك عقب وصوله المكلا: حضرموت عنوان المجد وال ...

الجمعة/18/أبريل/2025 - 07:35 م

عبّر اللواء الركن أحمد سعيد بن بريك، نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عن سعادته الغامرة بوصوله إلى مدينة المكلا، مؤكدًا أن زيارته تأتي وفاءً لتضحيا


اللواء أحمد سعيد بن بريك يصل المكلا ...

الجمعة/18/أبريل/2025 - 04:08 م

وصل قبل قليل اللواء أحمد سعيد بن بريك إلى مدينة المكلا، حاضرة محافظة حضرموت الجنوبية، وسط استقبال واسع وترحيب شعبي ورسمي. وتأتي هذه الزيارة بالتزامن م