مع دخول شهر رمضان المبارك، يواجه سكان عدن والمحافظات المجاورة تحديات معيشية صعبة، حيث تصاعدت أسعار المواد الغذائية والسلع الأساسية إلى مستويات غير مسبوقة، مما جعل تأمين الاحتياجات الرمضانية حلمًا بعيد المنال لكثير من الأسر.
ارتفاع الأسعار.. معاناة متزايدة
يشكو المواطنون من أن أسعار المواد الغذائية شهدت ارتفاعًا جنونيًا مقارنة بالعام الماضي، حيث تضاعفت أسعار بعض السلع الأساسية مثل الدقيق، السكر، الزيوت، واللحوم، وسط غياب أي إجراءات حكومية فاعلة للحد من موجة الغلاء.
ويؤكد أحد المواطنين أن تكلفة سلة الغذاء الأساسية التي كانت تكفي لشهر رمضان في العام الماضي، أصبحت اليوم تكفي لأيام معدودة فقط.
يقول أبو خالد، وهو رب أسرة يعيل خمسة أطفال: "كنا نستعد لشهر رمضان بشراء التمور والمواد الغذائية الأساسية، لكن هذه السنة بالكاد نتمكن من توفير الاحتياجات اليومية.. كل شيء أصبح مكلفًا، حتى أبسط السلع أصبحت فوق قدرتنا الشرائية."
تأخر المرتبات.. مأساة أخرى
إلى جانب الغلاء، يعاني الموظفون الحكوميون من تأخر صرف المرتبات، مما يزيد من تعقيد الوضع، فالكثير من العائلات تعتمد كليًا على دخل ثابت لم يعد يصل في موعده، مما يجعل من الصعب تأمين الاحتياجات الضرورية خلال هذا الشهر الفضيل.
يقول سعيد، وهو موظف حكومي في عدن: "نحن لا نطلب رفاهية، فقط نريد أن نعيش بكرامة، الرواتب تتأخر، الأسعار تواصل الارتفاع، وأصبحنا بين نارين، كيف يمكننا الصمود؟".
ضعف الرقابة وغياب الحلول
رغم المناشدات المستمرة، لا تزال الأسواق تعاني من ضعف الرقابة وغياب أي تدخل حكومي جاد لكبح جماح ارتفاع الأسعار، ويؤكد تجار محليون أن تدهور العملة وارتفاع تكاليف النقل هما السبب الرئيسي وراء هذه الأزمة، في حين يحمّل المواطنون الجهات المعنية مسؤولية التقاعس عن إيجاد حلول جذرية.
يقول أحد تجار الجملة في سوق الشيخ عثمان: "نحن نشتري بالدولار، وكل يوم هناك تغييرات مفاجئة في أسعار الصرف، مما يجعل الأسعار غير مستقرة، نعلم أن المواطن يعاني، لكن الأمر ليس بأيدينا."
تضامن مجتمعي رغم الأزمة
ورغم هذه الظروف القاسية، لم تغب مظاهر التكافل الاجتماعي، حيث تسعى بعض الجمعيات الخيرية ورجال الأعمال إلى توزيع المساعدات الغذائية للأسر الأشد فقرًا، إلا أن هذه المبادرات، رغم أهميتها، تبقى غير كافية أمام حجم الأزمة المتفاقمة.
رمضان بطعم المعاناة
يأتي رمضان هذا العام في ظل أوضاع اقتصادية خانقة، حيث أصبح الغلاء وتأخر الرواتب كابوسًا يلاحق المواطنين يوميًا، وبينما يتطلع الجميع لحلول تخفف من معاناتهم، يبقى السؤال الأهم: هل ستتخذ الجهات المسؤولة خطوات حقيقية لحماية المواطنين من هذا الجحيم الاقتصادي؟ أم سيبقى الوضع في دائرة التصريحات دون أي إجراءات ملموسة؟