في خطوة لاقت اهتماماً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي وأثارت جدلاً واسعاً بين سكان العاصمة عدن، أعلن مدير إعلام صندوق الطرق والجسور، سليم المعمري، عن إطلاق مبادرة جديدة تستهدف تحسين معايير الأمان على الطرقات في المدينة.
وفي منشور على حسابه الشخصي في "فيسبوك"، كشف المعمري عن مشروع يهدف إلى طلاء المطبات الصناعية بلون أصفر واضح، وكتب قائلاً: "يا سلام سلم... الرداء الأصفر يغطي المطبات في خط إنماء كالتكس والعكس. حفاظاً على سلامتك وسلامة الآخرين من المارة بسبب السرعة الزائدة والمتهورة... والقادم أجمل وأحلى".
لم تكن تلك الكلمات لتلقى صدىً هادئاً بين المتابعين، بل على العكس، فقد تدفقت موجة من التعليقات الساخرة والمنتقدة على المنشور، حيث عبّر بعض السكان عن دهشتهم من هذا التوجه في محاولة حل المشكلات المتعلقة بحوادث السرعة، ورأوا في هذا المشروع خطوة لا تكفي لتقليل المخاطر على الطريق. وقال أحد المتابعين بلهجة ساخرة: "مررت من هناك ولم أرَ شيئاً من هذا الرداء الأصفر الموعود... السيارات لا تزال تطير فوق المطبات!"
خطوة بلا نتائج حقيقية؟
وأخذ البعض المبادرة على محمل الجدّ، فتساءلوا حول مدى جدوى طلاء المطبات فقط، في ظل ما تشهده المدينة من غياب للإنارة ونقص في التخطيط المروري السليم، متسائلين: "هل تكفي المطبات المطلية بالأصفر لتقليل الحوادث وتخفيف السرعة، أم أن الأمر يتطلب حلولاً أعمق وأكثر جذرية؟".
وتوالت الردود التي انتقدت الأسلوب الذي يتبعه صندوق الطرق والجسور في التعامل مع هذه المشكلات، مشيرة إلى أن العمل على تطوير البنية التحتية، وبناء جسور للمشاة أو توسيع الطرقات، قد يكون أكثر فعالية بكثير من طلاء مطبات هنا وهناك.
السخرية اللاذعة تعكس قلق السكان
أحد التعليقات التي حازت على تفاعل كبير جاء من شخص حيث كتب: "إنجاز عظيم! والقادم أجمل وأكثر إشراقاً، مزيداً من الإبداعات حتى الوصول إلى الفضاء!"، مضيفاً بتهكم أن هذه الحلول تُشبه كثيراً "وضع ملصقات تجميلية على سيارة متهالكة".
وأضاف آخر: "خطة عبقرية لطرق تُعرف بشدة ازدحامها وتدني معايير الأمان فيها! لماذا لا يُخصصون جزءاً من ميزانية الطرق لإنشاء جسور للمشاة؟ أو ربما لزيادة نقاط التفتيش المرورية؟"، ما يعكس رغبة السكان في رؤية إصلاحات حقيقية تعالج جذور المشكلة بدلاً من الاكتفاء بحلول سطحية قد تكون غير مجدية.
المبادرة بين الأمل والتنفيذ على أرض الواقع
من جانب آخر، كان هناك قلة من المعلقين الذين أبدوا دعماً حذراً لهذه الخطوة، معتبرين أن أي تحسين أو إجراء بسيط قد يكون خطوة في الاتجاه الصحيح نحو تطوير الأمان على الطرقات، لكنهم أعربوا عن أملهم في أن تكون هذه المبادرة بداية لسلسلة من الإجراءات التي تهدف إلى تحسين أوضاع الطرقات بشكل أكبر، لا أن تتوقف عند حدود "الرداء الأصفر".
وكتب أحدهم قائلاً: "نعم، قد يكون هذا جزءاً بسيطاً لكنه بداية، المهم أن يتم مواصلة العمل في تطوير الطرق والحد من السرعات المتهورة بطرق أكثر فعالية."
هل الرداء الأصفر حل مؤقت أم تغيير مطلوب؟
مع هذا الانقسام الواضح في الآراء بين مؤيد وناقد، يبقى السؤال: هل ستنجح هذه المبادرة في تحسين الأمان في طرقات إنماء؟ أم أن المطالب المتزايدة بإيجاد حلول شاملة تُلزم السلطات المحلية بتبني سياسات أشمل تتضمن تحسينات بنيوية تتجاوز فكرة الطلاء فقط؟
حتى هذه اللحظة، يبدو أن السكان ينتظرون ويراقبون ما إذا كانت الوعود بطلاء المطبات ستتحول إلى واقع، أو إن كانت ستتلاشى كما تلاشت العديد من المبادرات المشابهة التي أُطلقت من قبل.