شهدت مدينة عدن، العاصمة المؤقتة للبلاد، جدلاً واسعاً حول أداء صندوق صيانة الطرق وتنفيذ مشاريعه المعلنة، وأثير هذا الجدل مؤخراً على منصات التواصل الاجتماعي، خاصة بعد موجة الأمطار الأخيرة التي كشفت عيوباً واضحة في البنية التحتية للمدينة، وأعادت إلى السطح تساؤلات حول مدى مصداقية المشاريع التي ينفذها الصندوق.
الأمطار تكشف المستور
كتب الصحفي والناشط المعروف ماجد الداعري في منشور له على صفحته بموقع "فيسبوك": "كأنما الله يرسل الأمطار لتكشف بعض عورات اللصوص ومشاريع الدجل والأوهام بعدن. وقتكم يا مرقعي الفيسبوك!".
ويعكس هذا التصريح إحباطاً متزايداً بين سكان العاصمة عدن، الذين يشعرون بأن وعود تحسين البنية التحتية والطرق ليست سوى عبارات جوفاء تفتقر إلى التنفيذ الجاد.
مشاريع على الورق
يبدو أن مشاريع صندوق صيانة الطرق تُدار بأسلوب يثير الكثير من التساؤلات، ففي الوقت الذي يُعلن فيه الصندوق عن خطط لصيانة وتعبيد الطرق، يتفاجأ المواطنون بأن الواقع يعكس صورة مغايرة تماماً. الطرق تظل مهترئة، والأحياء تعاني من برك مياه الأمطار التي تعيق حركة السير وتزيد من معاناة السكان.
أين تذهب الأموال؟
يطرح المواطنون سؤالاً مشروعاً: إذا كانت المخصصات المالية تُرصد لهذه المشاريع، فأين تذهب الأموال؟ هل يتم استنزافها في مشاريع وهمية أم أن هناك سوء إدارة في تنفيذ الخطط؟
صندوق صيانة الطرق: ما بين الاتهامات والدفاع
من جانبه، يدافع صندوق صيانة الطرق عن أدائه، مشيراً إلى أن التحديات الكبيرة التي تواجهه ترتبط بظروف أمنية وسياسية واقتصادية صعبة، ويؤكد المسؤولون في الصندوق أنهم يعملون ضمن الإمكانيات المتاحة لتحسين البنية التحتية، ويشيرون إلى تنفيذ بعض المشاريع على الأرض لكن هذه التبريرات لم تُقنع الشارع العدني الذي لا يرى تغييراً حقيقياً على أرض الواقع.
دور الرقابة والمساءلة
غياب الرقابة والمساءلة عن أداء الجهات التنفيذية، بما فيها صندوق صيانة الطرق، يزيد من تفاقم المشكلة، فقد طالب العديد من الناشطين والحقوقيين بضرورة تشكيل لجان مستقلة للتحقيق في المشاريع المعلنة ومراجعة الملفات المالية للصندوق، مؤكدين أن محاربة الفساد هي المفتاح لحل هذه الأزمة.
المواطنون بين الغضب واليأس
يعيش سكان عدن حالة من الإحباط نتيجة تردي الخدمات، إذ أصبحوا يتابعون وعود التحسين عبر وسائل الإعلام فقط، بينما يواجهون واقعاً مريراً يومياً، وتحولت الطرق الرئيسية والفرعية في المدينة إلى معاناة يومية، خاصة خلال موسم الأمطار الذي يجعل التنقل شبه مستحيل في بعض المناطق.
أهمية الشفافية
الشفافية أصبحت ضرورة ملحة لإعادة بناء الثقة بين المواطن والجهات الحكومية، بحيث يطالب المواطنون بأن تكون هناك تقارير دورية واضحة ومفصلة حول تنفيذ المشاريع، وأن يتم الإعلان عن الشركات المنفذة ومراحل العمل وتكاليفه.
الأمل في التغيير
رغم كل التحديات، يبقى الأمل معقوداً على تحسن الأوضاع في المستقبل، ويتطلع سكان العاصمة عدن إلى حلول جذرية لمشاكل البنية التحتية، وإلى مسؤولين يعملون بجدية وشفافية لتحسين الخدمات وتلبية احتياجات المواطنين، وتظل الأصوات الناقدة، مثل ماجد الداعري وآخرين، عاملاً مهماً في تسليط الضوء على القضايا الملحة، ودفع الجهات المعنية لتحمل مسؤولياتها.
في نهاية المطاف، يبقى السؤال الأهم: هل ستستجيب الجهات المسؤولة لصرخات المواطنين، أم أن مشاريع الدجل والأوهام ستظل عنواناً للواقع في عدن؟
