في أجواء رياضية مشحونة بالتنافس والحماس، شهدت العاصمة عدن ديربيًا تاريخيًا بين ناديي التلال والشعلة على ملعب الشهيد الحبيشي. تمكن نادي التلال، عميد الأندية اليمنية، من حسم اللقاء لصالحه بفوز مستحق، مؤكداً مكانته كأحد أعرق الأندية في تاريخ الكرة اليمنية.
مجريات المباراة:
بدأت المباراة بحذر من كلا الفريقين، إلا أن الشعلة، التي تعرف بقوتها البدنية وحماس لاعبيها الشباب، نجحت في التقدم خلال الشوط الأول بلمسة مفاجئة من مهاجميها. لكن التلال، مستندًا إلى تاريخه وخبرته الواسعة، سرعان ما عاد إلى أجواء المباراة.
مع بداية الشوط الثاني، تفجرت طاقات التلاليين، حيث أثمرت هجماتهم المتواصلة عن تعديل النتيجة ومن ثم تسجيل هدف التقدم. وعبر أداء جماعي مميز، أطفأت "حمم بركان كريتر" شعلة البريقة، لتنتهي المباراة بتفوق التلال 2-1 وسط فرحة جماهيرية عارمة.
الحضور الجماهيري:
شهد ملعب الشهيد الحبيشي توافد أعداد كبيرة من الجماهير، حيث غصت المدرجات بمشجعي الفريقين. لكن الكلمة العليا كانت لجماهير التلال التي جاءت من مختلف أنحاء عدن، ملوحة بأعلام النادي الحمراء، ومضيفة نكهة خاصة للمباراة بأهازيجها وحماسها الذي لم يتوقف طيلة المباراة.
الجماهير التي لم تتمكن من الدخول للملعب ازدحمت في الشوارع المحيطة، ما يعكس حجم الترقب والشغف الكبيرين لهذا الديربي الذي يمثل إحدى أهم المناسبات الكروية في المدينة.
ردود الأفعال:
بعد المباراة، أعرب مدرب التلال عن سعادته الكبيرة بالفوز، مؤكدًا أن هذا الانتصار جاء نتيجة تكتيك مدروس وتضافر جهود جميع اللاعبين. كما أشاد بقوة فريق الشعلة الذي قدم أداءً جيدًا وأثبت أنه خصم عنيد في مثل هذه المباريات.
من جانبه، أبدى مدرب الشعلة احترامه لخبرة التلال وتاريخه، مشيرًا إلى أن فريقه سيستفيد من هذه التجربة ليعود أقوى في المنافسات القادمة.
التاريخ يعيد نفسه:
تعتبر هذه المباراة استمرارًا لمسلسل تفوق التلال في مواجهاته مع الشعلة، وهو ما يرسخ مكانته كنادٍ كبير في الساحة الرياضية العدنية واليمنية. استرجع الجمهور ذكريات أساطير التلال مثل أبوبكر الماس وشرف محفوظ، اللذين تركا بصمات لا تُنسى في تاريخ النادي، مؤكدين أن التلال يبقى سيد الديربيات مهما كانت الظروف.
بتفوقه في هذا الديربي، يؤكد نادي التلال مرة أخرى أنه ليس مجرد نادٍ لكرة القدم، بل رمز لتاريخ طويل من البطولات والإنجازات التي جعلت منه معلمًا رياضيًا وثقافيًا في عدن واليمن.
مبارك للتلال فوزه المستحق، وهارد لك للشعلة التي قدمت أداءً قويًا.