مع اقتراب عيد الفطر المبارك، تزداد معاناة سكان العاصمة عدن جراء ارتفاع أسعار الملابس بشكل غير مسبوق، حيث أضافت موجة الغلاء الأخيرة عبئًا إضافيًا على المواطنين الذين يعانون من تبعات الأزمات الاقتصادية التي تمر بها البلاد.
في مشهد يتكرر كل عام، ومع تزايد الاحتياجات التي ترافق الاحتفال بالعيد، جاءت الزيادة في الأسعار لتزيد من قلق الأسر التي باتت غير قادرة على توفير أساسيات العيد.
وقد أفاد عدد من المتسوقين بأن أسعار الملابس شهدت قفزات كبيرة مقارنة بالعام الماضي، حيث بلغ سعر بعض الملابس الخاصة بالأطفال أكثر من 50 ألف ريال يمني، وهو ما يعتبر مبلغًا كبيرًا في ظل الظروف المعيشية الصعبة.
أما الملابس الرجالية والنسائية، فقد تجاوزت أسعارها القدرة الشرائية للكثير من الأسر التي تعيش على دخل محدود ولا تكفي مواردها لتغطية احتياجاتها اليومية.
تأثير تدهور العملة وارتفاع تكاليف الاستيراد
تجار في أسواق عدن أرجعوا السبب الرئيسي في هذا الارتفاع إلى تدهور سعر صرف الريال اليمني أمام العملات الأجنبية، وهو ما أدى إلى زيادة في تكاليف الاستيراد والشحن، وبالتالي ارتفاع أسعار السلع المستوردة ومنها الملابس.
كما أشاروا إلى أن قلة المعروض بسبب الأوضاع الاقتصادية المتأزمة في البلاد قد ساهمت في تضييق الخيارات أمام المواطنين وزيادة الضغط على الأسواق المحلية.
وتتزامن هذه الزيادات في الأسعار مع ارتفاع مستمر في أسعار المواد الغذائية والمستلزمات الأساسية الأخرى، مما يجعل المواطن في عدن أمام واقع مرير يتطلب جهودًا عاجلة للتخفيف من معاناته.
غياب الرقابة وارتفاع الجشع التجاري
وفي وقت يعاني فيه الناس من تدني دخلهم وتفاقم الأزمات الاقتصادية، وجه المواطنون العديد من النداءات إلى الجهات المعنية بضرورة التدخل الفوري لوضع حلول جذرية للحد من موجة الغلاء التي تزداد بشكل يومي.
وطالبوا بتوفير رقابة فعالة على الأسواق لضمان عدم استغلال التجار للظروف الصعبة ورفع الأسعار بشكل تعسفي، مؤكدين أن هذه الزيادة تنذر بمضاعفة المعاناة التي يعيشها المواطنون في ظل غياب الاستقرار الاقتصادي.
فرحة مفقودة
وسط هذه الزيادة في الأسعار، أصبحت فرحة عيد الفطر في عدن مهددة، حيث يضطر الكثير من المواطنين إلى إعادة ترتيب أولوياتهم، متنازلين عن بعض احتياجاتهم الأساسية من أجل تأمين الملابس للأطفال أو شراء مستلزمات العيد.
ولكن في ظل الأسعار المرتفعة، يبدو أن الاحتفال بالعيد لم يعد كما كان في السابق، بل تحول إلى عبء إضافي على كاهل الأسر اليمنية.
في ضوء هذه الأزمات الاقتصادية المتزايدة، يبقى السؤال مطروحًا: هل ستتخذ الحكومة اليمنية خطوات ملموسة لتخفيف حدة الغلاء وتوفير حياة كريمة للمواطنين، أم أن المزيد من المعاناة سيظل يثقل كاهل أبناء عدن في ظل الظروف الحالية؟