كشفت مصادر سياسية عن وجود نقاش أمريكي سعودي مكثف لإعادة هيكلة قيادة الشرعية اليمنية، في ظل تصاعد الضربات الجوية الأمريكية ضد مليشيا الحوثي وتصاعد التوترات الإقليمية.
وبحسب المصادر، فإن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تدرس بجدية دعم عمليات برية محدودة ضد الحوثيين، خاصة في جبهة الساحل الغربي، مستفيدة من نجاح نسبي للحملة الجوية التي قاربت شهرها الأول، وتسببت في إرباك كبير للجماعة المدعومة من إيران.
وترى واشنطن أن توجيه ضربة حاسمة للحوثيين سيكون بمثابة ورقة ضغط استراتيجية على النظام الإيراني لدفعه نحو اتفاق نهائي بشأن برنامجه النووي والصاروخي، وسط مؤشرات على رغبة طهران في كسب الوقت عبر مفاوضات ستُعقد قريباً في مسقط.
ضعف القيادة اليمنية يعرقل التحرك العسكري
لكن هذا التوجه يصطدم – بحسب المصادر – بحالة الجمود والانقسام داخل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، والذي ترى واشنطن أنه غير فاعل في مواكبة المتغيرات أو في استثمار نتائج الحملة الجوية على الحوثيين.
وكشفت المصادر عن انزعاج أمريكي متزايد من أداء المجلس، حيث لم يسجل أي تحرك أو تفاعل رسمي منذ تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية، وفرض العقوبات عليهم، وحتى خلال العمليات العسكرية المستمرة.
وذكرت المصادر أن أحد أبرز أسباب هذا الجمود هو تصاعد الخلافات بين رئيس المجلس رشاد العليمي وبعض الأعضاء، وخصوصاً ممثلي المجلس الانتقالي الجنوبي الذين يتهمونه بالتفرد في اتخاذ القرار.
كما أن صراعه المفتوح مع رئيس الحكومة أحمد عوض بن مبارك أدى إلى شلل تام في عمل الحكومة منذ نوفمبر الماضي، رغم الدعم الذي يحظى به بن مبارك من سفراء أمريكا وبريطانيا وفرنسا.
واشنطن تدرس تقليص المجلس وتغيير العليمي
وفي هذا السياق، كشفت المصادر عن وجود توجه أمريكي مدعوم سعودياً لإعادة هيكلة مجلس القيادة الرئاسي، بتقليص عدد أعضائه إلى النصف، واستبدال رئيسه العليمي بشخصية توافقية قادرة على إدارة المواجهة مع الحوثيين سياسياً وعسكرياً.
وقالت المصادر إن هذا التوجه يُناقش حالياً ضمن إطار أوسع لإعادة ترتيب المشهد اليمني، بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إلى واشنطن، والتي تهدف لبحث استراتيجية التعامل مع إيران وملف اليمن بشكل شامل.
الرياض تنضم للضغوط.. وموقفها مرهون بالضمانات
وأكدت المصادر أن الرياض أبدت انفتاحاً على فكرة إعادة ترتيب الشرعية، نتيجة خيبة الأمل من أداء مجلس القيادة الرئاسي، خاصة العليمي، الذي ترى المملكة أن أداءه أسوأ من الرئيس السابق عبدربه منصور هادي.
وأشارت المصادر إلى أن قبول السعودية بإجراء تغييرات على مستوى قيادة الشرعية سيعتمد على ما ستقدمه واشنطن من ضمانات بشأن التحرك العسكري في اليمن، ومدى توافقه مع المصالح السعودية والإقليمية.