تُظهر صورة تاريخية تعود إلى عام 1911م، مشهدًا نادرًا لحيّ اليهود في منطقة كريتر بمدينة عدن، قبل أن تُبنى المدارس وتُشقّ الشوارع الرئيسية في المنطقة.
تُتيح لنا هذه الصورة فرصةً فريدةً للعودة بالزمن إلى الوراء، واستكشاف تاريخ هذا الحيّ العريق، الذي كان يزخر بالحياة والنشاط قبل أن يغادره سكانه.
موقع استراتيجي وتاريخ عريق
تقع منطقة كريتر على ساحل البحر الأحمر، وكانت تتمتع بموقع استراتيجي هام على طريق التجارة بين الشرق والغرب.
واستقرّ اليهود في هذه المنطقة منذ قرون، وازدهرت تجارتهم وأعمالهم، ممّا جعل حيّهم مركزًا ثقافيًا واقتصاديًا هامًا في المدينة.
صورة تُروي حكاية
تُظهر الصورة مساحةً واسعةً خاليةً من المباني، تحيط بها الشوارع الرئيسية في المنطقة، مثل شارع الملك سليمان وشارع حسن علي وشارع السبيل وشارع الشيخ عبد الله والزعفران.
كانت هذه الشوارع بمثابة أسواق نابضة بالحياة، تُعرض فيها مختلف أنواع السلع والبضائع.
زيارة ملكية
في عام 1911م، قام الملك جورج الخامس البريطاني وزوجته ماري بزيارة عدن. خلال هذه الزيارة، طلب رئيس الجمعية اليهودية من الملك تحديد حيّ خاصّ باليهود في كريتر.
واستجاب الملك لطلبهم، وحدد لهم مساحةً تبلغ 500 متر في 600 متر، تمتدّ من شارع السيلة إلى شارع العيدروس ومن الزعفران إلى شارع محمد علي لقمان (الاسبلانيد سابقًا).
تغيّرات جذرية
مع مرور الوقت، شهد حيّ اليهود في كريتر تغيّرات جذرية، بحيث تمّت بناء المدارس والمباني السكنية، وشقّت الشوارع الجديدة، ممّا أدّى إلى تغيير معالم الحيّ بشكل كبير. كما هاجر العديد من اليهود من عدن إلى دول أخرى، ممّا أدّى إلى تراجع أعدادهم في الحيّ بشكل ملحوظ.
ذاكرة حية
على الرغم من التغيّرات التي طرأت على حيّ اليهود في كريتر، إلا أنّ ذكراه لا تزال حيةً في قلوب وأذهان سكانه القدامى.
تُعدّ هذه الصورة بمثابة شهادة تاريخية على ماضي هذا الحيّ العريق، وتُذكّرنا بالتنوع الثقافي والتاريخي الغنيّ الذي كانت تتمتع به مدينة عدن.