آخر تحديث :الأربعاء - 19 مارس 2025 - 11:00 م

اخبار العالم


ضغط داخلي لاستعجال خروج إيران من اليمن

الأربعاء - 19 مارس 2025 - 06:24 م بتوقيت عدن

ضغط داخلي لاستعجال خروج إيران من اليمن

العين الثالثة/ متابعات

في الطريق إلى إقامة كيان تابع لـ"الجمهوريّة الإسلاميّة" الإيرانية في شمال اليمن، لعب الحوثيون على كلّ التناقضات. شمل ذلك تحولهم إلى الرابح الأوّل من الانقلاب الذي نفذه الإخوان المسلمون في شباط – فبراير من العام 2011 من أجل التخلّص من علي عبدالله صالح. ما لبث الرئيس اليمني الراحل أن قدّم استقالته بعد سنة من الانقلاب الذي استهدفه والذي قاده الإخوان بجناحهم الحزبي بقيادة "التجمع اليمني للإصلاح" والعسكري بقيادة اللواء علي محسن صالح الأحمر قائد ما كان يسمّى الفرقة الأولى/ مدرّع. خسر علي عبدالله صالح المواجهة مع خصومه ولم يغفر له الحوثيون، الذين لعب دورا في بروزهم، خوضه ست حروب معهم بين 2004 و2010. نفذوا عملية اغتيال جبانة في حقه.


المفارقة أنّه قبل أن يغتال الحوثيون علي عبدالله صالح في كانون الأوّل – ديسمبر 2017، تعرّض الرجل لمحاولة اغتيال وقف وراءها الإخوان المسلمون الذين اخترقوا حراسته وزرعوا عبوات في المسجد الذي يصلي فيه. كان ذلك في حزيران – يونيو 2011 في حرم دار الرئاسة في ضواحي صنعاء. خرج علي عبدالله صالح من السلطة وخرج منها الإخوان المسلمون الذين اعتقدوا في كلّ وقت أنّ الحوثيين، ومن خلفهم إيران، لاعب هامشي في اليمن. جاءت الأحداث لتكذب ذلك. إنّهم يسيطرون على صنعاء منذ أحد عشر عاما. جاء الآن وقت الخروج منها، كذلك وقت الانتهاء من الكيان السياسي والعسكري الذي أقامته إيران في شبه الجزيرة العربية...



جاء الآن، ما يؤكد ذلك. فمن دولة الوحدة التي قامت في 22 أيار – مايو 1990، إلى الحوثيين، الذين ليسوا سوى أداة إيرانية، سيطروا على صنعاء في 21 أيلول – سبتمبر 2014، وصولا إلى سلسلة الضربات الأميركية التي استهدفت العاصمة اليمنية ومناطق أخرى مثل صعدة وذمار وحجة ومأرب والبيضاء ومحيط تعز، ودخل اليمن مرحلة جديدة كلّيا. يمكن أن يكون هناك مكان للحوثيين في يمن المستقبل، لكنه لا يمكن أن يكون هناك مكان لإيران. الحوثيون جزء من مكونات المجتمع اليمني لكن الاعتراف بدورهم سيكون رهنا بتخليهم عن إيران وتخلي إيران عنهم.


تعكس المرحلة الراهنة رغبة أميركيّة في التخلص من الأذرع الإيرانية في المنطقة مع ما يعنيه من حرمان لـ"الجمهورية الإسلاميّة" الإيرانيّة من أوراقها الإقليمية تمهيدا للمواجهة معها في شأن ملفّها النووي. يهمّ هذا الملفّ أميركا وإسرائيل وكل دولة من دول المنطقة، بما في ذلك تركيا، التي تشعر أنّها في غنى عن سباق تسلح ذي طابع نووي.


يبدو المنطق الأميركي متكاملا، خصوصا لجهة منع حصول "الجمهوريّة الإسلاميّة" على السلاح النووي. إنّه منطق متفق عليه بين إدارة دونالد ترامب والحكومة الإسرائيلية. لكنّه لا تزال تنقصه حلقة في غاية الأهمّية هي حلقة الداخل اليمني. تظلّ مثل هذه الحلقة حاجة لا بدّ منها في حال كان مطلوبا تخليص شبه الجزيرة العربيّة سريعا من الكيان الذي أقامته إيران في اليمن، وهو كيان أرادت "الجمهوريّة الإسلاميّة" من خلاله إظهار أنّها قادرة على التحكم بالملاحة الدولية في البحر الأحمر. ليست إسرائيل المتضرر الأول من تعطيل الملاحة في البحر الأحمر. المتضرر الأول هو مصر التي خفضت عائداتها من قناة السويس خفضا كبيرا أثّر على اقتصادها. تشير الوقائع إلى أن الحوثيين لم يقدموا أي إسناد لغزّة، بل استخدموا مأساة القطاع، وهي مأساة تسببت بها "حماس" أصلا، خدمة لمصالح إيران فقط.


