آخر تحديث :الجمعة - 18 أكتوبر 2024 - 10:50 ص

قضايا

تحت راية الوحدة المشؤومة..
هكذا كانت تتعامل حكومة الاحتلال مع الجنوبيين في الجيش والأمن

الخميس - 18 يوليه 2024 - 11:08 م بتوقيت عدن

هكذا كانت تتعامل حكومة الاحتلال مع الجنوبيين في الجيش والأمن

العين الثالثة/ تقرير خاص/ قيس محمد الابحن

  • دمج ونقل بعض الالوية الجنوبية الى مناطق شمالية خطة استباقية لاحتلال الجنوب
  • ️كان الكثير من الضباط الجنوبيين متفوقون في كل المجالات والتخصصات، لكن المدربيين الشماليين يعتمدون إحباط معنوياتهم
  • ️ممارسات الاحتلال طالت كل أصناف العسكريين الجنوبيين من الجندي وصولاً إلى اللواء
  • الجرائم المرتكبة بحق الجيش والأمن الجنوبي ستظل شاهدة على بشاعة وبربرية وهمجية جحافل الشمال المحتلة الغازية

تعرض آلاف العسكريين الجنوبيين الذين انخرطوا بالسلك العسكري والأمني تحت حكم الاحتلال اليمني الغاشم، الى انتهاكاتٍ عديدة تمثلت بالسجن، والقتل، والاغتيال، والتعذيب، والتسريح، والتمييز، والتخوين، وقطع المرتبات، في كافة المؤسسات العسكرية والأمنية لقوى الاحتلال وذلك بعد توقيع اتفاق الوحدة بين الشمال والجنوب بخمسة أعوام .

حيث بدأت قوى الشمال في التخطيط لمؤامرة قذرة للتخلص من الجنوبيين، وسلبهم كل ما يملكون، وعمل الاحتلال وحلفائه "المؤتمر الشعبي العام، وحزب الاصلاح اليمني"، وذراعه العسكري مُمّثلاً بالمجاهدين العائدين من أفغانستان، ومقاتلين قبليين من أقصى الشمال، على غزو الجنوب في 7 يوليو 1994، وطرد قيادته إلى المنفى، وقاموا بتدمير ممنهج لكافة مؤسساته العسكرية. 

ولإيضاح ما قامت به قوى الاحتلال من مثل هكذا ممارسات قمنا بالنزول الميداني وأجرينا العديد من اللقاءات والاستطلاعات مع من طالتهم هذه التعسفات والمظالم. 


زنزانة انفرادية
لم تأتي الوحدة التي وافق عليها الجنوبيين كما نصت عليه البنود والاتفاقات، بل اتت مخالفة لكل ذلك، فقد تجرع الجنوبيين بموافقتهم عليها مرارة العيش، وكان للعسكريين الجنوبيين نصيبا من همجية عناصرها وقياداتها، اذا ان مصير كل جندي جنوبي خلال حكم الاحتلال الشمالي كان السجن. 

عن ما حدث يروي الجندي ياسين صالح محمد "قائد موقع الفراشة الاستراتيجي في جبهة الازارق غربي الضالع"، وأحد الجنود الذين التحقوا بالسلك العسكري بفترة حكم الاحتلال، عن سوء المعاملة التي انتهجتها قيادة الشمال ضد الجنود الجنوبيين وما تعرضوا له في المعسكرات، بالقول: في عام 2008، التحقتُ أنا وبعض الشباب من أبناء الجنوب بالسلك العسكري تحت حكم نظام الاحتلال اليمني الغاشم، بعدن، وقررت لنا دورة استجدادية لمدة 40 يوما، وكان عدد أفراد الدورة 700 جندي، وخلال تلك الدورة لاحظنا المعاملة السيئة التي كانت تعاملنا بها قيادة الدورة المنتميين الى العربية اليمنية، وبعد انتهاء الدورة الاستجدادية، أقامت قيادة اللواء عرضًا عسكريًّا تحت شعار دفعة (حماة عدن)، ليتم بعد ذلك توزيعنا الى سرايا ثم كتائب.

ويواصل "ياسين": لقد كنا تحت الرقابة الدائمة بكل خطوة نخطوها، فقد كانوا يمنعون خروجنا من المعسكر مثل بقية زملائنا، حتى إنهم وصفونا بـ(الارهابيين) وهذه كلمات سمعتها من جندي مناوب في البوابة الخارجية للمعسكر، كان يحدث زميله ويحذره من الجنود الجنوبيين قائلًا :�لا تثق بهم، إنهم إرهابيون!� دون أن يدركوا بقدومي اليهم.

