رغم الحصار المتزايد بالأزمات والتحديات التي تتفاقم يومًا بعد يوم، تظل عدن عصية على الانكسار، شامخة كجبلٍ لا تهزه الرياح، مستقبلةً شهر رمضان بكل ما يحمله من نفحات إيمانية ورسائل صمود وتكاتف شعبي، يعكس روح الجنوب الأبية.
عدن.. في قلب العاصفة
حجم الضغوط التي يتم تصديرها للعاصمة ليس مجرد أزمات عابرة، بل سياسات ممنهجة تهدف إلى إغراق المدينة في دوامة الفوضى، ضمن حرب العقاب الجماعي التي تُمارَس ضد الجنوب، من خلال تعقيد المشهد المعيشي وتغذية الانفلات الأمني وخلق حالة من عدم الاستقرار، في محاولة بائسة للنيل من إرادة شعبها.
إلا أن المشهد في عدن لا يُقرأ فقط من زاوية المعاناة، بل يُترجم على أرض الواقع بصورة أخرى مغايرة تمامًا، حيث الصمود الشعبي الذي يحوّل كل التحديات إلى وقودٍ يزيد من لهيب النضال الجنوبي، ويعزز روح المقاومة في وجه كل المؤامرات التي تحاك ضد المدينة.
رمضان.. بين المعاناة والصمود
مع حلول شهر رمضان، يزداد الضغط على المواطن العدني الذي يعاني من تفاقم الأزمات المعيشية، لا سيما في ظل انهيار الخدمات الأساسية، من الكهرباء والمياه وصولًا إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وهي عوامل تتعمد قوى معادية تغذيتها بشكل ممنهج بهدف إنهاك الجنوب وإضعافه.
إلا أن شهر الصيام، الذي يُعد موسمًا للتلاحم والتكافل، كشف عن وجهٍ آخر لعدن، حيث مشاهد التكاتف الاجتماعي تتزايد، وحملات الإغاثة والمبادرات الإنسانية تتسع رقعتها، ما يعكس الروح الوطنية الجنوبية التي لا تنكسر أمام محاولات التركيع.
وراء المجلس الانتقالي.. جبهة لا تتراجع
وسط هذه الأزمات، يبرز التفافٌ شعبيٌ متزايد حول المجلس الانتقالي الجنوبي، بوصفه الحامل السياسي لقضية الجنوب والمدافع الأول عن تطلعاته، سواء من خلال العمل على تحسين الظروف المعيشية، أو بمواصلة المسار التحرري حتى تحقيق استعادة الدولة.
حجم التحديات لم يضعف من عزيمة الجنوبيين، بل زادهم إصرارًا على الثبات، في رسالة واضحة بأن محاولات إضعاف الجنوب لن تمر، وأن عدن ستبقى رمزًا للصمود والنضال في مواجهة كل مشاريع الفوضى التي تستهدف كسر إرادة شعبها.
عدن.. لا تُهزم
من خلال قراءة المشهد العام، يتضح أن الجنوب اليوم أقوى من أي وقت مضى، فالممارسات العدائية لم تنجح في تحقيق أهدافها، بل جاءت بنتائج عكسية عززت روح المقاومة وزادت من وعي الشارع بحجم المخططات التي تستهدف مستقبله.
إن عدن، كواجهة حضارية جنوبية، ستظل حجر الزاوية في معركة التحرر، ورمزًا شامخًا للصمود، مهما اشتدت الأزمات وتكاثفت المؤامرات. فشعب الجنوب قرر السير نحو استعادة دولته المستقلة، مدركًا أن طريق الحرية قد يكون شاقًا، لكنه حتميٌ ولا رجعة فيه.