آخر تحديث :الثلاثاء - 01 أكتوبر 2024 - 12:15 م

اخبار العالم


اغتيال نصرالله يفتح أبواب جهنم جديدة!

الثلاثاء - 01 أكتوبر 2024 - 10:05 ص بتوقيت عدن

اغتيال نصرالله يفتح أبواب جهنم جديدة!

العين الثالثة/ متابعات

إذا كانت قنابل K-83 الأميركية الصنع التي ألقتها إسرائيل على مقر الحزب في الضاحية هي التي قتلت سماحة الأمين العام للحزب ورفاقه، فإن القاتل هي إيران قبل أن تكون إسرائيل !



لقد استشهد سماحة “السيد” ورفاقه رحمهم الله بعد أن حمل الرجل على عاتقه وحده دون غيره أعباء الدعم والمتاعب دون مشاركة إيرانية أو سورية.
الإيرانيون يلتزمون بقواعد الاشتباك من أجل الحصول على الجائزة وهي رفع العقوبات الدولية بأفضل الشروط، والسوريون يسعون إلى النأي بأنفسهم بعد معاناة الحرب الأهلية.
هكذا أحب الرجل وسقط تحت شعار: انطلق أنت وحزبك وقاتل، وتحمل أعباء الحرب أمام جمهوره الشيعي وأمام غضب القوى السياسية اللبنانية المعارضة له.
وكانت تعليمات طهران له هي: "كن صارماً في الداخل ومنضبطاً على الجبهة في القتال".
وكانت التعليمات: "أرجؤوا انتخاب الرئيس حتى نتفاوض على السعر مع الغرب، ولا تستخدموا صواريخكم بعيدة المدى".
والحقيقة أن الرجل أراد أن ينقذ سمعته في الداخل باعتباره شخصاً يعرقل التسوية السياسية، وأراد أن يثبت قدرة حزبه على الجهاد ضد إسرائيل.
وأدرك نتنياهو المعضلة التي يواجهها الرجل، فقرر أن يلعب اللعبة بمهارة وأصر على أخذها إلى أقصى حد.


كيف سوق نتنياهو سياسته؟


وحاول نتنياهو تسويق سياسته للأميركيين على النحو التالي:

1- هذه ليست معركة أو جولة، بل ما يعرف بالإنجليزية بـ "مغير اللعبة"، ولهذا كان الاسم الرمزي لعملية الاغتيال الأخيرة: عملية "النظام الجديد".

2- إضعاف الحزب هو إضعاف للعملاء، وإضعاف العملاء هو إضعاف لإيران، وإيران الضعيفة تجعل الضغط عليها أسهل وأكثر قابلية للتغيير.
ومن وجهة نظر الليكود الإسرائيلي، ليس من مصلحة الدولة العبرية الآن التوصل إلى أي اتفاق على جبهتي غزة أو جنوب لبنان.
في مفهوم الليكود، ليس من الممكن التفاوض مع يحيى السنوار أو حسن نصر الله إلا بعد تدمير آلتهما العسكرية وإحضارهما إلى طاولة المفاوضات، ليس من أجل اتفاقية سلام بل من أجل وثيقة استسلام.


3 أهداف استراتيجية لنتنياهو


وبحسب نتنياهو وتحالفه، فإن هذا هو الوقت الذهبي محلياً وإقليمياً ودولياً لتحقيق ثلاثة أمور استراتيجية:

أولاً: إنهاء أي تهديد من الأذرع الإيرانية الحليفة لأمن وسلامة الدولة العبرية.

ثانياً: القضاء على القيادات الاستراتيجية التي تعتمد عليها حماس والحزب والحشد الشعبي والحوثيين، والتي تدير منظومة القيادة للعمليات الأمنية والعسكرية ضد حدود إسرائيل.

ثالثا: إنهاء المخزون الاستراتيجي من الصواريخ والطائرات بدون طيار التي تحتفظ بها هذه القوات حتى لا تتعرض الأهداف الإسرائيلية للخطر، وحتى لا تضطر إسرائيل إلى تهجير أي مستوطن سواء داخل قطاع غزة أو على الجبهة الشمالية.

ويريد بيبي نتنياهو وائتلافه الحاكم أن يسجلوا في التاريخ الحديث باعتبارهم الوحيدين الذين نجحوا في إحداث هذا التغيير الاستراتيجي الذي يعتمد على القوة العسكرية، ثم تأمين إسرائيل بمناطق أمنية عازلة تمكن السلطة المحتلة من السيطرة على الأمن والطاقة والخدمات والضرائب وكل متطلبات الحياة في غزة، وضمان خلو الحدود مع لبنان من أي تهديد.


"بيبي" يحقق مصالح أميركا


وتقول مصادر مطلعة هنا في واشنطن إن إسرائيل تريد فرض أمرين:

1- تأمين الاحتلال في غزة والضفة الغربية
.
2- تأمين الحدود في الحدود الشمالية.
وتقول هذه المصادر إن أحد مستشاري نتنياهو للأمن القومي أكد للمسؤولين الأميركيين خلال زيارته الأخيرة للعاصمة الأميركية أن ضرب وكلاء إيران في المنطقة له فائدة استراتيجية كبيرة للإدارة الأميركية المقبلة، بغض النظر عما إذا كانت جمهورية أو ديمقراطية، أي أن إضعافهم سيجعل إيران أكثر مرونة وأقل تشددا في أي مفاوضات نووية مستقبلية.
وترتكز فلسفة هذا النوع من التفكير على الفكرة التالية: «إن إيران، من دون أذرع قوية ومؤثرة في المنطقة، ستكون أكثر مرونة في المفاوضات».