ويختتم : وضعوني في زنزانة انفرادية لمدة عشرين يومًا بسبب أغنية ثورية للفنان عبود خواجة وضعتها كنغمة رنين في هاتفي".

ممارسات عدائية
مارس الاحتلال اليمني عدائه على كافة أصناف العسكريين الجنوبيين من الجندي وصولًا إلى العميد واللواء، لقد قام بقطع المرتبات، وحرمان أهاليهم من العيش الكريم.

وفي هذا الشأن تحدث الجندي جلال محمد ناصر، عن ظروفه المعيشية وانقطاع مرتبه الذي يعول به أسرته وقال:" لقد اقتص قائد وحدتي العسكرية قائد القوات الخاصة فرع أبين، مرتبي لعامين كاملين، دون أي رحمة، وبحجة أنني رفضتُ القتال معهم ضد إخواني في معركة أبين التي كانت بين المتلبسين في ستار الشرعية (الإخوان) والقوات المسلحة الجنوبية".

وتابع "جلال": صحيح أن وضعي المعيشي صعبٌ جداً لكن ذلك لم يدفعني إلى التخلي عن الهدف المنشود والآمال في استعادة الدولة الجنوبية، ولم أقبل بأن أكون مقاتلًا مع تلك القوات التي أنتمي إليها كجندي ضد إخواني الذين يقاتلون على أرض الجنوب وممتلكاته ضد قوى مرهونة بيد حزب (الإخوان) لأنني مدركّ أن نوايا تلك القوى كانت تتمثل في احتلال أرض الجنوب مرة أخرى.

واختتم "جلال": توقفتُ عن الخدمة في منتصف العام ٢٠١٤م، بعد الممارسات العدائية والعنصرية والمناطقية التي كانت تنتهجها قيادات نظام الاحتلال ضد الجنوبيين في كافة مؤسسات الدولة.


ضحايا كثر
لم يكن الجندي "جلال" هو الوحيد الذي تلاطمت به أمواج الظروف القاسية وشظف العيش وسوء المعاملة التي فرضتها القيادة العسكرية للاحتلال اليمني في كافة المعسكرات، بل هناك المئات، والآلاف، من الضباط والجنود الذين شربوا من ذات الكاس. 

منهم من لفقت عليه تهمة الخيانة وسرح من وظيفته، ومنهم من اختار مغادرة السلك العسكري وفضّل العيش بكرامة وحرية في منزله... وإن كان ضابطًا جنوبيًّا برتبة عميد في السلك العسكري في نظام الاحتلال لا يقل شأنًا ومعاناة عن الجندي الجنوبي. 

إذ أن نظام الاحتلال اليمني كان يعامل الجنوبيين معاملةً سيئة بل كان لا يعترف لا بجندي ولا بألقاب أكاديمية بالذات لو كانت جنوبية، وهكذا عمل على إقصاء وتهميش الجنوبيين. 


تكتيكات التخويف
استخدمت قيادة الاحتلال أساليب مختلفة لإبعاد العسكريين الجنوبيين من كافة المؤسسات العسكرية، وحرمانهم من حقوقهم الأساسية كالإجازات والمكافآت الشهرية والمساعدات المالية.

وفي الاستطلاع الميداني للعين الثالثة؛ التقينا بالملازم أول "أكرم أحمد العمري" الذي بدأ حديثه بالقول: في عام ٢٠١٠م، عدتُ انا وزملائي من الإجازة بعد مرور يومين من استلام المرتب الشهري، وعند وصولنا إلى المعسكر، ذهبنا مباشرة إلى المسؤول المالي "الكاتب" الذي يصرف المرتبات لنتفاجأ بقوله لنا: مرتباتكم موقفة.

سألناه: لماذا نحن موقفون؟ وهل هناك إشكالية على توقيع مرتباتنا؟. يرد قائلًا: أنتم موقفون من قِبَلِ قائد الكتيبة. أذهبوا إليه، واستفسروا منه الأمر. توجهنا إلى قائد الكتيبة في تمام الساعة الرابعة عصراً إلى مقره، ثم سأله أحد زملائي: ما سبب إيقاف مرتباتنا؟. الا ان رده كان: "انصرفوا ليس وقت الدوام الان" رافضا مخاطبتنا. 