من المفيد العودة إلى مرحلة السيطرة السوفياتية على اليمن الجنوبي، قبل العام 1990 للتأكّد من أنّ مصير السيطرة الإيرانية على الجزء الأكبر من اليمن الشمالي لن يكون أفضل من مصير السيطرة السوفياتية على الجنوب.



تأتي الضربات الأميركية للحوثيين في وقت يواجه هؤلاء عزلة داخلية من جهة وضعفا إيرانيا من جهة أخرى. لم يخرج السوفيات من الجنوب اليمني إلا بعد مواجهة الاتحاد السوفياتي أزمات داخلية، لا حلول لها، أدت إلى انهياره مطلع تسعينات القرن الماضي. ترافق ذلك مع متاعب كبيرة واجهت النظام الذي كان قائما في اليمن الجنوبي. توجت تلك المتاعب بحرب أهلية سميت في حينه "أحداث 13 يناير 1986". لم تكن تلك الأحداث سوى تتويج لمسلسل من الأزمات الداخلية لم يعد الكرملين، كقوة مهيمنة على جمهورية اليمن الديمقراطيّة الشعبية، قادرا على ضبطها.


توجد حاجة الآن إلى تكاتف للقوى اليمنية التي تعارض الحوثيين كي تكون هناك فائدة من الضربات الأميركية التي تسبب بها مشروع متخلف لا أفق سياسيا أو اقتصاديا أو حضاريا له. كان الأفق الوحيد للمشروع الحوثي خدمة المشروع التوسعي الإيراني تمهيدا ليوم تستطيع فيه "الجمهوريّة الإسلاميّة"، بصفة كونها القوّة الإقليمية المهيمنة، التوصل إلى صفقة مع "الشيطان الأكبر" الأميركي على حساب الشعوب العربيّة في المنطقة.


هل يحصل تحرك يمني داخلي في مواجهة الحوثيين؟ ذلك هو السؤال الكبير الذي يطرح نفسه بقوّة. في النهاية، لم يتخلص اليمن الجنوبي من الهيمنة السوفياتية إلّا بعد الانفجار الداخلي مطلع العام 1986، وهو انفجار كشف هشاشة الاتحاد السوفياتي ودرجة إفلاسه أواخر ثمانينات القرن الماضي. ما تفعله إيران حاليا عندما تتحدث عن القرار المستقل للحوثيين هو بمثابة انكشاف لمدى ضعف "الجمهوريّة الإسلاميّة". إنّه انكشاف ليس بعده انكشاف بدأ بخسارة "حماس" حرب غزة وهزيمة "حزب الله" في لبنان وسقوط النظام العلوي في سوريا...


هل يكون اليمنيون، بمن في ذلك ما تبقى من قبائل شمالية، في مستوى التحدي؟ هل تكون "الشرعيّة" اليمنية ممثلة بالدكتور رشاد العليمي في مستوى المرحلة الجديدة التي يمرّ بها اليمن؟ أيام قليلة ويتبين أن التغيير في اليمن أمر حتمي من جهة وأن الحاجة إلى ضغط داخلي لاستعجال هذا التغيير، المتمثل في خروج إيران من اليمن، من جهة أخرى

شاهد أيضًا

الزُبيدي يشهد مهرجانًا جماهيريًا حاشدًا في سقطرى ويؤكد: "نحن ...

الأربعاء/19/مارس/2025 - 03:01 ص

شهد القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، مساء اليوم الثلاثاء، المهرجان الجماهيري الحاشد الذي أق


الزُبيدي: سقطرى بوابة الجنوب البحرية، وتعزيز حضورنا فيها أول ...

الأربعاء/19/مارس/2025 - 02:51 ص

عقد الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، مساء اليوم الثلاثاء، اجتماعًا بالهيئة التنفيذية للقيادة المحلية للمجلس الانتقال


الزُبيدي يطّلع على قدرات محطات الكهرباء الحديثة في الأرخبيل ...

الأربعاء/19/مارس/2025 - 02:13 ص

زار القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، اليوم الثلاثاء، محطة كهرباء نور زايد 1 للطاقة الشمسية


رسائل هامة من الزُبيدي في سقطرى.. ماذا قال؟ ...

الثلاثاء/18/مارس/2025 - 12:49 ص

أكد الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، أن سقطرى تمثل جوهرة الجنوب وروحه النابضة، مشددً