نحن نقاتل إيران من أجلكم


إن المنطق أو الرواية الإسرائيلية تعتمد على الرؤية التالية:
لقد أثبتنا لكم أيها الأميركيون وللعالم قدرتنا على ضربهم في العمق أو اختراق قياداتهم وتنفيذ عمليات استخباراتية نوعية تدرس في الأكاديميات الأمنية، لقد دمرنا أسلحتهم الاستراتيجية، لقد قضينا على عقولهم وقادتهم الميدانيين، لقد وجهنا ضربة قاضية لمخزونهم الاستراتيجي من الأسلحة، كل هذا ليس لإضعافهم فحسب، بل لإضعاف إيران في المقام الأول وبشكل حتمي.
في كل لقاء بين مسؤولين أمنيين أميركيين وإسرائيليين، يتدخل مسؤول إسرائيلي لتصحيح وضبط النبرة، فيكرر العبارة التالية: "تذكروا أيها السادة. نحن لا نقاتل حماس، ولا حزب الله، ولا الحوثيين، ولا قوات الحشد الشعبي. نحن نقاتل إيران بشكل مباشر، ولكن من خلال عملائها الذين يتلقون تمويلها وتوجيهاتها".


واشنطن…ونتنياهو الجديد


هناك شعور قوي في واشنطن بأن نتنياهو الحالي ليس نتنياهو الذي كان عليه في الأشهر الأولى بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
إن نتنياهو الجديد يشعر منذ سبعة أسابيع بأنه يملك فائضاً من القوة بسبب نجاحه في المماطلة لكسب الوقت والوصول إلى عتبة الأسابيع القليلة قبل المعركة الحاسمة على الرئاسة الأميركية، لأنه يدرك أن واشنطن الحالية تحت حكم رئيس مشلول الصلاحيات، ونائبه ومرشحه يحتاجان إلى الصوت اليهودي والدعم الإسرائيلي، وترامب هو الصديق الاستراتيجي للدولة العبرية.
إن فائض القوة لدى نتنياهو يعود إلى نجاحه في العمليات النوعية (قتل قيادات حماس، اغتيال هنية في طهران.. إلى اغتيال فؤاد شكر وعقيل والقبيسي وسرور وغيرهم من القيادات، وصولاً إلى الأمين العام، وتفجيرات أجهزة النداء واللاسلكي، ومجازر خان يونس ورفح والقرى اللبنانية الحدودية، والنزوح اللبناني الكبير من الجنوب إلى طرابلس وصيدا وبيروت لجعل أنصار نصر الله ينقلبون عليه).
هذه القوة الفائضة مدعومة بثلاثة أشياء:


1- دعم كافة القوى حتى المعارضة داخل إسرائيل، وإيمانهم بضرورة استكمال عمليات الجبهة الشمالية لإعادة سكان هذه المناطق.


2- الاتفاق بين نتنياهو وغالانت والمستوى العسكري على ضرورة استكمال العمليات.


3- هدد الوزيران إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش وكتلتهما في الائتلاف الحاكم بالاستقالة إذا توصل نتنياهو إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وتشير استطلاعات الرأي الأخيرة في إسرائيل إلى أن شعبية نتنياهو آخذة في الارتفاع، وأنه إذا أجريت الانتخابات البرلمانية الآن، فإن ائتلافه سوف يفوز بهامش مريح.

وأذكّر القارئ الكريم بأنني كتبت هنا في هذا الموقع قبل أربعة أشهر، نقلاً عن مسؤول عربي، عن تحذير وجهه إلى واشنطن حول ضرورة نصح إسرائيل بعدم السعي لقتل سماحة “السيد”، لأن ذلك، بحسب المسؤول العربي، سيفتح أبواب الجحيم في المنطقة.
إن مقتل نصر الله ليس نهاية الجحيم، بل هو بداية جحيم أشد إحراقا.
وليس كما تعتقد تل أبيب وواشنطن.

شاهد أيضًا

التدخلات الأجنبية.. اليمن نموذجًا لصراع القوى الكبرى في الشر ...

الإثنين/30/سبتمبر/2024 - 11:25 م

تُعَدّ إسرائيل مشروعًا استعماريًا مصطنعًا وكيانًا غربيًا زُرع في قلب العالم العربي منذ عام 1948، لخدمة مصالح القوى الاستعمارية. ورغم مرور أكثر من سبعة


الجنوب على أعتاب التغيير.. تساؤلات حول مستقبل الدولة الجنوبي ...

الإثنين/30/سبتمبر/2024 - 09:00 م

في مقال للكاتب منصور الصبيحي، قال فيه انه تمت مناقشة التطورات الأخيرة في الساحة السياسية الجنوبية، خاصةً اللقاءات التي جرت بين المجلس الانتقالي وقيادا


قبائل شبوة تُشعل حربًا ضد الثأر.. ندوة توعوية لتحريم الدماء ...

الإثنين/30/سبتمبر/2024 - 07:40 م

احتضن حلف قبائل شبوة، برئاسة الشيخ فارس الخبيلي، اليوم الاثنين، ندوة توعوية بمخاطر ظاهرة الثأر وتداعياتها السلبية على المجتمع في في مركز الشاعر يسلم ب


محافظ عدن في مهمة إنعاش الجمارك.. خطط جديدة لتنشيط التجارة و ...

الإثنين/30/سبتمبر/2024 - 07:30 م

تفقد أحمد حامد لملس، محافظ العاصمة عدن، اليوم الاثنين، رئاسة مصلحة الجمارك في المدينة، للاطلاع على خطط العمل بالمرحلة المقبلة. وبحث مع عبدالحكيم القبا