ويواصل "أكرم": غادرنا بخيبة أمل وعدنا إليه في مساء ذلك اليوم بعد انتهاء الطابور المسائي، وكررنا عليه نفس السؤال السابق ما سبب ايقاف مرتباتنا؟ ورد مغتبطًا: أنا لم أوقف مرتباتكم، اذهبوا إلى الكاتب، وتأكدوا من الأمر. يا فندم انتظر، الكاتب يقول ان مرتباتنا موقفة من قبلك!. لم يرد، وأمرنا بالانصراف مرة اخرى وكأننا متسولون نطلبه مساعدة. وانصرف نحو مقره!.

ويختتم "العمري": بعد كل ذلك التلاعب والمناطقية التي عاملتنا بها قيادة الاحتلال اليمني كجنود جنوبيين وعدم تجاوبهم لصرف مرتباتنا، اجتمعنا بعد انتهاء الطابور المسائي، وقررنا التوجه إلى أمام مقر قيادة المعسكر مطالبين بصرف مرتباتنا، ونتيجة التجمع أدخلونا السجن لمدة ٢٤ ساعة. 


من سلاح الجو
لقد طال التهميش حتى الذين تخرجوا من أكاديميات دولية وعالمية من دول عظمى مثل النقيب أحمد محمود الذي تخرج من دولة روسيا العظمى في العام 1978، ثم عمل بعد عودته من روسيا في السلك العسكري وخدم في دولة الجنوب العربي "جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية" عشر سنوات، وبعد اجتياح الجنوب حاول أن يلتحق بأحد الألوية إلا أنهم رفضوه بحجه أنه كبير في السن.

وكما روى لنا أحمد محمود: (إن مرتبي التقاعدي 25 ألف ريال يمني، لا يكاد يغطي تكلفة كيس دقيق. وأرى أن استبعادي من المؤسسة العسكرية، كان متعمّدًا منذ احتلال الغزاة الجنوب والغدر بقيادته.

دهاء ومكر صنعاء على عدن
رسمت قوى الشمال خططا استباقية محكمة لاحتلال الجنوب وقتل قياداته وذلك بعد ان قادتهم الى اتفاق مشترك تحت اسم" الوحدة" الذي كان احدى بنوده دمج الجيشين واعادة تموضعهم.

وفي اطار الترتيبات العسكرية وتوفير ضمانة عسكرية متبادلة لعدم غدر اي طرف بالآخر، نفذت القيادة الجنوبية في عدن ما نص عليه الاتفاق وأرسلت عدد من الالوية العسكرية الجنوبية الى مناطق الشمال، وهي: 
  • الثالث مدرع في معسكر الفرقة الاولى مدرع في الضاحية الشمالية لصنعاء اللواء الخامس مظلات في معسكر الصباحه شمال غرب صنعاء 
  • اللواء الاول مدفعيه في الحفا جنوب شرق صنعاء لواء با صهيب ميكانيكي في معسكر الحرس الجمهوري جنوب غرب صنعاء
  • اللواء 14 مشاه في معسكر جبل الصمع شرق مطار صنعاء

فيما ارسلت صنعاء الى عدن لوائيين وهي:
  1. اللواء الثاني مدرع في العند ومنطقة الراحة شرق العند م لحج.
  2. لواء العمالقة ( اكبر الوية ج ع ي يتكون من 14 كتيبه معززه) شرق مدينة زنجبار ابين

بحسب تقرير نشرته صحيفة 4مايو الالكترونية، استخدم نظام صنعاء المكر من اجل ضمان تحقيق المغنم السياسي الذي يخطط له من عملية الدخول بمشروع دولة الوحدة ، وقابل هذا الدهاء والمكر صدق نوايا ( وبراءة سياسية قاتلة) من نظام عدن الحالم بتحقيق الوحدة.

حيث طلب نظام صنعاء بتشتيت الاولوية العسكرية الجنوبية من حول طوق صنعاء الي أماكن متباعدة في عمق ارياف ج ع ي بحجة ان فيها اطرف معادية لقيام الوحدة ويريد نظام عفاش الاستعانة بالقوات الجنوبية لتثبيت دولة الوحدة هناك.

وبالفعل استجاب الطرف الجنوبي بهذا التعديل العسكري دون أي تفسير عسكري لذلك ودون اي تغيير مقابل في التموضع العسكري لقوات صنعاء حول العاصمة عدن.

وعليه تم انتقال اللواء الثالث مدرع من موقعه في صنعاء الي عمق قبيلة حاشد في عمران. 
مع وجود لوائيين عسكريين من ج ع ي مقابله له في نفس الموقع.
وانتقل اللواء الخامس مظلات من موقعه المفترض حول صنعاء الي خولان م ذمار مع وجود لواء عسكري شمالي مقابل له في نفس الموقع.
وانتقل لواء باصهيب من موقعه المفترض حول صنعاء الي مدينة ذمار. 
وانتقل اللواء الأول مدفعية بدلا عن ضواحي صنعاء الشرقية الي منطقة يريم م ذمار.

وبهذه الخطوة قدم نظام ج ي د ش هذا التنازل العسكري دون أي مقابل حلما بالوحدة وهو التنازل الثاني الكبير بينما حقق نظام ج ع ي خطوة مهمة تضمن له الاقتراب اكثر للوصول إلى مغنمه الاساسي بتامين عاصمته وتوفير الشروط العسكرية لتطويق عدن وعزلها عن اي مدد من اتجاه لحج او ابين.

حيث تمكنت قوى الاحتلال الشمالي عند اعلانها الحرب على الجنوب، من توسيع نفوذها ومحاصرة وقتل جميع الألوية الجنوبية التي تم توزيعها ونقلها إلى المحافظات الشمالية.


مؤامرة قذرة
لقد مرت ثلاثة عقود على وحدة اليمن الجنوبي مع اليمن الشمالي. لكن الرابطة بين القادة الذين حققوا الوحدة في 22 مايو 1990 لم تدم طويلا. فخلال عامين من توقيع اتفاق الوحدة بين الرئيس الجنوبي "علي سالم البيض"، ونظيره الشمالي "علي عبد الله صالح"، بدأ زعماء الشمال في التخطيط لمؤامرة قذرة للتخلص من شركائهم الجنوبيين.

حيث نفذ نظام الاحتلال اليمني عشرات عمليات الاغتيال التي استهدفت قيادات جنوبية رفيعة المستوى على مدى خمس سنوات، وبحسب تقرير نشره مركز سوث 24- والذي أشار إلى أن 156 جنوبياً اغتيلوا بين عامي 1990 و 1995، بينهم ضباط أمن وعسكريين، وسياسيين، ومثقفين، بالإضافة إلى ذلك، عامل نظام صنعاء الجنوبيين كغرباء أو لاجئين.

وفي أعقاب حرب صيف عام 1994، قامت صنعاء بطرد أكثر من 100.000 ضابط وموظف حكومي جنوبي، واستبدلتهم بشماليين، وتم طرد الطيارين الجنوبيين والمهندسين المؤهلين تأهيلاً عالياً وكبار القادة العسكريين. ولم يُسمح للجنوبيين بالانضمام إلى قوات الجيش أو الشرطة، وكان كلا الفرعين متمركزين في شمال اليمن. وقتل النظام الغاشم آلاف المدنيين الجنوبيين خلال الاحتجاجات بين عامي 2007 و2014، في حين قُتل آلاف الجنوبيين في حرب الحوثيين الأخيرة المستمرة.

وتبين دراسة أجراها الدكتور "محمد حسين حلبوب" نشرتها صحيفة الأيام، في تاريخ 31 يوليو 2018، بعنوان: ( التمييز والتهميش ضد الجنوبيين من 1990 الى 2013م)، أن نسبة الجنوبيين بين القوات المسلحة، والأمن، انخفضت إلى 12.3%.

أما بين القادة العسكريين فقد بلغت 20%، وتدمير كامل لجيش الجنوب الذي كان مكون من 40 لواء مقاتلًا، واستبداله بـ 115 معسكرا ولواء وقيادة عسكرية شمالية، يثبت احتلال الجنوب واقصاء ابناءه.


عنصرية ومناطقية وتنمر
يتحدث العقيد صبري الحوشبي من أبناء المسيمير بمحافظة لحج الذي ألتحق بكلية الشرطة في العام 2006 للميلاد، قائلًا : ( كان عدد الشماليين في دفعتنا بكلية الشرطة ما يقارب 400 ضابط وكان عدد الضباط الجنوبيين عشرة ضباط فقط، لأن قوى الشمال كانت تمارس أبشع صور العنصرية ضد الجنوبيين منذ ما بعد حرب العام 94 للميلاد).

ويضيف أيضًا : ( أثناء دراستنا كان الكثير من الضباط الجنوبيين متفوقين في كل المجالات والتخصصات ويحصلون على درجات عالية، لكن المدرسين والمدربين كانوا يعتمدون أن يقوموا بإحباط معنويات الضابط الجنوبي ومحاولة التنكيل به).

ويواصل: "كان الضباط الشماليين الذين يدرسون معنا يغادرون الكلية حينما أرادوا، ويذهبوا إلى منازل أسرهم، ويقضون هناك أيام، ثم حين يعودون إلى الكلية يتم استقبالهم والترحيب بهم، وفي قانون الكلية فإنه لا يجوز أن يغيب الضابط ليوم واحد بدون أي سبب فسوف يتم فصله، ولكن كنا نحن الجنوبيين إن ارتكب أحدنا أبسط مخالفة؛ يتعرض للعقاب الشديد. بمختصر الكلام؛ كان الشمالي فوق القانون ونحن من يحكمونا باسم ذلك القانون الجائر".

ويختتم العقيد صبري الحوشبي بالقول: وأثناء تلك الأعوام التي قضيتها هناك في الكلية رأيتُ أبشع صور المناطقية والعنصرية والتنمر من قبل الشماليين، سوأ كانوا من المدربين، أو المسؤولين، أو حتى الضباط الذين لا يزالون تحت التدريب، وذلك ضدنا نحن أبناء المحافظات الجنوبية، لهذا أيقنتُ أن لا خيار لنا سوأ استعادة دولتنا مهما كان الثمن).


مظالم عديدة
ما تحدث عنه منتسبي الجيش والأمن الجنوبيين عن واقعهم في ظل سلطة القبيلة وحكم قوى النفوذ الشمالية بعد احتلال الجنوب؛ لا يعد إلا جزء بسيطًا من ذلك الواقع المؤلم الذي تجرع الجنوبيين مراراته، وذاقوا فيه الويلات بشتى صنوفها و أنواعها، ليكفروا بوحدة القتل والإقصاء والتهميش والاحتلال.

لا تزال هناك الكثير من القصص التي يندى لها الجبين، فقد نال العسكريون الجنوبيون من الجيش والأمن نصيب الأسد من بطش وهجمية وعنصرية قوة الاحتلال المتخلف، حيث تعرضت الألوية الجنوبية التي كانت تتفوق على القوات الشمالية في التنظيم والتسليح والتي انتشرت في عددٍ من محافظات الشمال بعد الوحدة المشؤومة للخديعة الكبرى وتم محاصرة معسكراتها من قبل جحافل القبائل المتخلفة تزامنًا مع اللحظات الأولى لبدء غزو العام 94م، ومارست جحافل الاحتلال أبشع صور القتل بحق الضباط والجنود الجنوبيين، وتعرضوا للسحل والإعدام، والتعذيب الوحشي، وجرائم الإبادة الجماعية.

ولم تنتهي القصة عند نهاية الغزو واحتلال جحافل الشمال للجنوب، فقد كان مصير القتل والاغتيال هو المستقبل الذي ينتظر من تبقى من كوادر وقيادات الجيش والأمن، والتهميش والإقصاء هو المستقبل الذي ينتظر جميع أبناء الجنوب.

ستظل جرائم الاحتلال اليمني بحق الجيش والأمن الجنوبي شاهدة على بشاعة وبربرية وهمجية جحافل الشمال المحتلة الغازية. وستبقى دليلًا على جرائم ثلاثة عقود من الزمن في ظل الوحدة المشؤومة.



شاهد أيضًا

التآمر السياسي.. العليمي يسعى لإسقاط بن مبارك من عرش الإصلاح ...

الجمعة/18/أكتوبر/2024 - 03:45 ص

في تصريح خاص، أشار الكاتب الصحفي محمد المسبحي إلى أن حملة إعلامية شرسة تتعرض لها الحكومة، وبالتحديد رئيس الوزراء الدكتور أحمد بن مبارك، قد بدأت منذ أس


تكتل نسوي جنوبي يطالب بالعدالة.. استبعاد المرأة يُعيق السلام ...

الجمعة/18/أكتوبر/2024 - 03:25 ص

أكد اللقاء التشاوري لمنظمات المجتمع المدني في عموم الجنوب في العاصمة عدن، ضرورة استعادة الدور الفاعل للمرأة الجنوبية في صنع القرار، والمطالبة بحقوقها


جريمة سرقة تهز الأوساط الإعلامية في عدن ...

الجمعة/18/أكتوبر/2024 - 03:10 ص

تعرضت الصحفية والأكاديمية مريم بارحمة، عضو نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين، لحادثة سرقة استهدفت منزلها في منطقة الممدارة بمديرية الشيخ عثمان، الع


إنقاذ فتاة من جريمة ابتزاز بنشر صورها ...

الجمعة/18/أكتوبر/2024 - 01:55 ص

ألقت قوات الأمن في محافظة الحديدة القبض على شاب متهم بابتزاز زوجته وتهديدها بنشر صورها الخاصة، وذلك بعد تصاعد حملة شعبية تضامنية واسعة طالبت بتوقيفه و